الزعم أن الإسلام ظاهرة اجتماعية لا وحي سماوي
وجوه إبطال الشبهة:
1) للذاتية والانطباعية خطورتها في الدراسة العلمية؛ لأن إقحام الذاتية في البحث يفقده المنهجية السليمة، فضلا عن عدم النزاهة التي يؤدي إلى نتائج بعيدة عن الوصول للحقيقة المبتغاة عند البحث.
2) الظاهرة الاجتماعية تناسب بيئتها التي أنبتتها فقط، فكيف يتناسب هذا مع الإسلام الذي انتشر انتشارا واسعا، وهو صالح للتطبيق في كل زمان ومكان.
3) التفسير المادي للتاريخ ينتج مقولات واهية علميا ومنطقيا؛ لأن هذه المادية تعمي الأبصار عن إدراك حقائق وثوابت لمجرد أنها تدرك بالحس والأدوات البشرية القاصرة.
التفصيل:
أولا.الذاتية والانطباعية وخطورتهما في الدراسة العلمية:
لقد نعت كل ناعق من هؤلاء كلامه بأنه علم، ورأيه بأنه مذهب ومنهج جديد في كتابة التاريخ، وهذا ما يرصده ويحلله د. محمد سعيد رمضان البوطي بقوله: “في القرن التاسع عشر ظهرت طرائق كثيرة متنوعة في كتابة التاريخ وتدوينه، إلى جانب الطريقة الموضوعية، أو ما يسمونه بالمذهب العلمي، وقد تلاقى معظم هذه المذاهب فيما أطلق عليه اسم المذهب الذاتي، ويعد (فرويد) من أكبر الدعاة إليه والمتحمسين له.
ولا يرى أقطاب هذا المذهب من ضير في أن يقحم المؤرخ نزعته الذاتية، أو اتجاهه الفكري والديني أو السياسي في تفسير الأحداث وتعليلها والحكم على أبطالها، بل إنهم يرون أن هذا هو واجب المؤرخ، لا مجرد وصف الأخبار وتجميع الوقائع العارية… ونحن وإن لم نكن بصدد الحديث عن المذاهب التاريخية ونقدها، فإن علينا ألا نخفي أسفنا من أن يجد هذا المذهب – في عصر العلم والاعتزاز به وبمنهجيته – دعاة إليه ومؤمنين به؛ ذلك لأن هذا المذهب كفيل بأن يمزق جميع الحقائق والأحداث التي يحتضنها الزمن في هيكله القدسي القديم الماثل أمام الأجيال، بفعل سبحات من أخيلة التوسم وشهوة الذات، وعصبية النفس والهوى.
وكم من حقيقة مسخت، وأحداث نكست، وأمجاد دثرت، وبرءاء ظلموا، تحت سلطان هذه المحكمة الوهمية الجائرة.
وبدأت تظهر كتب وكتابات في السيرة النبوية، تستبدل بميزان الرواية والسند، وقواعد التحديث وشروطه – طريقة الاستنتاج الشخصي، وميزان الرضا النفسي، ومنهج التوسم الذي لا يضبطه شيء إلا دوافع الرغبة، وكوامن الأغراض والمذاهب التي يضمرها المؤلف، واعتمادا على هذه الطريقة، أخذ يستبعد هؤلاء الكاتبون كل ما قد يخالف المألوف، مما يدخل في باب المعجزات والخوارق من سيرته – صلى الله عليه وسلم – وراحوا يروجون له صفة العبقرية، والعظمة، والبطولة، وما شاكلها، شغلا للقارئ بها عن صفات قد تجره إلى غير المألوف من النبوة والوحي والرسالة، ونحوها مما يشكل المقومات الأولى لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن نماذج هذه الطريقة تلك الكتابات الكثيرة التي ظهرت من المستشرقين عن حياة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – في نطاق أعمالهم وكتاباتهم التاريخية التي قامت على المنهج الذاتي الذي ألمحنا إليه آنفا، إنك لتراهم يمجدون شخص محمد – صلى الله عليه وسلم – وينوهون بعظمته وصفاته الحميدة، ولكن بعيدا عن كل ما قد ينبه القارئ إلى شيء من معنى النبوة أو الوحي في حياته، وبعيدا عن الاهتمام بالأسانيد والروايات التي قد يضطرهم الأخذ بها إلى اليقين بأحداث ووقائع ليس من صالحهم اعتمادها أو الاهتمام بها”[1].
ثانيا. مناسبة الظاهرة الاجتماعية لبيئتها:
إن من مميزات الإسلام الأصلية – كما يقول الأستاذ اتيين دينيه – ملاءمته لجميع الأجناس البشرية؛ فلم يكن العرب وحدهم هم الذين اتبعوا الإسلام، بل كان من ضمنهم من هو من فارس كسلمان الفارسي، وبعضهم من النصارى كورقة، وبعضهم من اليهود كعبد الله بن سلام، وبعضهم من الأحباش كبلال وغيرهم، ثم هو لا يعوق الرجل العملي الذي يرى حياته في العمل، ويعتبر الوقت من ذهب كالرجل الإنجليزي، وكذلك لا يعوق الرجل الصوفي الشرقي المتأمل في بدائع الصنع، ويأخذ بيد الغربي المأخوذ بسحر الفن والخيال، وليس هذا فحسب، بل هو يستولي على لب الطبيب العصري أيضا بما فيه من الطهارة المتكررة في اليوم والليلة، وتناسق حركات المصلي في الركوع والسجود، وما فيها من نماء للجسم، وإفادة للصحة الجسمية والنفسية”[2].
