ادعاء أن إخباره – صلى الله عليه وسلم – بالغيب ليس معجزة
وجوه إبطال الشبهة:
1) لقد اختص الله نفسه بعلم الغيب، إلا أنه أظهر بعضه لمن شاء من رسله؛ دلالة على صدق نبوتهم، وهذا من سنن الله الكونية.
2) هناك فرق شاسع بين معجزات الأنبياء التي أجراها الله – عزوجل – على أيديهم، وبين من لهم اتصال بالجن والشياطين.
3) الجن أنفسهم لا يعلمون الغيب فكيف يعلمونه غيرهم؟!
4) من أعظم دلائل نبوته – صلى الله عليه وسلم – القرآن الكريم، وقد ورد في القرآن الإخبار ببعض المغيبات السابقة، وما كان في وقت نزوله، وما سيقع بعد ذلك، وهذه الأشياء قد وقعت بالفعل كما أخبر، فكيف يدعون أن الإخبار بالمغيبات لا علاقة له بالوحي؟!
التفصيل:
أولا. مع أن الغيب لا يعلمه إلا الله إلا أنه – عزوجل – أظهر بعضه لرسله؛ للتدليل على صدق نبوتهم:
من الأمور المسلم بها أن علم الغيب موكول إلى الله سبحانه وتعالى، يقول: )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27)( (الجن).
والمعنى: أن الله سبحانه هو عالم الغيب، ولا يطلع أحدا من خلقه على شيء من علمه، إلا من شاء – سبحانه وتعالى – أن يطلعه من رسله، يستوي في ذلك من اصطفاه من الناس أو الملائكة، ومن أطلعه الله على بعض الغيب فإنه يرزقه من يحفظه من الملائكة، بحيث لا تستطيع الشياطين أن تتعرض له أي تعرض.
وهذه الآية واضحة في أن الله – عزوجل – يطلع من شاء من رسله على بعض الأمور الغيبية، وعليه فلا غرابة في إخبار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشيء من الغيبيات، فإن هذا مما أطلعه الله عليه، وأعلمه سبحانه وتعالى به.
على أن قوله عزوجل: )إلا من ارتضى من رسول( يفيد أن هذه سنة لله كونية، وأنه يطلع من شاء من رسله على بعض غيبه، ولقد سجل القرآن شيئا من ذلك في شأن عيسى عليه السلام، يقول الله تعالى عن عيسى عليه السلام )وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49)( (آل عمران).
إن إخباره – عليه السلام – بما هو غيب يحدث بعيدا عنه، وما يحدث في بيوتهم آية أعطاها الله له ليهتدي بها أصحاب القلوب السليمة، وكذلك رسول الله محمد – صلى الله عليه السلام – أعلمه الله الكثير من الأمور الغيبية آيات بينات تنطق بنبوته ورسالته، وتزيد المؤمنين إيمانا وهدى.
وهذه آية أخرى تدل على جواز أن يتفضل الله بالعلم ببعض غيبه على من يشاء من عباده يقول عزوجل: )ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء( (البقرة: ٢٥٥).
إنه سبحانه هو الذي أحاط بكل شيء علما، أما الخلق فإنهم لا يعلمون شيئا من علمه – سبحانه وتعالى – إلا بالقدر الذي أراد أن يعلمهم إياه.
إن علم الله – سبحانه وتعالى – محيط، يكون بجنس الشيء، وكيفيته وأجزائه، والغرض من كل جزء فيه، وماذا قدر له، وإلى أي أجل سيكون، وهو سبحانه وتعالى يعلم من شاء من خلقه شيئا من ذلك، فليس في وسع البشر علم كل ذلك[1].
