ادعاء أن نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الصلاة عند طلوع الشمس من نتاج المجتمع البدوي المتخلف
وجها إبطال الشبهة:
1) هناك تعارض بين ما يزعمونه من تأثر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمجتمع البدوي المتخلف، وبين ما هو مشاهد في واقع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحياة المسلمين العملية ومبادئ الإسلام عامة.
2) الصلاة بأوقاتها وكيفياتها تشريع إلهي، والنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس كان لتحقيق أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو مخالفة المشركين الذين يسجدون للشمس في هذا الوقت، ولا دخل للبيئة البدوية في هذا.
التفصيل:
أولا. حقيقة التعارض بين ما يزعمونه، وما هو ماثل في واقع الرسول – صلى الله عليه وسلم -:
إن المتأمل لواقع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حياته وحياة المسلمين العملية، بل ومبادئ الإسلام عامة، يجد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستيقظ مبكرا لصلاة الفجر، ثم يجلس في المسجد يسبح الله حتى تطلع الشمس، ثم يقوم إلى معاشه وعمله – صلى الله عليه وسلم – والمتأمل لحياة المسلمين العملية منذ بدايتها يجد أنها حياة عملية منظمة بالفعل، تجد السعي مبكرا لتحصيل القوت والمعاش، وتجد احترام العمل عندهم أمرا أساسيا، فلا يوجد فيهم متواكل ولا كسلان، والمتأمل لمبادئ الإسلام عامة يجد أنها تأمر المسلمين بالسعي في اكتساب الأرزاق، وتأمرهم أيضا بالتبكير في هذا السعي، كما تفرض عليهم الاستيقاظ في وقت تنام فيه كل الأمم لعبادة ربهم في صلاة الفجر.
هذه هي الملامح الرئيسة والأساسية التي يمكن لهؤلاء المغرضين أن يلاحظوها لو ضرب أحدهم بطرفه في أي كتاب من كتب المسلمين، وهذا هو الواقع الحقيقي الذي يسجله التاريخ والأدلة على ذلك كثيرة:
- فعن جابر بن سمرة «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس»[1] [2].
- وعن سماك بن حرب، قال: «قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: نعم، كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم».[3] وفي رواية: «ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم»[4] [5].
وهكذا يتبين لنا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن ينام بعد صلاة الفجر، أضف إلى ذلك أنه كان يقوم في وقت ينام فيه أغلب الناس سواء كانوا بدوا متخلفين أم حضرا متقدمين، فالله أمره بإقامة صلاة الفجر حين قال سبحانه وتعالى: )أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (78)( (الإسراء). والمراد بقرآن الفجر صلاة الفجر[6]. والفجر ضياء الصباح كما تقرر معاجم العربية[7]، إذن فالنبي – صلى الله عليه وسلم – مأمور بأن يقوم أول النهار هو والمسلمون لأداء فريضة هي صلاة الفجر أو الصبح، ثم كان – صلى الله عليه وسلم – لا يذهب بعد ذلك إلى بيته لينام، بل كان يجلس في المسجد إما ذاكرا مسبحا، وإما مستمعا لأصحابه متحدثا معهم، حتى إذا طلعت الشمس قام لا إلى النوم، ولكن إلى السعي في أمر المعاش والعمل، هذه هي حياته – صلى الله عليه وسلم – في هذا الوقت، فهل نجد عند من يقول خلاف ذلك دليلا واحدا على خلاف ما نقول، حتى لو كان هذا الدليل ضعيفا؟!
نوم النبي صلى الله عليه وسلم:
لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – كثير النوم، بل كان قليل النوم، ومن المستحب في السنة الإقلال من النوم، فقد كان نومه – صلى الله عليه وسلم – قليلا، كما شهدت بذلك الآثار الصحيحة والأخبار الصريحة.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي» [8]، فنومه كله يقظة ليعي الوحي إذا أوحي إليه، وكان نومه – صلى الله عليه وسلم – على جانبه الأيمن استعانة بذلك على قلة النوم[9]. أضف إلى ذلك أنه – صلى الله عليه وسلم – كان يقوم الليل يتعبد إلى ربه ويصلـي، وقد تكون مدة قيامه لليل تمثل ثلثي الليل، كما يذكر القرآن، ولم يعرف أنه تركه مرة في حياته، إذ كان – صلى الله عليه وسلم – إذا مرض صلى قاعدا، كما تقول السيدة عائشة[10].
ولقد بلغ النبي – صلى الله عليه وسلم – في عبادته واجتهاده في قيام الليل حدا جعل قدميه تتورمان من طول القيام، تشهد بذلك الأحاديث الكثيرة التي تحفل بها دواوين السنة.
فإذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ينام من الليل قليلا ويستيقظ أول النهار، ويلتزم ذلك طوال حياته رغم كبر سنه، فهل من المعقول أن يقال: إنه نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس؛ لأنه لا يعرف شيئا عن البكور للعمل، نحن نسأل: من أين تعلمت الدنيا أهمية البكور في العمل وأهمية الاستيقاظ المبكر من النوم إذن؟!
إن النبي – صلى الله عليه وسلم – هو الذي يقول: «بورك لأمتي في بكورها»؛[11] أي في استيقاظهم مبكرا لأداء أعمالهم في يقظة ونشاط، يقول العلامة ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث: “إنما خص – صلى الله عليه وسلم – البكور بالبركة لأنه وقت النشاط”.[12] إذن البكور للعمل – في ضوء ما سبق – هو عمل النبي – صلى الله عليه وسلم – وسنته وتشريعه، وكذلك النشاط والاستيقاظ المبكر من النوم ومحاربة الكسل هو عمل النبي – صلى الله عليه وسلم – وسنته وتشريعه.
أضف إلى ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم ينه الناس عن مباشرة أعمالهم وقت طلوع الشمس، وعن مزاولة أي عمل دنيوي، وإنما نهاهم عن الصلاة، وهذا أمر ديني وليس دنيويا، ومن هنا فإن الطاعن هنا لا يدري ما يقول.
إن المجتمع الإسلامي في صورته المثالية مجتمع عملي يحرص على العمل، ولا مكان فيه لمتكاسل، فقد تعلم المسلمون ذلك من النبي – صلى الله عليه وسلم – حين قال: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود – عليه السلام – كان يأكل من عمل يده» [13].
وقد سئل الإمام أحمد عن رجل جلس في بيته أو في المسجد، وقال:لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي، فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا» [14] [15]، فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، قال: وكان الصحابة يتجرون ويعملون في نخيلهم، والقدوة بهم.
إن الطير تغدو في سعيها على رزقها، بعد أن سبحت ربها، “ومفهوم الحديث أنه إذا كانت الطير كذلك، فالآدمي العاقل ينبغي أن يسأل الله ذلك في كل صباح ومساء، وأن يبكر في طلب رزقه”.
يقول الطبري: “الإبكار مصدر، تقول: أبكر فلان في حاجته يبكر إبكارا: إذا خرج من بين طلوع الفجر إلى وقت الضحى”.
إذن يتضح لنا مما سبق أن العمل أمر مهم في حياة المسلمين، وفي المجتمع المسلم، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يحث المسلمين على العمل، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعمل، وأن الصحابة كانوا يعملون، وأن التبكير إلى العمل أمر تدعو إليه سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأن التبكير في الذهاب إلى العمل يكون بعد طلوع الفجر، ومن ثم فالمجتمع الإسلامي لا ينام بعد طلوع الشمس، إنما يكون ممارسا لعمله الذي ابتدأه قبل طلوعها.
إن المتأمل لمبادئ الإسلام عامة يجد أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد حثا على الاستيقاظ المبكر لأمرين، هما: صلاة الفجر في جماعة، والسعي في طلب الرزق، “فقد جاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ذكر عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال صلى الله عليه وسلم:«ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه»، أو قال: «في أذنه» [16].
والمراد بقوله: «بال الشيطان في أذنيه»، أي سخر الشيطان منه وظهر عليه وتحكم فيه، حتى نام عن طاعة الله – عز وجل – وخصت الأذن بالذكر لأنها حاسة الانتباه[17]، هذا وقد سبقت الإشارة إلى حديث عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون….»؛ والذي يعد من أهم وأصح ما روي في السنة دلالة على التبكير في السعي على الرزق.
أما القرآن الكريم فالأدلة فيه كثيرة، وسنقتصر فيما سنعرض على الآيات التي تدل على التبكير في السعي إلى الرزق، إذ سبق عرض الآية التي تدل على التبكير في السعي لأداء صلاة الفجر.
أما الآيات التي تحث المسلم على السعي في طلب الرزق، والحرص على العمل فنختار منها على سبيل المثال قوله سبحانه وتعالى: )فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور (15)( (الملك).
والآيات التي تتحدث عن التبكير في السعي على الرزق كثيرة أيضا، نختار منها على سبيل المثال قول الله سبحانه وتعالى: )وجعلنا الليل لباسا (10) وجعلنا النهار معاشا (11)( (النبأ). والنهار في معاجم العربية هو: “الوقت الذي ينتشر فيه الضوء، وهو في الشرع ما بين طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس” [18].
يقول الإمام القرطبي في قوله سبحانه وتعالى: )وجعلنا النهار معاشا (11)(: فيه إضمار، أي وقت معاش، أي متصرفا لطلب المعاش، وهو كل ما يعاش به من المطعم والمشرب[19].
