استنكار زواجه – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة وهي طفلة
وجوه إبطال الشبهة:
1) زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – بالسيدة عائشة وهي في تلك السن ليس بدعا ولا غريبا؛ لأن هذا الأمر كان مألوفا في ذاك المجتمع، ومن الخطأ البين أن نفصل بين الحدث وبيئته التي وقع فيها، كما أن عائشة – رضي الله عنها – لم تكن طفلة يومئذ، بل كانت أنثى ناضجة، وقد خطبت قبله لجبير بن المطعم بن عدي.
2) كان لزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة حكم ومقاصد؛ منها: توكيد الصلة بين النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر الصديق، وكذلك تعليم الأمة سنته القولية والفعلية، وخاصة في فقه النساء، تلك الحكم الدعوية وهاتيك المقاصد الشرعية هو ما جهله هؤلاء فراحوا يرمونه – صلى الله عليه وسلم – بالشهوانية.
3) لو كان النبي – صلى الله عليه وسلم – شهوانيا لمال إلى التعدد في ريعان شبابه صلى الله عليه وسلم، والواقع يشهد بأنه عزف عن هذا حتى إنه تزوج من السيدة خديجة وهي تناهز الأربعين في حين كان – صلى الله عليه وسلم – في ريعان شبابه.
التفصيل:
أولا. لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – بدعا من قومه ولا بيئته في زواجه من عائشة:
من المعروف تاريخيا أن قريشا – التي كانت تتربص بالرسول – صلى الله عليه وسلم – الدوائر لتأليب الناس عليه من هفوة أو زلة – لم تدهش حين أعلن نبأ المصاهرة، بين أعز صاحبين وأوفى صديقين، بل استقبلته كما تستقبل أي أمر طبيعي، ولو أن في هذا الزواج أي منقصة أو مذمة، لأقامت قريش الدنيا ولم تقعدها، وحينئذ سوف تلوك الألسنة محمدا بن عبد الله، قائلة: أليس هذا محمدا الذي جاء يدعونا إلى العفاف والطهر؟! أليس كذا؟! أليس كذا..؟!
ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وكان زواجا عاديا مألوفا لديهم أجمعين، بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبادر إليه بنفسه، إذ إن زواجه – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة – رضي الله عنها – كان باقتراح من أم شريك – خولة بنت حكيم السلمية – على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لتوكيد الصلة مع أحب الناس إليه سيدنا أبي بكر الصديق، لتربطهما أيضا برباط المصاهرة الوثيق.
ومما جاء في كتب السيرة المعتبرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يكن أول الخاطبين لعائشة – رضي الله عنها – فقد كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة، بدليل خطبتها قبل حديث خولة.
على أن السيدة عائشة – رضي الله عنها – لم تكن أول صبية تزف في تلك البيئة إلى رجل في سن أبيها، ولم تكن كذلك أخراهن، لقد تزوج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عم آمنة في اليوم الذي تزوج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبية هي في سن هالة وهي آمنة بنت وهب، ثم لقد تزوج سيدنا عمر بن الخطاب من بنت سيدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وهو في سن جدها، كما أن سيدنا عمر بن الخطاب عرض بنته الشابة حفصة على سيدنا أبي بكر الصديق، وبينهما من فارق السن مثل الذي بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعائشة رضي الله عنها.
ولكن هؤلاء النفر يأتون بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام من ذلك الزواج فيهدرون فروق العصر والإقليم، والصحيح أنه لا ينبغي علينا ألا نفصل بين الحدث وبين البيئة التي وقع فيها الحدث، كما ينبغي علينا ألا ننسى ما للعرف الاجتماعي من دور في تقييم الأمور، وألا نستهجن ما يخالف عرفنا، ومقاييسنا في هذا العصر، فلكل عصر أعرافه، ومن ثم لا يصح أن نقيس بعين الهوى زواجا عقد في مكة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب، حيث لا تتزوج الفتاة عادة قبل سن الخامسة والعشرين.
ويجب الانتباه إلى أن نضوج الفتاة في المناطق الحارة يكون مبكرا جدا وهو في سن الثامنة عادة، وتتأخر الفتاة في المناطق الباردة إلى سن الواحد والعشرين كما يحدث ذلك في بعض البلاد الباردة[1].