ثانيا. الفرق الشاسع بين معجزات الأنبياء التي أجراها الله – عزوجل – على أيديهم، وبين من لهم ارتباط بالجن والشياطين:
إذا قيل عن الشخص: إنه مجنون، فإنه يعلم هل هو من العقلاء، أو من المجانين بنفس ما يقوله ويفعله، وكذلك يعرف هل هو من جنس الأنبياء، أو من جنس السحرة، وكذلك لما قالوا عن محمد – صلى الله عليه وسلم – إنه شاعر فإن الشعراء جنس معروفون في الناس، وقالوا: إنه كاهن، وشبهة الشعر: أن القرآن كلام جميل والشعر موزون جميل، وشبهة الكهانة: أن الكاهن يخبر ببعض الأمور الغائبة، فذكر الله تعالى الفرق بين هذين وبين النبي، فقال عزوجل: )هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222) يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (223)( (الشعراء)، وقال سبحانه وتعالى: )وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون (42) تنزيل من رب العالمين (43) ( (الحاقة).
ولهذا لما عرض الكفار على كبيرهم (الوليد بن المغيرة) أن يقولوا للناس هو شاعر، ومجنون، وساحر، وكاهن صار يبين لهم أن هذه أقوال فاسدة، وأن الفرق معروف بينه وبين هذه الأجناس، فالمقصود أن هذه الأجناس كلها موجودة في الناس معتادة معروفة وكل واحد منها يعرف بخواص مستلزمة له، وتلك الخواص آيات له مستلزمة له، فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بها، وتلك الخواص خارقة لعادة غير الأنبياء، وإن كانت معتادة للأنبياء فهي لا توجد لغيرهم.
فإذا أتى مدعي النبوة بالأمر الخارق للعادة الذي لا يكون إلا لنبي، ولا يحصل مثله لساحر، ولا لكاهن، ولا غيرهما كان دليلا على نبوته. وكل من الساحر والكاهن يستعين بالشياطين، فإن الكهان تتنزل عليهم الشياطين، والسحرة تعلمهم الشياطين، قال تعالى: )واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر( (البقرة: ١٠٢).
والساحر لا يتجاوز سحره الأمور المقدورة للشياطين، وقد قال تعالى: )ولا يفلح الساحر حيث أتى (69)( (طه)، وقال تعالى: )ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق( (البقرة: ١٠٢).
فهم يعلمون أن السحر لا ينفع في الآخرة، ولا يقرب إلى الله، وأن من اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، فإن مبناه على الشرك، والكذب، والظلم، ومقصود صاحبه الظلم والفواحش.
وهذا مما يعلم بصريح العقل أنه من السيئات، فالنبي لا يأمر به ولا يعلمه، يستعين على ذلك صاحبه بالشرك والكذب، وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عن الأنبياء أنهم حرموا الشرك، فمتى كان الرجل يأمر بالشرك، وعبادة غير الله، أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلم علم قطعا أنه من جنس السحرة لا من جنس الأنبياء. وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه، وخوارق الأنبياء، لا يمكن لغيرهم أن يعارضها ولا يمكن لأحد إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم، فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر، وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه[2].
ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا، كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم، بخلاف خوارق السحرة، فإنها تدل على أن صاحبها ساحر يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم، ويسر بما يفعله من الشرك والكذب والظلم، ويستعين على ذلك بالشياطين. فمقصوده الظلم والفساد، والنبي مقصوده العدل والصلاح، وهذا يستعين بالشياطين، وهذا بالملائكة، وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له، وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله. وهذا يعظم إبليس وجنوده، وهذا يذم إبليس وجنوده، والإقرار بالملائكة والجن عام في بني آدم لم ينكر ذلك إلا شواذ من بعض الأمم؛ ولهذا قال الله على لسان الأمم المكذبة: )ولو شاء الله لأنزل ملائكة( (المؤمنون: ٢٤). حتى قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم فرعون. قال قوم نوح: )ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة( (المؤمنون: ٢٤).
وقال: )فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون (14)( (فصلت).
وفرعون وإن كان مظهرا لجحد الصانع فإنه ما قال: )فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين (53)( (الزخرف)، إلا وقد سمع بذكر الملائكة إما معترفا بهم، وإما منكرا لهم.
