إنكار حديث “تجديد أمر الدين كل مائة سنة”
وجها إبطال الشبهة:
1) إن حديث: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»حديث صحيح لا مجال للطعن فيه، والصحة ثابتة سندا ومتنا، وهناك ما يعضده من الشواهد الأخر؛ فالسند صحيح، رجاله ثقات، والمتن يبعث الأمل في نفوس الأمة بأن جذوتها لن تخبو، وأن دينها لن يموت، وأن الله يقيض لها كل فترة زمنية من يجدد لها شبابها.
2) إن الدين ثابت لا يتغير ولا تتبدل أحكامه، إنما التجديد فيما خفي واندرس من معالمه، فيكون إظهار معالمه على يد عالم مجدد؛ لأن شريعتنا الخالدة قادرة على مواجهة التطور، ومعالجة قضايا عصرنا، وقيادة ركب الحياة، إذ إن الشريعة لا تضيق بجديد، ولا تقف عاجزة أمام مشكلة بل عندها لكل مشكلة حل، ولكل داء دواء.
التفصيل:
أولا. صحة الحديث سندا ومتنا ينفي الشبهة:
إن الحديث النبوي الوارد في تجديد أمر الدين كل مائة سنة حديث صحيح ثابت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في كثير من كتب الرواية، وقد اتفق على صحته – سندا ومتنا – عدد ليس بقليل من العلماء والأئمة.
فقد أخرجه الإمام أبو داود في سننه قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة – فيما أعلم – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»[1].
وقد ذكر الإمام الألباني روايات هذا الحديث عند تصحيحه له، فقال: “أخرجه أبو داود برقم (4291)، وأبو عمرو الداني في “الفتن” (45/ 1)، والحاكم (4/ 522)، والبيهقي في “معرفة السنن والآثار” ص52، والخطيب في “التاريخ” (2/ 61)، والهروي في “ذم الكلام” (ق111/ 2) من طرق عن ابن وهب… والسند صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم”[2].
هذا عن تخريج الحديث في كتب السنن، كما أن رجال الحديث وثقهم أئمة الجرح والتعديل في كتبهم وأثنوا عليهم خيرا، وهم ثقات أثبات يعتد بحديثهم، ومن ثم فلا بأس بهم، وهم رجال مسلم.
فالحديث صحيح اعتمده من العلماء الإمام محمد بن شهاب الزهري، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، والحاكم، والبيهقي، والنووي، وابن كثير، والذهبي، وابن السبكي، والعراقي، وابن الأثير، وابن حجر، والسيوطي، والمناوي، والسخاوي وغيرهم [3]. فإسناده صحيح صححه كثير من العلماء الأفذاذ منهم العراقي في تخريج “الإحياء”، والسخاوي في “المقاصد الحسنة”، والسيوطي في “الجامع الصغير”، وغيرهم من العلماء مثل علي القاري في مرقاة المصابيح، والعجلوني في كشف الخفاء، وعبد القادر الأرنؤوط في جامع الأصول، وشعيب الأرنؤوط في حاشيته على سير أعلام النبلاء للذهبي، والألباني في السلسلة الصحيحة برقم (599)، و”صحيح الجامع” برقم (1874)، و”المشكاة” برقم (238)[4].
فأنى لحديث هذا سنده أن يطعن فيه أو ينكر؟!
فما علينا تجاه هذا إلا التصديق والإيمان والتسليم بما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – حتي لو خالف ظاهره العقل – وهذا لن يحدث – لأن ما جاء به النقل الصحيح لا يخالف العقل السليم أبدا.
وبعد أن أثبتنا صحة الحديث سندا بقي أن نثبته متنا، وإذا كان هذا سند الحديث فلا ريب في أن يكون متنه صحيحا لا نكارة فيه، ولا مجال للطعن في صحته عقلا أو نقلا، ولا شذوذ في ألفاظه، بل لقد جاءت أحاديث أخري تؤكد صحته ومعناه.
ومن هذه الأحاديث:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»[5].
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يرث هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين»[6].
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي»[7].
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته»[8]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتي يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك»[9].
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»[10].
- قال صلى الله عليه وسلم: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره»[11].