وعليه فلا وجه لاستنكار زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة في تلك السن؛ لأن الذي لا شك فيه أن أعمار البنات كانت تعرف في تلك البيئة وفي ذلك الزمان بعلامات غير علامات التقويم؛ فتعرف بأطوار النمو البدني كما يعرف الزارع نضوج الثمرة في حقله وآية هذا النضج هي التي قرأتها خولة بنت حكيم في عائشة كما قرأتها البيئة كلها، وبوحي من هذه الآية ذكرتها خولة للرسول – صلى الله عليه وسلم – في معرض الزواج.
كانت عائشة – رضي الله عنها – إذن أنثى ناضجة يومئذ، وليست طفلة كما يزعمون، بل كان اسمها في قائمة المرشحات للزواج، أيما زواج في مجتمع مكة[2].
ثانيا. الدوافع والحكم الكامنة وراء زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من عائشة:
كان زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة وهي في هذا العمر أمر توقيفي من الله – عز وجل – وهو الأنسب للدعوة؛ فقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الكثير من الأحاديث وبخاصة سنته القولية والفعلية في معاملته للمرأة والأحكام الشرعية للنساء؛ فقد أريها النبي – صلى الله عليه وسلم – في منامه زوجة له، تروي أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – هذه الرؤيا قائلة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في خرقة[3] من حرير، فيقول هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول: إن يك من الله يمضه» [4]. وفي رواية: «أريتك في المنام مرتين» [5].
ولأن رؤيا الأنبياء حق ومن عند الله تأتي خولة بنت حكيم – امرأة عثمان بن مظعون – إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – لتعرض عليه أمر الزواج بعد وفاة خديجة – رضي الله عنها – بسنتين تقريبا، وتعرض عليه كلا من عائشة وسودة، فوافق النبي – صلى الله عليه وسلم – وطلب منها أن تخطبهما له.
وعن أبي سلمة ويحيى قالا: «لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال: “من”؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، قال: “فمن البكر”؟ قالت: ابنة أحب خلق الله – عز وجل – إليك، عائشة بنت أبي بكر، قال: “ومن الثيب”؟ قالت: سودة ابنة زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول، قال: “فاذهبي فاذكريهما علي”، فدخلت بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله – عز وجل – عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخطب عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخطب عليه عائشة، قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكرت له ذلك، قال: “ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي”، فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري وخرج، قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قحافة، لعلك مصب صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه أن تزوج إليك، قال أبو بكر لمطعم بن عدي: أقول هذه تقول إنها تقول ذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله – عز وجل – ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين»[6].
وكانت الخطبة في شوال من السنة الثانية عشرة للبعثة النبوية، ولم ينكح – صلى الله عليه وسلم – امرأة أبواها مهاجران غيرها بلا خلاف.
وبعد الهجرة النبوية الشريفة وفي السنة الثانية بالتحديد بعد غزوة بدر الكبرى، بنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعائشة – رضي الله عنها – في شوال؛ لذا كانت تستحب أن تتزوج النساء في شوال، تقول: «تزوجني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان أحظى عنده مني» [7]؟ فكانت تستحب أن تدخل نساءها في شوال[8].
وكانت سن عائشة – رضي الله عنها – في ذلك الوقت تسع سنوات، ولقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – دائما يحب أن يدخل الفرح والبهجة على قلبها، فيحملها على عاتقه – صلى الله عليه وسلم – لتشاهد الحبشة وهم يلعبون بالحراب في صحن المسجد، ويشاركها في اللعب، وتقول: «سابقني النبي – صلى الله عليه وسلم – فسبقته ما شاء، حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: يا عائشة هذه بتلك» [9].
فأين مايدعيه هؤلاء من انتهاك لحرمة الطفولة يا معاشر الحصفاء؟!
إن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان للسيدة عائشة – رضي الله عنها – خير زوج، فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا افتقدها قال: “واعروساه”، وقد وجعت يوما فقالت: «وارأساه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنا وارأساه» [10]. وليس أدل على حبه لها من اختياره – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها، ووفاته بين سحرها ونحرها، ودفنه في بيتها ببقعة هي أفضل بقاع الأرض بإجماع الأمة.
وقد عرف الصحابة – رضي الله عنهم – ذلك فأحبوا من أحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاروا يتحفونه،[11] بما يحب في منزل أحب نسائه إليه، يبتغون بذلك مرضاته صلى الله عليه وسلم. وصار حبه إياها علما عليها فسميت “حبيبة حبيب الله”، و”خليلة رسول الله”، و”حبيبة رسول الله”.