فذكر الملائكة والجن عام في الأمم، وليس في الأمم أمة تنكر ذلك إنكارا عاما، وإنما يوجد إنكار ذلك في بعضهم مثل من قد يتفلسف فينكرهم لعدم العلم لا للعلم بالعدم، فلا بد في آيات الأنبياء من أن تكون مع كونها خارقة للعادة أمرا غير معتاد لغير الأنبياء بحيث لا يقدر عليه إلا الله الذي أرسل الأنبياء، ليس مما يقدر عليه غير الأنبياء لا بحيلة ولا عزيمة ولا استعانة بشياطين ولا غير ذلك[3].
ثالثا. الجن أنفسهم لا يعلمون الغيب فكيف يعلمونه غيرهم:
إن الجن – التي زعم مثيرو الشبهة أنها تعلم كثيرا من الناس الغيب، عن طريق اتصالهم بها – لاتعلم الغيب، ومما يدل على ذلك قوله عزوجل: )فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته( (سبأ: ١٤)؛ أي: فلما حكمنا على سليمان – عليه السلام – بالموت حتى صار كالأمر المفروغ منه وقع به الموت، وذلك أنه كان متكئا على المنسأة[4] فمات كذلك وبقي خافي الحال إلى أن سقط ميتا لانكسار العصا لأكل الأرضة إياها، فعلم موته بذلك، فكانت الأرضة دالة على موته، أي سببا لظهور موته، وكان سأل الله تعالى ألا يعلموا بموته حتى تمضي عليه سنة، واختلفوا في سبب سؤاله لذلك: قال قتادة وغيره: كانت الجن تدعي علم الغيب، فلما مات سليمان – عليه السلام – وخفي موته عليهم تيقنت أن لاعلم لها بالغيب، قال تعالى: )فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (14)( (سبأ)، وقال ابن مسعود: أقام حولا والجن تعمل بين يديه حتى أكلت الأرضة منسأته فسقط. ويروى أنه لما سقط لم يعلم منذ متى مات، فوضعت الأرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة[5].
وروي أنه دخل على الحجاج منجم، فاعتقله الحجاج، ثم أخذ حصيات فعدهن، ثم قال: كم في يدي من حصاة؟ فحسب المنجم، ثم قال: كذا، فأصاب، ثم اعتقله فأخذ حصيات لم يعدهن فقال: كم في يدي؟ فحسب فأخطأ، ثم حسب فأخطأ، ثم قال: أيها الأمير، أظنك لا تعرف عددها، قال: لا، قال: فإني لا أصيب. قال: فما الفرق؟ قال: إن ذلك أحصيته فخرج عن حد الغيب، وهذا لم تحصه فهو غيب، ولا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله[6].
مما سبق يتضح أن الجن لا تعلم الغيب، ولكنها ربما تعلم ما مضى وما خرج من حد الغيب، أما الغيب فإنه موكول إلى الله عزوجل.
فكيف يدعي هؤلاء أن من اتصل بالجن يعلمون الغيب، والجن أنفسهم لا يعلمون الغيب؟! إن علم الغيب الذي أوحاه الله إلى نبيه – صلى الله عليه وسلم – علامة ودليل على صدق نبوته وصدق ما جاء به.
يقول الله – عزوجل – في ذلك عن الجن: )وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا (8)( (الجن)؛ أي: “وأنا طلبنا بلوغ السماء لاستماع كلام أهلها، فوجدناها قد ملئت بالملائكة الكثيرين الذين يحرسونها، وبالشهب المحرقة التي تقذف من يحاول الاقتراب منها )وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع( (الجن: 9) أي كنا قبل بعثة محمد نطرق السماء لنستمع إلى أخبارها ونلقيها إلى الكهان: )وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا (9)( (الجن) أي فمن يحاول الآن استراق السمع يجد شهابا ينتظره بالمرصاد يحرقه ويهلكه، )وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا (10)( (الجن)؛ أي: لا نعلم نحن معشر الجن ما الله فاعل بسكان الأرض، ولا نعلم هل امتلاء السماء بالحرس والشهب لعذاب يريد الله أن ينزله بأهل الأرض؟ )أم أراد بهم ربهم رشدا(؛ أي: أم لخير يريده الله بهم، بأن يبعث فيهم رسولا مرشدا يرشدهم إلى الحق” [7]؟
فالجن إذن لا يعلمون الغيب، ولكنهم كانوا يسترقون السمع، وذلك قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، “وقد وضح الرسول – صلى الله عليه وسلم – كيفية استراقهم السمع، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان[8]، فإذا فزع[9] عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير”، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض – ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه – فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء» [10] [11].