إن هذه الأحاديث وغيرها تؤكد صحة حديث تجديد أمر في الدين سندا ومتنا، كما تدعو إلى تجديد الدين كل فينة وأخرى، وما علينا إلاالسمع والطاعة والتصديق.
وبالنظر إلى الحديث نجد أنه يتكون من جملة خبرية واحدة، تتضمن نبأ من أنباء الغيب أخبر به من لا ينطق عن الهوى، وهو لا يعلم من الغيب إلا ما أعلمه الله – عز وجل – كما قال سبحانه وتعالى: )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول( (الجن:٢٦ – ٢٧).
كما يهدف هذا الحديث إلى بعث الأمل في نفوس الأمة بأن جذوتها لن تخبو، وأن دينها لن يموت، وأن الله يقيض لها كل فترة زمنية – قرن من الزمان – من يجدد شبابها، ويحيي مواتها، أي أن الله لا يدع هذه الأمة، دون أن يهيئ لها من يوقظها من سبات، ويجمعها من شتات.
وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ يقول: “مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أو آخره؟”[12].
وخلاصة القول: أن حديث تجديد أمر في الدين كل مائة سنة حديث صحيح سندا ومتنا، ولا مجال لإنكاره أو الطعن فيه، وليس فيه ما يخالف العقل.
ثانيا. التجديد مطلوب شرعا، وهو ليس بمعنى التغيير المخالف، وليس كل تغيير يعد تجديدا:
إن تجديد أمر الدين يعد مطلبا من مطالب الشرع الحكيم؛ حيث إن هذا التجديد ليس إبطالا للأحكام السابقة أو تغييرا لها، وإنما هو إحياء لما نسي واندرس من الدين، فهو تجديد لحياة الدين، وإعادة للتمسك به.
“قال العلقمي في شرحه معنى التجديد: إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما”[13].
وقال شمس الحق العظيم آبادي: “يجدد لها دينها: أي يبين السنة من البدعة، ويكثر العلم، وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلهم”[14].
وقيل: المراد من تجديد الدين للأمة: إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر وبمقتضاهما، وإماتة ما ظهر من البدع والمحدثات[15].
فقد علل السيوطي التجديد فقال: “وإنما كان التجديد علي رأس كل مائة سنة لانخرام[16] علماء المائة غالبا، واندراس السنن وظهور البدع، فيحتاج حينئذ إلى تجديد الدين، فيأتي الله من الخلف بعوض عن السلف” [17].
فالتجديد مطلوب شرعا، وقد دعا إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – في غير حديث، والحديث الرئيسي عندنا في هذا الشأن قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»[18]. ولهذا الحديث شاهد آخر، وهو حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيء» [19].
يقول الإمام النووي: “هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة وتحريم الأمور السيئة”[20] وهذا هو معني التجديد.
وإن للحديث الأول مناسبة وهي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – الناس وحثهم على الصدقة، فقال: «تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت. قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتهلل كأنه مذهبة»[21] ثم ذكر الحديث.
ويقول الإمام النووي: “هذا الحديث فيه الحث على الابتداء بالخيرات، وسن السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات، وكان الفضل العظيم للبادئ بهذا الخير، والفاتح لباب هذا الإحسان” [22].
لقد أحيا هذا الرجل سنة الصدقة التي قد اندثرت، وقد تهلل وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – لصنيعه هذا وفرح به، فاستحق هذا الرجل أن يسمى مجددا، لأنه قد فعل شيئا له أصل في الدين وهو الصدقة، ولكن الناس قد نسوا هذه السنة، فجاء فجددها وأحياها مرة ثانية.
مما سبق يتبين أن التجديد ليس بمعني التغيير مطلقا، وإنما هو إظهار ما خفي واندرس من علم الكتاب والسنة، ونشر العلم ونصرة أهله، ليعيد المجد للأمة ويجدد لها دينها، فالمجددون وراث الأنبياء، والأنبياء يبعثون عن اندراس العلم وذهابه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي»[23].