وقد أكسب هذا الحب عائشة – رضي الله عنها – الحظوة لدى النبي – صلى الله عليه وسلم – مما مكنها من الوقوف على كثير من أمور الدين، وخاصة التي تتعلق بعلاقة الرجل بزوجته في الإطار الإسلامي، حتى أنها صارت المرجع الأول الذي يرجع إليه الصحابة في ذلك، فقد قال الزهري: “لو جمع لي علم عائشة، وعلم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل”.
فعيشها في بيت خير خلق الله أضاف إلى مكانتها الاجتماعية التي نشأت عليها في بيت أبيها مكانة أسمى؛ لكونها زوجة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأما للمؤمنين وتلقيها العلم غضا طريا من المعلم الأول النبي صلى الله عليه وسلم، وصارت عالمة بالقرآن والسنة المطهرة لدرجة أن كبار الصحابة كانوا يلجئون إليها لغزارة علمها وسعته.
وعلى الرغم من اختلاف مستوى المعيشة في بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الحياة الرغدة في بيت أبيها، إلا أنها أدركت معيشتها الجديدة وقبلتها وصبرت عليها، وعندما خيرها النبي – صلى الله عليه وسلم – بين الحياة معه والدار الآخرة، وبين الدنيا ومتاعها اختارت الله ورسوله والدار الآخرة دون أدنى تردد[12].
وعاشت “عائشة” لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام.. يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: “ما أشكل علينا أمر فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما” [13].
إن السيدة عائشة – رضي الله عنها – استحقت بجدارة أن تكون زوجة خاتم النبيين والمرسلين، لما فيها من الصفات النادرة التي قلما تجتمع لامرأة في سنها؛ فقد كانت – رضي الله عنها – ذات نمو فكري، وذكاء حاد وعقل راجع يؤهلها للزواج من أعظم إنسان شهدته البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثا. الوقت الأنسب لاشتهاء التعدد هو عنفوان الشباب:
لو كان همه – صلى الله عليه وسلم – النساء والاستمتاع بهن كما يزعمون، لفعل ذلك أيام كان شابا، حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة، بل عنفوان الشباب وشهوته الكامنة، غير أننا عندما ننظر في حياته – صلى الله عليه وسلم – في سن الشباب نجده عازفا عن هذا كله، حتى إنه رضي بالزواج من السيدة خديجة – رضي الله عنها – الطاعنة في سن الأربعين، وهو ابن الخامسة والعشرين، ثم لو كان عنده هوس بالنساء – كما يزعمون – لما رضي بهذا عمرا طويلا، حتى توفيت زوجته خديجة – رضي الله عنها – دون أن يتزوج عليها، ولو كان زواجه منها فلتة فهذه خديجة – رضي الله عنها – توفاها الله، فبمن تزوج بعدها؟ لقد تزوج بعدها بسودة بنت زمعة العامرية جبرا لخاطرها وأنسا لوحشتها بعد وفاة زوجها وهي في سن كبيرة، وليس بها ما يرغب الرجال والخطاب، وهذا يدل على أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كانت له من الزواج أهداف إنسانية وتشريعية لم يفطن لها هؤلاء.
ومنها أنه – صلى الله عليه وسلم – عندما عرضت عليه خولة بنت حكيم الزواج من عائشة فكر أيرفض بنت أبي بكر؟! وتأبى عليه ذلك صحبة طويلة مخلصة لأبي بكر ومكانة له عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي لم يظفر بمثلها سواه، ولما جاءت عائشة – رضي الله عنها – إلى دار الرسول – صلى الله عليه وسلم – أفسحت لها سودة المكان الأول في البيت، وسهرت السيدة عائشة على راحتها إلى أن توفاها الله وهي على طاعة الله وعبادته، وبقيت السيدة عائشة – رضي الله عنها – بعدها زوجة وفية للرسول – صلى الله عليه وسلم – تفقهت عليه، حتى أصبحت من أهل العلم والمعرفة بالأحكام الشرعية.
وما كان حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – للسيدة عائشة – رضي الله عنها – إلا امتدادا طبيعيا لحبه لأبيها – رضي الله عنها – «ولقد سئل – صلى الله عليه وسلم – من أحب الناس إليك؟ قال: “عائشة” قيل: فمن الرجال؟ قال: أبوها» [14]. هذه هي السيدة عائشة – رضي الله عنها – الزوجة الأثيرة عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأحب الناس إليه، لم يكن زواجه منها لمجرد الشهوة، ولم تكن دوافع الزواج بها المتعة الزوجية، بقدر ما كانت غاية تكريم أبي بكر وإيثاره وإدنائه إليه، وإنزال ابنته أكرم المنازل في بيت النبوة[15].