ومن الأخطاء التي يقع فيها الناس اعتقادهم أن بعض البشر كالعرافين، والكهان يعلمون الغيب، فتراهم يذهبون إليهم، يسألونهم عن أمور حدثت من سرقات وجنايات، وأمور لم تحدث مما سيكون لهم ولأبنائهم، ولقد خاب السائل والمسئول، فالغيب علمه عند الله، لا يظهر الله عليه إلا من شاء من رسله: )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا (28)( (الجن).
والاعتقاد بأن فلانا يعلم الغيب اعتقاد آثم ضال، يخالف العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تجعل علم الغيب لله وحده[12].
هذا وقد جاء عن بعض أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».[13] والعراف هو الحاذر والمنجم الذي يدعي علم الغيب، وهي من العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها، وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر[14]، والطرق[15]، والنجوم، وأسباب معتادة في ذلك، وكلها ينطلق عليها اسم الكهانة، قاله القاضي عياض.
والكهانة: ادعاء علم الغيب.. روي عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أناس عن الكهان فقال: “إنهم ليسوا بشيء”، فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجن فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة» [16].
وروى البخاري من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم» [17] [18].
فكيف يدعي إذن بعض هؤلاء أن الجن والشياطين يعلمون الغيب، وهم لا يعلمون إلا الماضي. أما علم الحاضر والمستقبل، فلا يعلمون منه شيئا، وكيف يدعي هؤلاء أنهم يعلمون الناس الغيب؟! فإذا كانوا هم لا يستطيعون علمه، فكيف يعلمونه للناس؟!
رابعا. من أعظم دلائل نبوته – صلى الله عليه وسلم – القرآن الكريم، وقد ورد فيه الإخبار ببعض الغيبيات، فكيف إذن يدعي هؤلاء المشككون أن الإخبار بالغيبيات لا علاقة له بالوحي؟!
لقد كانت معجزة كل نبي مناسبة للعصر الذي كان يعيش فيه ذلك النبي ومن جنس ما اشتهر به القوم الذين بعث فيهم وما برعوا فيه حتى يكون خرقها للعادة الجارية أوضح لإقامة الحجة عليهم، وقد كانت معجزة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لغوية بيانية غاية في الفصاحة والبلاغة، وهي القرآن الكريم ومناسبة لحال العرب الذين اشتهروا بفصاحة القول وبلاغة الكلمة وتذوق الكلام[19].
يقول الإمام الماوردي: “إن معجزة كل رسول موافقة للأغلب من أحوال عصره، والشائع المنتشر في ناس دهره؛ لأن موسى – عليه السلام – حين بعث في عصر السحر خص من فلق البحر يبسا وقلب العصا حية، بما بهر كل ساحر، وأذل كل كافر، وبعث عيسى – عليه السلام – في عصر الطب فخص من إبراء الزمنى[20]، وإحياء الموتى بما أدهش كل طبيب، وأذل كل لبيب، ولما بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – في عصر الفصاحة والبلاغة خص بالقرآن في إيجازه وإعجازه بما عجز عنه العظماء وأذعن له البلغاء، وتبلد فيه الشعراء”.
فالقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى التي أوتيها رسولنا – صلى الله عليه وسلم – فقد جاء في الحديث الشريف قوله:«ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة».[21] ولقد تحدى القرآن الكريم العرب أرباب الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله، تحداهم أن يأتوا بمثله في قوله تعالى: )فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (34)( (الطور) ثم تنازل لهم في تحديه إلى عشر سور من مثله وليستعينوا بمن شاءوا في سبييل تحقيق ذلك، قال تعالى )أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين (13)( (هود)، ثم تنازل لهم في تحديه أكثر فأكثر حيث تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله دون تحديد بسورة طويلة، وهذا في غاية التخجيل، قال سبحانه وتعالى: )وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23)( (البقرة)[22].
هكذا يتدرج معهم في تحديه، وبهذا الأسلوب المثير الساخر، حتى يستجيبوا لهذا التحدي، علما بأنهم أهل الفصاحة والبلاغة في القول، شهد بذلك المؤرخون قديما وحديثا، والقرآن نزل بلغتهم، حروفه عربية، وكلماته عربية معروفة لديهم، لكنهم عجزوا وضعفوا أمام هذا التحدي، فلم يستطيعوا الإتيان ولو بمثل أقصر سورة فيه، ولو أنهم أنسوا في أنفسهم القدرة على معارضته لما توانوا لحظة واحدة لعداوتهم الشديدة له صلى الله عليه وسلم، ولدعوته، ولتفانيهم المستميت في سبيل القضاء عليها، فلما لم يستطيعوا معارضته لجئوا إلى حربه، وبذلوا الأموال الكثيرة والنفوس العزيزة في سبيل ذلك، وهم أهل البلاغة والفصاحة والشعر، وكانوا يرتجلون الكلام البليغ في المحافل ارتجالا.
هذا ولم يقتصر إعجاز القرآن على نظمه وبلاغته، بل تعداه إلى ما حواه من حكم وأخلاق ودين وتشريع، وعلوم عقلية، وأخبار عن الأمم الماضية، وإخبار بالغيوب مع ما كان معروفا من حال النبي – صلى الله عليه وسلم – من أنه كان أميا لا يكتب ولا يقرأ، وقد اعترف أهل الفصاحة والبلاغة بأن القرآن ليس من كلام البشر، ولم يقدر أحد على معارضته ومنهم عتبة بن ربيعة، فإنه لما سمع القرآن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجع إلى قريش، وقال: “والله، لقد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا الكهانة، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ”، وقد ورد في القرآن الإخبار ببعض المغيبات مما سبق، وما كان في وقت نزوله وما سيقع بعد ذلك، قال تعالى: )تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين (49)( (هود) [23].
إن الإخبار بالغيب هو نفسه وحي من الله عزوجل، فلقد اشتمل الوحي على أخبار غيبية كثيرة كإخباره – صلى الله عليه وسلم – بأمور غيبية ستقع في المستقبل وقد وقعت كما أخبر، بشكل مطابق تماما لتحديات الخبر، وربما قال قائل: إن توقع حدوث أشياء في المستقبل بناء على قياس الماضي والحاضر من قبل عالم بسنن الحياة أمر من الممكن أن تصدقه الأيام، وهذا لا مراء فيه، ولكن أمر محمد – صلى الله عليه وسلم – يختلف عن هذا اختلافا بينا.
فكثير مما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – من غيبيات، كانت الأحوال التي أنبأ الناس بها لا تؤيده، أو تومئ ولو من بعيد بحصوله، ثم إنه كان يخبر بما يخبر به جازما “غير متردد”، واثقا من صدق ما جاء به أتم الثقة، مما لا يكون مشابها لما بني على الفراسة والدراسة والحسبان.
“إن علم الغيب يختص بالله تعالى، وما وقع منه على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وغيره فمن الله تعالى؛ إما بوحي أو إلهام، )وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4)( (النجم) فكل ما ورد عنه – صلى الله عليه وسلم – من الإنباء بالغيوب ليس هو إلا من إعلام الله له به للدلالة على ثبوت نبوته وصحة رسالته صلى الله عليه وسلم ” [24].