ولقد قام العلماء العاملون بهذه المهمة – تجديد الدين – حق القيام منذ فجر الإسلام وإلى اليوم مدافعين عن دين الحق، ولذا فقد قال الإمام أحمد بن حنبل في مقدمة كتابه “الرد على الجهمية والزنادقة”: الحمد لله الذي جعل في كل زمان وفترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدي، ويصبرون على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم[24]، والصلاة والسلام على من قال: «يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين وتحريف الغالين»[25] فالتجديد لا ينافي الأصالة، فالأصالة في لغتنا المتداولة ليست ضد الجدة والحدوث، وإنما هي ضد الزيف والدخيل والغش، فلا مانع أن نكون أصلاء ومجددين في الوقت ذاته، نبقي على الأصيل ونأتي بالجديد، فليست الأصالة هي التقوقع على القديم، ورفض كل جديد مهما يكن في القديم من ضرر، ومهما صاحب الجديد من نفع[26]، فيجب علينا عدم المبالغة في الوقوف على القديم، وعدم المبالغة في التجديد الذي يخل بالأصول والمباديء.
فالعلم إنما ينمو ويتكامل بإضافة اللاحقين إلى ما بناه السابقون، لا بهدمه أو تركه جملة، وهذه الإضافة قد تتخذ شكل التهذيب والتنقيح، أو الانتقاد والترجيح، أو التجديد والتكميل، أو التصحيح والتعديل، وهذا صادق في كل العلوم الكونية والإنسانية والدينية.
وليس يقبل أو يتصور من أحد يريد تفسير القرآن أن يهمل تفاسير الرواية والدراية ثم يمضي وحده، بل لا بد من العودة إلى المنابع، أي النصوص الثابتة في القرآن الكريم، وصحيح السنة، والتفقه فيها على ضوء المقاصد العامة للشريعة[27].
إن عدم التجديد يحجم دور المسلمين المرتقب، والحكم عليهم بالعزلة والاغتراب، وإعاقة الحياة الإسلامية والتخلف عنها، وإظهار الإسلامي بمظهر العاجز عن مواجهة أسئلة الحضارة والعمران المستنير في زماننا هذا، والحق أن مشكلات الأقليات المسلمة لا يمكن أن تواجه إلا باجتهاد جديد، ينطلق من كليات القرآن الكريم وغاياته، وقيمه العليا، ومقاصد شريعته، ومنهاجه القويم، ويستنير بما صح من سنة وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في تطبيقاته للقرآن وقيمه وكلياته[28].
إن شريعتنا الخالدة قادرة على مواجهة التطور، ومعالجة قضايا عصرنا، وقيادة ركب الحياة من جديد، على هدى من الله وبصيرة، ولكن بشروط يجب توافرها وتحققها جميعا، إذا كنا صادقين في العودة إلى شريعة ربنا، جادين في حسن فهمها، وحسن تطبيقها، وأول هذه الشروط هو العودة إلى الاجتهاد والتجديد، فإن الشريعة لا تضيق بجديد، ولا تقف عاجزة أمام مشكلة بل عندها لكل مشكلة حل، ولكل داء دواء[29].
والتجديد تجديدان، سني وبدعي:
أما التجديد السني: فيتمثل في إحياء السنن التي أميتت، وإخماد البدع التي نبتت، وهو ما قام به المجددون في كل عصر ومصر، وهو متعلق بالمصالح العامة، وما يحتاج إليه التشريع.
وأما التجديد البدعي التجريبي: فيتمثل في التلفيق بين ما جاء به الإسلام وما أفرزته الحضارة المادية الكافرة من إباحة حد الردة، والدعوة إلى التقريب بين الإسلام وغيره من الشرائع، وهذا لا يسمى تجديدا وإنما هو تبديد للحضارة، وبهذا يتبين أن التجديد قد يقوم به شخص، أو يكون هناك عدة أشخاص يطلق عليهم مجددون، يقول القرضاوي: ولفظة “من” في هذا الحديث تصلح للجمع، كما تصلح للمفرد، فقد يكون المجدد واحدا، وقد يكون أكثر من واحد، كما قال الذهبي وابن كثير وابن الأثير وغيرهم، وكما يشهد به التاريخ[30].
ويقول ابن حجر: “إنه لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة، وهو متجه، فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوع من أنواع الخير، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد”[31].