إذن ما كان لأحد أن يعيب على النبي – صلى الله عليه وسلم – زواجه من عائشة – رضي الله عنهاـ؛ لأن هذا الزواج كان في مجتمع يقبل أن يتزوج فيه الرجل من امرأة في سن أمه، ويتزوج من امرأة في سن ابنته.
وعليه فلا يجوز القول بشهوانية النبي – صلى الله عليه وسلم – لمجرد أنه تزوج من السيدة عائشة؛ لأنه “لم يكن عسيرا عليه أن يجمع إليه أجمل بنات العرب بل وأشد جواري الفرس والروم فتنة على تخوم الجزيرة العربية، ولم يكن عسيرا عليه أن يوفر لنفسه، ولأهله من الطعام والكساء والزينة ما لم يتوفر لسيد من سادات الجزيرة في زمانه، فهل فعل ذلك من مطلع حياته؟ أم هل فعله بعدما دانت له العرب والعجم؟
كلا، لم يفعل شيئا من ذلك قط بل فعل نقيضه، وكاد أن يفقد زوجاته لشكايتهن من شظف العيش[16] في داره” [17].
الخلاصة:
- إن زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة عائشة كان أمرا عاديا في هذا المجتمع، ولم تبد قريش غرابتها لسماع ذلك النبأ، فهناك من سادات قريش من تزوج بامرأة في سن زوجة ابنه الأصغر كعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم.
- لو كان هذا الزواج مستهجنا لقامت قريش تطعن في عفاف النبي – صلى الله عليه وسلم – وطهره، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، إلى جانب أنه زواج توقيفي من الله – عز وجل – بدليل رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم – لها في منامه – عن طريق جبريل – عليه السلام – ورؤيا الأنبياء حق، كما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبادر لهذا الزواج، بل عرضتها عليه خوله بنت حكيم.
- على أن البيئة الحارة تنضج فيها الفتاة بسرعة مذهلة، على خلاف البيئة الباردة التي تنضج فيها الفتاة من سن الواحدة والعشرين، وإنه من الحمق أن نعزل الحدث عن الزمان، والمكان الذي وقع فيه ذلك الحدث.
- كما أن السيدة عائشة – رضي الله عنها – كان لها من الفطنة والذكاء ما يؤهلها للزواج في تلك السن، وقد كان في هذا الخير للأمة فهو فرصة لنقل تعليماته وتشريعاته – صلى الله عليه وسلم ـخاصة في أحكام النساء.
- لقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – خير زوج للسيدة عائشة – رضي الله عنها – فقد كان يحنو عليها حنو الأب على ابنته، فكان لها الأب والزوج في نفس الوقت.
(*) محمد في حياته الخاصة، نظمي لوقا، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، 1994م.
[1]. رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، 208، ص86، 87 بتصرف.
[2]. محمد في حياته الخاصة، د. نظمي لوقا، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، 1994م، ص133 بتصرف.
[3]. الخرقة: القطعة من الثوب.
[4]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب تزويج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عائشة وقدومها المدينة وبنائه (3682)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة (6436).
[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب تزويج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها (3682).
[6]. إسناده حسن: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (25810)، والطبراني في المعجم الكبير، كتاب ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم (57)، وحسن إسناده الأرنؤوط في تعليقه على المسند.
[7]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه (3548).
[8]. السيدة عائشة وتوثيقها للسنة، جيهان رفعت فوزي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص18: 21.
[9]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (26320)، وأبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في السبق على الرجل (2580)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (131).
[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المرض، باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع أو وارأساه أو اشتد بي الوجع (5342).
[11]. يتحفونه: يهدون إليه.
[12]. السيدة عائشة وتوثيقها للسنة، جيهان رفعت فوزي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص25، 26.
[13]. تراجم سيدات بيت النبوة، د. عائشة عبد الرحمن، دار الحديث، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ص244.
[14]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : “لو كنت متخذا خليلا” (3462)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق (6328).
[15]. رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، ص86، 87 بتصرف يسير.
[16]. شظف العيش: ضيق المعيشة.
[17]. الرد على القس بوش في كتابه “محمد مؤسس الدين الإسلامي”، د. عبد الرحمن جيرة، دار المحدثين، القاهرة، ط2، 1427هـ/ 2006م، ص232 بتصرف يسير.