فإن محمدا – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يعلم الغيب من تلقاء نفسه، ولم يكن ممن انقطع لدراسة التاريخ، وتمحيص حوادثه، ولم تكن المقدمات الغريبة أو البعيدة تمهد لحدث المستقبل حتى ينسب ذلك إلى فراسة أو ذكاء، قال عزوجل: )وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48) بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون (49)( (العنكبوت) [25].
يضاف إلى ذلك: أن الغيبيات التي تنبأ بها كثيرة متنوعة، منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص محدد، منها ما هو خاص به – صلى الله عليه وسلم – ومنها ما يتناول أمته، ومنها ما يتناول أعداءه.
ومع هذا كله، فلم تتخلف منها نبوءة واحدة، ولم يمتر الشاهدون لوقوعه في تمام التوافق مع ما أخبر كما أخبر الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ومن النماذج الجلية على ذلك: قوله سبحانه وتعالى: )الم (1) غلبت الروم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم (5)( (الروم).
ذكر المفسرون: أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين في مكة قبل الهجرة إلى المدينة يقولون لهم: تزعمون أنكم ستغلبوننا بهذا الكتاب الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – وها قد غلبت فارس الروم، وفارس ليس لها كتاب والروم أهل كتاب، فسنغلبكم كما غلبت المجوس الروم، فأنزل الله هذه الآيات يخبر بها بأن الروم ستنتصر في أقل من عشر سنين، وبأن ذلك اليوم سيكون فيه نصر للمسلمين على أعدائهم ولم تكن الأمارات والشواهد العقلية تدل على شيء من هذا، لا بالنسبة للروم ولا للمسلمين، فقد كان الروم منهكين، قد غزاهم الفرس في بلادهم وهزموهم وأثخنوا فيهم[26].
كما أن حال المسلمين كانت حالة ضعف قبل الهجرة، ولكن وعد الله تحقق، فانتصر الروم على الفرس في أقل من عشر سنين بإجماع المؤرخين، وهزم المسلمون قريشا في بدر في الوقت نفسه[27].
ومن الدلائل الواضحة على صدق نبوته – صلى الله عليه وسلم – إخباره بالعديد من الأمور الغيبية التي أثبتت الأيام والوقائع مصداقيتها، حيث وقعت بدقة على الوجه الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم. كيف لا، وهو الرسول المبعوث من رب العالمين، الذي لا ينطق عن الهوى.
عن حذيفة رضي الله عنه، قال: «لقد خطبنا النبي – صلى الله عليه وسلم – خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه» [28].
وعن عمر رضي الله عنه، قال: «قام فينا النبي – صلى الله عليه وسلم – مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظه من حفظه ونسيه من نسيه»[29].
دلت هذه الأحاديث على علم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكثير من أخبار الغيب، وكان – صلى الله عليه وسلم – يخبر بها أصحابه، وقد تحقق كثير منها في زمانه، وبعد وفاته، ولا تزال الأيام تكشف عن صدق ما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – على الوجه الذي أخبر به، مما يؤكد صدق نبوته، وصدق ما جاء به عن ربه عزوجل، ولو لم يكن يوحى إليه من علام الغيوب لخالف خبره الواقع ولو مرة واحدة، ولكن هذا لم يحدث قط؛ لأنه لا يقول من عند نفسه، بل يخبر عن الحق سبحانه وتعالى، ومن ذلك إخباره بأمور غيبية حدثت في زمانه.
فعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: «إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدم من سفره فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بعثت هذه الريح لموت منافق، فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات» [30] [31].
و كذلك إخباره عن الماضي البعيد. فقد ذكر محمد – صلى الله عليه وسلم – تفاصيل عن كافة الأمم التي هلكت وأبيدت، كقصة إبادة قوم نوح، وإبادة قوم مدين “مديان”، وكيف أبيد قوم لوط “سدوم”، وهي أقوام أبيدت يعرفها أهل التوراة والإنجيل.