لقد كان من تدبير الله أن جعل حركة الكون موافقة لحركة الأحياء، فكما أودع الإنسان سر النوم والسبات بعد العمل والنشاط، فكذلك أودع الكون ظاهرة الليل ليكون لباسا ساترا يتم فيه السبات والانزواء، وظاهرة النهار ليكون معاشا تتم فيه الحركة والنشاط.. بهذا توافق خلق الله وتناسق[20].
“ولما كان معظم العمل في النهار لأجل المعاش أخبر عن النهار بأنه معاش، وقد أشعر ذكر النهار بعد ذكر كل من النوم والليل بملاحظة أن النهار ابتداء وقت اليقظة التي هي ضد النوم، فصارت مقابلتهما بالنهار في تقدير: وجعلنا النهار، واليقظة فيه معاشا” [21].
وهكذا يتبين لنا أن تعاليم الإسلام كانت تدعو إلى الاستيقاظ المبكر من النوم لأداء الصلاة، وللسعي في طلب الرزق، والحرص على العمل.
ثانيا. الصلاة تشريع إلهي بأوقاتها وكيفياتها، والنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس كان لتحقيق أحد مقاصد الشريعة الإسلامية:
الصلاة ركن من أركان الإسلام، والله هو الذي أمر رسوله – صلى الله عليه وسلم – بها منذ أيام الدعوة الإسلامية الأولى في مكة، وفي ليلة الإسراء والمعراج أمر الله رسوله – صلى الله عليه وسلم – بخمس صلوات في اليوم والليلة، وهن خمس صلوات في العدد، ولكنهن خمسون في الأجر، وثبت هذا عن رسول الله في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة.
والله هو الذي حدد مواقيت الصلوات، وأشار إلى هذا في قوله سبحانه وتعالى: )أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (78)( (الإسراء).
فقد بعث الله جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وحدد له وقت كل صلاة من الصلوات الخمس بداية ونهاية، كما بين له كيفية كل صلاة: أفعالها وأقوالها وأذكارها وحركاتها وأركانها وسننها وهيئاتها، فصلى النبي – صلى الله عليه وسلم – كما علمه جبريل، وأمر المسلمين أن يصلوا مثل صلاته، فقال:«صلوا كما رأيتموني أصلي» [22].
ولأن الصلاة تشريع رباني محض، فإن الله – سبحانه وتعالى – كما حدد لنا أوقات الصلاة حدد لنا أوقاتا نهانا عن الصلاة فيها، وقد بينت السنة علة هذا النهي؛ إذ بينت أن العلة من هذا النهي هي مخالفة المشركين وعباد الشمس، وهذا الأمر مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أحاديث كثيرة تنهى عن الصلاة في هذا الوقت؛ منها:
- حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسة قال: قلت: «يا رسول الله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: “صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل؛ فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة؛ فإنه حينئذ تسجر[23] جهنم، فإذا أقبل الفيء[24] فصل؛ فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار» [25].
- حديث موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال: «سمعت عقبة بن عامر يقول: ثلاث ساعات كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينهانا أن نصلي فيهن، وأن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة[26] حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف[27] الشمس للغروب حتى تغرب»[28].
- وعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – قال: «شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عمر، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب»[29].
- وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس»[30].
ففي هذه الأحاديث نهي من النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تشرق الشمس، وترتفع في نظر العين قدر طول رمح،[31] ونهي أيضا عن الصلاة بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس؛ لأن في الصلاة في هذين الوقتين تشبها بالمشركين الذين يعبدونها عند طلوعها وغروبها، وقد نهينا عن مشابهتهم في عباداتهم؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم.
وكثير من أحكام الشريعة بنيت على البعد عن مشابهة المشركين؛ لأن في تقليدهم والتشبه بهم تأثيرا على النفس، يتدرج ويمتد حتى يصل إلى استحسان أعمالهم واحتذائهم فيها، حتى يزول ما للمسلمين من عزة ووحدة واستقلال، ويصبحوا تبعا لهم، وقد ذابت شخصيتهم ومعنوياتهم فيهم، وبهذا يدالون على المسلمين.
والإسلام يريد من المسلمين العزة والوحدة في عباداتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأحوالهم، ويريد منهم أن يكونوا أمة مستقلة، لها صفتها الخاصة، وميزتها المعروفة[32].
ونخلص مما سبق إلى أنه لا دخل لبيئة ولا لمجتمع في تشريعات الإسلام، فشريعة الإسلام هي الشريعة الخاتمة، أنزلها الله – عز وجل – وحيا إلى نبيه – صلى الله عليه وسلم – ليناسب الناس جميعا في كل زمان ومكان، ولم تكن هذه الشريعة قط عائقا في سبيل الرقي والتقدم، بل كما اهتمت بشئون الدين اهتمت بشئون الدنيا وكانت مراعية لها.