كما يتبين من الحديث “أن المجددين ليسوا في مكان واحد فقط، بل يجوز أن يجتمعوا في بلد واحد، ويجوز أن يكونوا في بلاد شتى، كما يجوز أن يكونوا في زمن واحد وأزمان متباعدة”[32]، وفي هذا يقول النووي: “ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد، بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد وافتراقهم في أقطار الأرض، ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد، وأن يكونوا في بعض منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولا فأولا، إلى أن لا يبقى فرقة واحدة ببلد واحد، فإذا انقرضوا جاء أمر الله”[33].
فقد يقوم بالتجديد والإحياء جماعة أو مدرسة أو حركة: فكرية، أو تربوية، أو جهادية يتواصى أهلها بالحق والصبر، ويتعاونون على البر والتقوى.
وقد يقوم بمهمة التجديد أفراد أو مجموعات متناثرة، كل في موقعه ومجال اهتمامه واختصاصه، هذا في مجال العلم والفكر، وذاك في مجال السلوك والتربية، وثالث في مجال الحكم والسياسة، وآخرون في مجال خدمة المجتمع؛ ورابع في مجال الجهاد والمقاومة، وكل على ثغرة الإسلام: اتحدت أهدافهم ومبادئهم، وإن اختلفت مواقعهم وطرائقهم.
ويكون معنى “البعث” في الحديث: تهيئة الأسباب المواتية، وإتاحة الظروف المناسبة، وخلق المناخ الملائم؛ لظهور حركة التجديد للدين، والإحياء للأمة، وفق سنن الله – عز وجل – التي لا تتبدل[34].
ولقد اشترط العلماء للمجدد شروطا وضوابط يجب معرفتها، فليس كل مجتهد يعد مجددا وهذه الشروط باختصار تتمثل فيما يلي:
- العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة الصحيحة وفق فهم منهج السلف الصالح.
- أن يكون جامعا من كل علم بنصيب مثل العلوم الشرعية، وعلوم الآلة.
- أن يكون ناصرا للسنة وأهلها، قامعا للبدعة وأهلها.
- أن يشهد له أهل الفضل والعلم بذلك.
- أن يكون ذا تأثير في أواسط الأمة في إحياء ما اندرس من معالم الدين.
- الالتزام بمنهج السلف الصالح في الاعتقاد والمنهج والسلوك، وهذا هو الضابط الأساسي الذي يبني عليه غيره، فمن المحال قطعا أن يكون المجدد الموعود من غير طائفة أهل السنة والجماعة؛ وذلك للحديث «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتي يأتيهم أمر الله وهم على كذلك»[35]، وفي رواية: “علي الحق ظاهرين”.
- أن تنقضي رأس المائة، وهو حي على قيد الحياة، مشهور بالعلم، ناشر له، والقول الراجح في رأس القرن أنه أوله[36].
- أن يكون المجدد له نظر ثاقب وملكة، ونفاذ بصيرة، وسعة في الفهم والاستنباط، وقدرة على تمييز الصحيح من السقيم[37].
أساليب التجديد وصوره:
إن للتجديد ثلاثة أساليب قد صنفها العلماء ليسير الناس عليها، ويكون مصباحا مضيئا لهم في خدمة الدين وهذه الأساليب هي[38]:
- التجديد بمعنى النشر والإحياء:
ويختص ذلك بإحياء ما اندرس من علم بالكتاب والسنة بنشره والتعريف به، وتقريبه، لا سيما إن كان مما صح كونه من غربة الإسلام، كما في الحديث: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء»[39].
وقد تكون الغربة في بعض شرائع الإسلام، وقد تكون في بعض الأمكنة[40].
ومن أمثلة التجديد بالنشر والإحياء إعادة صياغة العلوم القديمة بأسلوب معاصر يعود على الدارسين بالنفع والفائدة بصورة أكبر مما كانت عليها، ومنها حركة تقريب العلوم الشرعية بجميع فنونها، وحركة تحقيق المخطوطات.
ومنها أيضا الجهود المتواصلة في كل عصر لتفسير القرآن الكريم وبيان معانيه وأسراره، وإحياء اللغة العربية بالكلام والكتابة والخطابة، وتأليف الكتابة بالأساليب العصرية السهلة، ونشر الدعوة الإسلامية في العالم.
- التجديد يعني الإضافة والإثراء:
والمراد من هذا المعنى أن يتضمن التجديد الإضافة إلي ذات الشيء المجدد، أو إثراء مادته بالتفسير والإيضاح، بحيث يكون على حالة هي أصلح وأكثر إفادة ونفعا في ظل تجدد بيئته وبساط حاله.