وقد تحدث النبي – صلى الله عليه وسلم – عن شعوب عربية أبيدت نتيجة كفرها بالله وأنبيائه، حيث شتت الله شعب سيل العرم الذي هدم الله لهم السد، فكان سببا في هجرة اليمنيين إلى أنحاء الجزيرة العربية والشام[32].
وقد أخبر محمد – صلى الله عليه وسلم – عن فتح مكة قبل فتحها بثلاث سنين، قال تعالى: )لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين( (الفتح: ٢٧).
ومن الغيبيات المستقبلية التي أخبر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – عن طريق الوحي هزيمة المشركين في غزوة بدر، وذلك في قوله تعالى: )سيهزم الجمع ويولون الدبر (45)( (القمر).
فقد نزلت هذه الآية بمكة والمسلمون مستضعفون فلم يدروا ما هذا الجمع الذي سيهزم ولا المراد من الآية، فلما كان يوم بدر وكان بعد سبع سنين من نزولها، وفي قبة يقول: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم”، فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك وهو في الدرع، فخرج وهو يقول )سيهزم الجمع ويولون الدبر (45) بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (46)( (القمر)» [33].
ومما سبق يتبين لنا أن كل ما أخبر به النبي – صلى الله عليه وسلم – من غيبيات هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لأن ما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – هو وحي من الله تعالى الذي يعلم السر والخفى، ويعلم ما كان وما سوف يكون، وهو القادر على أن يطلع من يشاء من عباده على ما يشاء من علمه وغيبه، يقول تعالى: )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول( (الجن).
الخلاصة:
- إن الغيب علم استأثر به الله – عزوجل – دون سائر الخلق، لا يطلع أحد منهم على شيء من ذلك إلا إذا أطلعه الله سبحانه وتعالى حتى الأنبياء والرسل والملائكة.
- إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خير الخلق – الذي اصطفاه الله – سبحانه وتعالى – لحمل رسالة السماء إلى الناس كافة – يصرح بأنه لا يحيط بشيء من علم الغيب إلا إذا كشف الله له من ذلك شيئا؛ لأنه مثل سائر البشر، قال تعالى على لسان نبيه: )قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون (50)( (الأنعام)، وقال: )قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون (188) ( (الأعراف)، فهذه الآيات تؤكد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يعلم من الغيب شيئا إلا ما أوحى الله به إليه، وفي هذا دليل قاطع وبرهان ساطع على نبوته – صلى الله عليه وسلم – وصدقه في كل ما أخبر به.
- من معجزات النبي – صلى الله عليه وسلم – إخباره بالغيب، وهذه سنة من سنن الله الكونية أن يطلع بعض رسله على بعض غيبه، دلالة على صدق نبوتهم ومعجزة لهم؛ ليتيقن الناس من صدق حديثهم، خاصة وأن هذه الغيبيات، حدثت كما أخبر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ربه، يقول تعالى: )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27)( (الجن).
- هناك فرق شاسع بين معجزات الأنبياء التي أجراها الله – سبحانه وتعالى – على أيديهم وبين مخاريق السحرة والكهان ومن لهم اتصال بالجن. فلهؤلاء قدر لا يعدونه ومدى لا يجاوزونه، فلا يصح أن تقارن مخاريقهم بمعجزات الأنبياء الكبرى.
- لا وجه لكلام من يدعي أن الجن يعلمون الناس الغيب؛ إذ إن الجن أنفسهم لا يعلمون الغيب ولا قدرة لهم على معرفته، وغاية ما كانوا يصلون إليه إنما هو نوع من استراق السمع الذي تتربص لهم فيه الشهب الثواقب.
- من وجوه إعجاز القرآن الكريم إخباره عن الغيوب في كثير من آياته، سواء الغيوب الماضية منها أو المستقبلية، وما تخفي الصدور وتكن القلوب، وهذا أعظم الأدلة على أن القرآن الكريم كلام رب العالمين، وليس كلام البشر؛ لأن هذه الأخبار جاءت الأحداث تصدقها، وليس هذا لأحد إلا لعلام الغيوب الذي يعلم السر وأخفى، وما كان وما سيكون إلى يوم القيامة. فهل يصح بعد ذلك أن ينفي مدع الصلة القائمة بين علم الغيب والوحي المحمدي؟!