الخلاصة:
- كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستيقظ مبكرا ليؤم المسلمين في صلاة الفجر، على الرغم من أنه كان يقضي ما يزيد على نصف الليل عابدا لله ومصليا له.
- إن الدين الإسلامي يدعو أفراده وعلى رأسهم النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الاستيقاظ المبكر لأداء صلاة الفجر والسعي في طلب الرزق.
- إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم ينه المسلمين عن الاستيقاظ المبكر، بل لقد حثهم ودعاهم إليه، ولم ينههم عن السعي المبكر إلى العمل، وإنما نهاهم عن الصلاة وقت طلوع الشمس؛ وعلى ذلك فإن ثمة تعارضا واضحا بين ما يزعمونه من تأثر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمجتمع البدوي المتخلف، وبين ما هو مشاهد في واقعه – صلى الله عليه وسلم – وفي حياة المسلمين، وفي مبادئ الإسلام العامة.
- لقد كان نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الصلاة عند طلوع الشمس لتحقيق أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو مخالفة المشركين الذين كانوا يعبدون الشمس، فقد كانوا يسجدون لها في ذلك الوقت.
(*) اليسار الإسلامي وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة، د. إبراهيم عوض مكتبة زهراء الشرق، القاهرة,1420هـ/2000م. شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة، خليل عبد الكريم، دار سينا، القاهرة، 1997م.
[1]. صحيح: أخرجه الطبراني في المعجم الصغير، حرف الياء، من اسمه يونس (1189)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الأذكار، باب ما يفعل بعد صلاة الصبح والمغرب والعصر (16952)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (471).
[2]. آفات السهر ومنافع البكور, د. طلعت محمد عفيفي، دار السلام، مصر، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص73.
[3]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد (1557).
[4]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه (20829)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب النكاح، باب ما كان مطالبا برؤية مشاهدة الحق مع معاشرة الناس بالنفس والكلام (13117)، وحسنه الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (20829).
[5]. اللفظ المكرم بخصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحافظ قطب الدين الخضيري، تحقيق: محمود أحمد عبد المحسن، رسالة ماجستير بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر، القاهرة، 1401هـ/ 1981م، ص79.
[6]. آفات السهر ومنافع البكور، د. طلعت عفيفي، دار السلام، مصر، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص56.
[7]. لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1994م، مادة: فجر.
[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أبواب التهجد، باب قيام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالليل في رمضان وغيره (1096)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي في الليل (1757).
[9]. شمائل المصطفى, د. وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، ط1، 1427هـ/2006م، ص94.
[10]. انظر: آفات السهر ومنافع البكور، د. طلعت عفيفي، دار السلام، مصر، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص28.
[11]. صحيح: أخرجه أبو يعلى في مسنده، مسند عبد الله بن مسعود (5409)، والطبراني في المعجم الأوسط (1/ 229) برقم (754)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2841).
[12]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، ج9، ص123.
[13]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده (1966).
[14]. تغدو خماصا وتروح بطانا: أي: تصبح فارغة البطون من الجوع وتمسي ممتلئة.
[15]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه (205)، والترمذي في سننه، كتاب الزهد، باب في التوكل على الله (2344)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (310).
[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (3097)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى الصبح (1853).
[17]. آفات السهر ومنافع البكور، د. طلعت عفيفي، دار السلام، مصر، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص34، 35.
[18]. المفردات في غريب القرآن, الراغب الأصفهاني، دار المعرفة، بيروت، د. ت، كتاب النون، مادة: نهر، ص507.
[19]. الجامع لأحكام القرآن, القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/1985م، ج19، ص172 بتصرف يسير.
[20]. في ظلال القرآن, سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/1987م، ج6، ص3805 بتصرف يسير.
[21]. التحرير والتنوير, محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج15، ج30، ص21.
[22]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التمني، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم (6819)، وفي مواضع أخرى.
[23]. تسجر: توقد.
[24]. الفيء: الظل.
[25]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة (1967).
[26]. بزوغ الشمس: أول طلوعها.
[27]. تضيف: تدنو وتميل.
[28]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (1966).
[29]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس (556)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الأوقات التي نهى النبي عن الصلاة فيها (1958)، واللفظ للبخاري.
[30]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس (561)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (1960)، واللفظ للبخاري.
[31]. قدر رمح: أي ما يقرب من ثلاثة أمتار.
[32]. تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله عبد الرحمن بن صالح آل بسام، دار العقيدة، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2002م، ص98: 101.