ومن أمثلة التجديد بالإضافة، تقرير النظريات العامة في أبواب فقهية معاصرة، تدعو الحاجة إلى التفصيل والتقسيم فيها، وتحريرها بما يناسب متطلبات العرف المعاصر؛ مثل نظريات العقد والضرر والضرورة والمصلحة، ومنها إفراد دراسات فقهية متخصصة بشأن قضايا معاصرة تمس إليها حاجة الناس أو ضرورتهم؛ مثل الدراسات المقارنة والمتخصصة في بيان الأحكام الشرعية لعمليات البنوك، وكذا عمليات الأسواق المالية (البورصة)، وعمليات التأمين وغيرها، وما قامت المجامع الفقهية الدولية، والهيئات، والمراكز العلمية والشرعية والمتخصصة إلا لالتماس دور التجديد بوسيلة الإضافة والإثراء بصورة رئيسة. ومنها كذلك تقرير القواعد وتحرير الضوابط الفقهية، ثم التطبيق المعاصر.
- التجديد بمعنى الحذف والإلغاء:
ومعناه أن يتم التجديد من خلال تنقيح موضوع التجديد، وتنقية محله، وذلك بحذف ما لحق به مما ليس منه بهدف إعادته إلى أصله الأحسن.
فهو بهذا يعد استدراكا وتعقبا بالتنقيح والتنقية للأمر الشرعي، وليس إلغاء أو حذفا لجزء ثابت مستقر في الشريعة، ومن أمثلته: نفي سائر أنواع البدع والمحدثات الداخلة على العقائد والعبادات بفعل العامة والجهال، وكذلك التمييز بين الصحيح وما خالفه من رويات الحديث، وفي هذا مصنفات خاصة.
وهكذا يتبين لنا من دراسة هذه الأساليب والصور أن التجديد غير مقتصر على ما يلحق بالعبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج فقط، وإنما التجديد متعد لكل مناحي الحياة؛ فحياة الإنسان المسلم كلها عبادة لله – عز وجل – وهذا واضح من قوله عز وجل: )وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56)( (الذاريات) فالإنسان المجدد ليس المقصود به المجدد في علوم الشريعة فقط، بل إنه قد يكون مجددا في العلوم الدنيوية أيضا؛ لأن هذه العلوم يتعين تعلمها في بعض الأوقات، ويصير فرض عين إذا لم يقم به بعض الأشخاص، وفروض العين في أهل الدين، وبهذا يصير التجديد في المعاملات والنواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها تجديدا للدين، وهذا واضح في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمر دنياكم»[41].
إن مطلب التجديد يمثل حاجة شرعية ملحة ودائمة على تغير الأزمنة والأحوال، وهناك أدلة لهذا التجديد ومؤيدات لمشروعيته، وهي:
o الأصل الشرعي المعول عليه في إثبات مشروعية التجديد الحديث المذكور.
o التجديد أعم من الاجتهاد الأصولي من جهة أفراده القائمين به.
o التجديد أعم من القياس الأصولي من جهة أفراده القائمين به.
o الاستناد إلى مقتضى الضرورة العلمية تبعا لتجدد حاجات الناس.
o الاستناد إلى مبدأ التعاون على البر وترك الإثم والعدوان.
o الاستناد إلى عموم مبدأ الدعوة إلى الخير.
o الاستناد إلى تحقيق مبدأ الشريعة.
وخلاصة القول: أن التجديد هو إحياء وإظهار لما اندرس من علم الكتاب والسنة الصحيحة ونشر للعلم، ونصر لأهله، وقمع للبدعة وأهلها، ونقل للعلم من جيل إلي جيل، صافيا نقيا، والعودة بالمسلمين إلى ما كانوا عليه وفق منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم[42].