(*) نقد كتاب حياة محمد صلى الله عليه وسلم ، عبد الله بن علي النجدي القصيمي، المطبعة الرحمانية، مصر، 1354هـ/ 1935م.
[1]. معجزات الرسول التي ظهرت في زماننا، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م ، ص42 بتصرف يسير.
[2]. النبوات، تقي الدين أحمد بن تيمية، تحقيق: الشحات الطحان، مكتبة فياض، القاهرة، 2005م، ص38: 40.
[3]. النبوات، تقي الدين أحمد بن تيمية، تحقيق: الشحات الطحان، مكتبة فياض، القاهرة، 2005م، ص40، 41.
[4]. المنسأة: العصا.
[5]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ / 1985م، ج14، ص278.
[6]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ / 1985م، ج13، ص226.
[7]. صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، د. ت، ج3، ص1624.
[8]. الصفوان: الصخر الأملس.
[9]. فزع عن قلوبهم: ذهب عن قلوبهم الخوف.
[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة سبأ (4522)، ومسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان (5953).
[11]. عالم الجن والشياطين، د. عمر سليمان عبد الله الأشقر، دار السلام، القاهرة، دار النفائس، الأردن، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص37.
[12]. عالم الجن والشياطين، د. عمر سليمان عبد الله الأشقر، دار السلام، القاهرة، دار النفائس، الأردن، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص145.
[13]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان (5957).
[14]. الزجر: إثارة الطير للتفاؤل أو التشاؤم.
[15]. الطرق: ضرب الحصى، وهو نوع من الكهانة.
[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم (7122)، ومسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان (5953).
[17]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (3038).
[18]. عالم الجن والشياطين، د. عمر سليمان عبد الله الأشقر، دار السلام، القاهرة، دار النفائس، الأردن، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص147 بتصرف.
[19]. الأدلة على صدق النبوة المحمدية، هدى عبد الكريم مرعي، دار الفرقان، الأردن، 1411هـ/1991م، ص120.
[20]. الزمنى: أصحاب الأمراض المزمنة التي تدوم زمنا طويلا.
[21]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : “بعثت بجوامع الكلم” (6846)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد إلى جميع الناس (402).
[22]. الأدلة على صدق النبوة المحمدية، هدى عبد الكريم مرعي، دار الفرقان، الأردن، 1411هـ/1991م، ص120: 122 بتصرف.
[23]. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد رضا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1395هـ/ 1975م، ص38.
[24]. حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين، يوسف بن إسماعيل النبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1417هـ/ 1996م، ص336 بتصرف.
[25]. النبوة المحمدية: دلائلها وخصائصها، د. محمد سيد أحمد المسير، دار الاعتصام، القاهرة، ط3، 1421هـ/ 2000م، ص128.
[26]. أثخن: أكثر في القتل.
[27]. مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي، د. عبد الرحمن بن زيد الزبيدي، مكتبة المؤيد، السعودية، ط1، 1412هـ/ 1992م، ص165، 166.
[28]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب القدر، باب: ) وكان أمر الله قدرا مقدورا (38) ( (الأحزاب) (6230)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي فيما يكون إلى قيام الساعة (7445).
[29]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: ) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ( (الروم: 27) (3020)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبي فيما يكون إلى قيام االساعة (7445).
[30]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (7218).
[31]. الأدلة على صدق النبوة المحمدية، هدى عبد الكريم مرعي، دار الفرقان، الأردن، 1411هـ/1991م، ص249، 250.
[32]. قوانين النبوة، موفق الجوجو، دار المكتبي، دمشق، ط1، 1423هـ/2002م، ص213.
[33]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في درع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والقميص في الحرب (2758).