ومقتضى هذا التجديد والحفظ هو صلاحية الإسلام لإصلاح فساد كل زمان ومكان، وقيوميته بحل جميع المشاكل الصغرى والكبرى في جميع المجالات، إذ هو دين الله تعالى خالق الناس، ومدبر أمور العالم، وبهذا يتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره»[43] والتجديد يقتضي جملة أمور:
o الاحتفاظ بجوهر البناء القديم، والإبقاء على طابعه وخصائصه، بل إبراز العناية به.
o ترميم ما بلي منه، وتقوية ما ضعف من أركانه.
o إدخال تحسينات عليه لا تغير من صفته، ولا تبدل طبيعته، مثل تجميل مدخله، وتنظيف ساحته، وعمل حديقة من حوله[44].
إن الكلام السابق يصور لنا الدين كأنه بناية، فإذا أردنا تغيير هذه البناية أزلناها من أصلها، أما إذا أردنا تجديدها فإننا نقيم ما طمس منها ونخرجه في صورة أفضل بإحيائه مرة ثانية، وهكذا الدين، فنحن نجدد الدين بإحياء ما درس منه، ولا نطالب بتغييره من الأصل، وإن ابتداع ما لم يكن في الدين يعد تغييرا له، وهذا هو التجديد البدعي.
إن صنع أمة يحتاج إلى رجال أكفاء، ونقل الطباع أثقل من الجبال، ومن هنا جاء حديث المصطفي – صلى الله عليه وسلم – عن ثواب هداية الرجل فيما رواه سهل بن سعد الساعدي قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب في حديث طويل: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»[45]، وكما قيل قديما: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.
لذا فقد قيض الله – عز وجل – لهذه الأمة من يأتي على رأس كل مائة سنة يجدد لها أمر دينها، ولما كان هذا الأمر مدار اهتمام العلماء فقد أفردوا له المؤلفات والمصنفات، بل لقد وضعوها في منظومات، وقد ألف السيوطي منظومة تجمع أسماء المجددين وشروطهم.
يوضح لنا د. يوسف القرضاوي معنى التجديد فيقول: إن التجديد المراد هو تجديد الفهم له – أي الإسلام – والإيمان والعمل به، فالتجديد لشيء ما هو محاولة العودة به إلى ما كان عليه يوم نشأ وظهر، بحيث يبدو مع قدمه بحالة جيدة، وذلك بتقوية ما وهى منه، وترميم ما بلي، ورتق ما انفتق، حتى يعود أقرب ما يكون إلى صورته الأولى، فالتجديد ليس معناه تغيير طبيعة القديم، أو الاستعاضة عنه بشيء آخر مستحدث مبتكر، فهذا ليس من التجديد في شيء. ولنأخذ بذلك مثلا في الحسيات، إذا أردنا تجديد مبنى أثري عريق، فيعني تجديده: الإبقاء علي جوهره وطابعه ومعالمه، وكل ما يبقي على خصائصه، وترميم كل ما أصابه من عوامل التعرية، وتحسين مداخله، وتسهيل الطريق إليه، والتعريف به، وليس من التجديد في شيء أن نهدمه، ونقيم عمارة ضخمة على أحدث طراز مكانه، وكذلك الدين لا يعني تجديده إظهار طبعة جديدة منه، بل يعني العودة به إلى حيث كان في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحابته ومن بعدهم بإحسان، فتجديد الدين يعني إحياء الاجتهاد فيه، والرجوع إلى منابعه الأصلية، والتحرر من الجمود والتقليد، والنظر إلى التراث نظرة ناقدة للاستفادة من إيجابياته، وتفادي مواضع الخلل فيه، وبجوار هذا التجديد الفكري تجديد آخر وهو تجديد الإيمان بالدين، والتمسك بقيمه وأصوله، وتجديد الدعوة إليه، وفق حاجات العصر وظروفه كما جاء في الحديث: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم، كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم»[46][47].
وفي النهاية، لا يحق لطائفة أو جماعة أو فرقة – مهما كانت – أن تدعي أن شيخها هو المجدد إلا إذا توافرت فيه الشروط السابق ذكرها، والكرامة عند الله أولا وأخيرا لا تتحقق إلا بالتقوى والعمل الصالح.
الخلاصة:
- إن الحديث الوارد في تجديد أمر الدين كل مائة عام حديث صحيح سندا ومتنا؛ إذ أخرجه الإمام أبو داود في سننه وغيره من رواة الحديث بطرق صحيحة مرفوعة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
- هناك شواهد كثيرة تعضد متن هذا الحديث، مما يؤكد صحته؛ إذ يبعث الأمل في نفوس الأمة بأن جذوتها لن تخبو، وأن دينها لن يموت، وأن الله يقيض لها كل فترة زمنية – قرن من الزمان – من يجدد شبابها، ويحيي مواتها، أي أن الله لا يدع هذه الأمة، دون أن يهيئ لها من يوقظها من سبات، ويجمعها من شتات.
- إن عملية التجديد في أصلها ظاهرة فطرية إيجابية مستمرة تتضمن معنى الاستواء والصلاح، ولا يزال هناك تجديد إلى يوم القيامة، فالفعل (يجدد) في الحديث بلفظ المضارعة دال على الاستمرار.
- إن الدين ثابت لا يتغير، وتجديده لا يعني إزالته، بل إحياء ما خفي ومات منه، وعلى هذا فالتجديد الديني اسم جامع لكل ما يحقق السلامة للشريعة في واقعها، وينفي ما يخل بها، وليس في هذا تغيير للمبادئ والتعاليم والقيم الثابتة.
- العلم إنما ينمو ويتكامل بإضافة اللاحقين إلى ما بناه السابقون، لا بهدمه أو تركه جملة، وهذه الإضافة قد تتخذ شكل التهذيب والتنقيح، أو الانتقاد والترجيح، أو التكميل والتصحيح والتعديل، وهذا صادق في كل العلوم الكونية والإنسانية والدينية.
- لقد وضع علماء السلف شروطا وضوابط للمجدد، جاءت على وفق الكتاب والسنة، ولا يحق لأي فرقة الادعاء بأن إمامها هو المجدد إلا إذا توافرت فيه الشروط التي ذكرناها.
- ليس كل ابتكار يسمى تجديدا، فالتجديد له شروطه وضوابطه، وهناك تجديدان: تجديد سني، وتجديد تحريفي، فالأول يدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق، والثاني يدعو إلى الانحلال والرذيلة.
- ليس التجديد الديني موقوفا علي العبادات فقط، إنما يتعدى معناه إلى كل ما يمس نواحي الحياة من عبادات ومعاملات وحدود وأحكام، فحياة الإنسان كلها لله، قال تعالى: )قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162)( (الأنعام).
- ليس في التجديد ما ينافي العقل، أو يثير الإحباط، أو يخالف القرآن، والحديث صحيح لا مطعن فيه، ورجاله رجال مسلم وكلهم ثقات عدول، وقد أوردنا من الأحاديث ما يؤكد معنى التجديد ومشروعيته.
- ليس معنى التجديد قلب الحقائق، ومواكبة التطور، ولكن الدين مهمته إصلاح ما أفسده كل زمان ومكان، فالدين لا يساير حاجات الناس، وإنما هو منهج متكامل تم يوم أن قال الله – عز وجل – على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( (المائدة: ٣)
- إن الله – عز وجل – قد يجدد الدين بمجموعة من الناس، كل في مجال تخصصه، وليس تجديد الدين حكرا على واحد بعينه.
(*) كيف نتعامل مع السنة النبوية، د. يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، ط4، 1427هـ/ 2006م. في نقد الحاجة إلى الإصلاح، د. محمد عابد الجابري، مركز درسات الوحدة العربية، بيروت، 2005م.
[1]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الملاحم، باب: ما يذكر في قرن المائة، (11/ 259)، رقم (4282). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (4291).
[2] . سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1399هـ/ 1979م، (2/ 150).
[3]. حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص26 بتصرف.
[4]. حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص25 بتصرف.
[5]. صحيح مسلم (بشر ح النووي)، كتاب: الزكاة، باب: الحث على الصدقة، (4/ 644)، رقم (2313).
[6]. صحيح: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب: الشهادات، باب: الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل الحديث فيقول: كفوا عن حديثه، (10/ 209)، رقم (20700). وصححه الألباني في تعليقه علي مشكاة المصابيح برقم (248).
[7]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (6/ 5714)، رقم (3455). صحيح مسلم (بشرح النووي )، كتاب: الإمارة، باب: وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، (7/ 2906)، رقم (4691).
[8]. حسن: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: الإيمان، باب: اتباع سنة رسول الله، (1/ 5)، رقم (8). وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه برقم (8).
[9]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام، باب: قول النبي: “لا تزال طائفة”، (13/ 306)، رقم (7311). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: قوله: “لا تزال طائفة من أمتي”، (7/ 2991)، رقم (4867).
[10]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الجهاد والسير، باب: دعاء النبي إلى الإسلام والنبوة، (6/ 130)، رقم (2942). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل علي رضي الله عنه، (9/ 3540)، رقم (6106).
[11]. حسن صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: الأمثال، باب: رقم (6)، (8/ 138)، رقم (3030). وقال الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (2869)س: حديث حسن صحيح.
[12]. من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، د. يوسف القرضاوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1416هـ/ 1995م، ص10: 14.
[13]. عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م، (11/ 260).
[14]. عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م، (11/ 260).
[15]. عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م (11/ 263) بتصرف.
[16]. انخرام: ذهاب وموت.
[17]. التنبئة، السيوطي، ص63، نقلا عن: حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص27.
[18]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: العلم، باب: من سن في الإسلام سنة حسنة، (9/ 3789)، رقم (6675).
[19]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: العلم، باب: من سن في الإسلام سنة حسنة، (9/ 3790)، رقم (6678).
[20]. شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (9/ 3790).
[21]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الزكاة، باب: الحث على الصدقة، (4/ 1643، 1644)، رقم (2313).
[22]. شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (4/ 1646).
[23]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (6/ 571)، رقم (3455). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، (7/ 2906)، رقم (4691).
[24]. الرد على الزنادقة والجهمية، أحمد بن حنبل، تحقيق: محمد حسن راشد، المطبعة السلفية، القاهرة، 393هـ، (1/ 6).
[25]. صحيح: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب: الشهادات، باب: الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل الحديث فيقول: كفوا عن حديثه، (10/ 209)، رقم (20700). وصححه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح برقم (248).
[26]. الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد، د. القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 2003م، ص26،25 بتصرف.
[27]. شريعة الإسلام صالحة في كل زمان ومكان، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، 1417هـ/ 1997م، ص78 بتصرف.
[28]. “نحو التجديد والاجتهاد” مراجعات في المنظومة المعرفية الإسلامية، د. طه جابر العلواني، دار تنوير، ط1، 1429هـ/ 2008م، ص63، 64 بتصرف.
[29] . شريعة الإسلام صالحة في كل زمان ومكان، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، 1417هـ/ 1997م، ص76: 78 بتصرف.
[30]. الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد، د. القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 2003م، ص23.
[31]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (13/ 308).
[32]. حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص30.
[33]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (13/ 308).
[34]. من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، د. يوسف القرضاوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1416هـ/ 1995م، ص20.
[35]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم “لا تزال طائفة…”، (13/ 306)، رقم (7311). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي…، (7/ 2991)، رقم (4867).
[36]. عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م، (11/ 262) بتصرف.
[37]. حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص35:32 بتصرف.
[38]. انظر: التجديد في فقه المعاملات المالية المعاصرة، د. رياض منصور الخليفي، بحث بمجلة الشريعة، السنة (23)، العدد (73)، جمادي الأولى 1429هـ، ص238: 240.
[39]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإيمان، باب: بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، (2/ 565)، رقم (365).
[40]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: أنور الباز وعامر الجزار، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (18/ 298).
[41]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الفضائل، باب: وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من معايش الدنيا على سبيل الرأي، (8/ 3488)، رقم (6013).
[42]. حديث: “إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها” رواية ودراية، د. عبد العزيز مختار إبراهيم، مقال منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد 68، صفر 1428هـ/ مارس 2007م، ص22 بتصرف.
[43]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: الأمثال، باب: رقم (6)، (8/ 138)، رقم (3030). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (2869).
[44]. الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد،القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 2003م، ص30 بتصرف.
[45]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الجهاد والسير، باب: دعاء النبي إلى الإسلام والنبوة، (6/ 130)، رقم (2942). صحيح مسلم (بشرح النووي )، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل علي رضي الله عنه، (9/ 3540)، رقم (6106).
[46]. حسن: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: الإيمان، (1/45)، رقم (5). وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1585).
[47]. كيف نتعامل مع السنة النبوية، د. يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، ط4، 1427هـ/ 2006م، ص56.