وخلاصة قول الأستاذ دينيه هذا أن الإسلام منهج عام لا يجسده عرق أو عنصر، ولا يتقيد بمكان أو حين من الزمن.
والحق أن الأوربيين أنفسهم قد دهشوا للدعوة الإسلامية، وآثارها، ولم يستطيعوا أن يجروا تطورها ولا منجزاتها على سنة اجتماعية مألوفة، حتى لقد “بقي أهل الرأي فيهم – كما يقول الأستاذ محمد لطفي جمعة – في حيرة يتساءلون عن علة ظهور الإسلام بهذا المظهر العظيم، وكيف أن صوت النبي محمد وحده أيقظ شعبا من سباته، بل خموده الذي تطاولت عليه القرون، وكان لفيف منهم اتهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالادعاء، فلما رأوا المتانة في الأخلاق، والشدة في الحروب، والدقة في التدبير، وشهدوا القوة في جميع مظاهرها المادية والمعنوية خضعوا لها، وما فتئت القوة في نظرهم الحجة التي لا ترد والوسيلة البالغة.
وبعد أن كانوا يقولون: “إن الإسلام حليف الشيطان، وثمرة جهود إبليس، ومظهر الغضب الرباني على الجنس الإنساني” (مجموعة التواريخ: تأليف دي تيرو، الكتاب الأول – الفصل الثاني) سكتوا ولم يدروا كيف يعللون ما حاروا في فهمه فعدلوا عن القذف والشتم، وتحولوا إلى الدرس والبحث والتنقيب، لعلهم يهتدون إلى تفسير ذلك الحادث التاريخي، الذي كان من شأنه إخضاع الملايين لصوت رجل واحد، كان منهم ونشأ بين ظهرانيهم، وترجمة حاله معلومة لديهم”[3].
إذن فالنظر التاريخي النزيه عن مقررات وأغراض سابقة، وتصور الدعوة الإسلامية تصورا بينا – كلاهما أمران يردان ردا سهلا هذه الدعوة التي يستسهلها النقد والادعاء بغير روية.
ثالثا. النتائج الواهية للتأويل المادي للتاريخ:
الماديون لا يؤمنون إلا بما يحسونه بحواسهم ويدركونه بأدواتهم البشرية القاصرة؛ ولهذا فهم ينكرون عالم ما وراء الطبيعة – على حد التعبير الفلسفي – يعني الغيب والوحي والأديان السماوية ومنها الإسلام، ويؤولون آثارها على أرض الواقع تأويلا فجا كقولهم بأنها – الأديان ومنها الإسلام – ظاهرة اجتماعية أنبتتها ظروف البيئة التي تجلت فيها هذه الآثار وليست بالضرورة ناتجة عن تأثير وحي سماوي غيبي.
على هذا الفهم سار كثير من المفكرين الغربيين ومن نهج نهجهم، حتى بعض المنصفين منهم الذين أشادوا بدور العرب والمسلمين التاريخي والحضاري، مثل: جوستاف لوبون، حيث وسموا هذا الدور والأداء التاريخي بتعليلات مادية لا دور فيها للوحي أو تأثير لدين كما يرون.
فعلى سبيل المثال، رد لوبون الانتشار السريع لحركة الفتح الإسلامي في صدر الإسلام وتمكن الفاتحين من البلاد المفتوحة ورسوخ أقدامهم فيها إلى عبقرية الخلفاء الأولين ومزايا العنصر العربي، دون اعتبار لتعاليم دين هؤلاء الفاتحين وتأثيرها فيهم.
وقد ناقش رؤيته هذه الأستاذ محمد فريد وجدي – رحمه الله – فقال: ” نعرف أن أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – قد وفوا، وهم يؤسسون الدولة الإسلامية، بجميع ما وعدوا العالم من المساواة والعدل والرحمة، وبأنهم رفعوا شأن كل أمة افتتحوا بلادها درجات عما كانت عليه، وأنهم امتنعوا عن ارتكاب مثل ما ارتكبته الأمم الفاتحة التي سبقتهم من إذلال المقهورين وسلب أموالهم واضطهادهم ليدخلوهم في ملتهم.
وأحسن ما نقدمه للقراء دليلا على كل ما قلناه شهادة عالم من أشهر علماء أوربا وهو د. جوستاف لوبون، حيث قال في كتابه “حضارة العرب”: ” كان يمكن أن تعمي فتوح العرب الأولى أبصارهم، فيقترفوا من المظالم ما يقترفه الفاتحون عادة، ويسيئوا معاملة المغلوبين، ويقهروهم على اعتناق دينهم الذي كانوا يرغبون في نشره في أنحاء العالم. ولو فعلوا ذلك لتألبت عليهم جميع الأمم التي كانت بعد غير خاضعة لهم، ولأصابهم مثل ما أصاب الصليبيين عندما دخلوا بلاد سورية مؤخرا، ولكن الخلفاء السابقين الذين كان عندهم من العبقرية ما ندر وجوده في دعاة الديانات الجدية، أدركوا أن النظم والأديان ليست مما يفرض قسرا، فعاملوا أهل سورية ومصر وإسبانية، وكل قطر استولوا عليه بلطف عظيم، تاركين لهم قوانينهم ونظمهم ومعتقداتهم، غير فارضين عليهم سوى جزية زهيدة في مقابل حمايتهم وحفظ الأمن بينهم. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب.
ورحمة العرب الفاتحين وتسامحهم كانا من أسباب اتساع فتوحهم واعتناق كثير من الأمم لدينهم ونظمهم، ولغتهم التي رسخت وقاومت جميع اللغات، وبقيت قائمة حتى بعد تواري سلطان العرب عن مسرح العالم، وإن أنكر ذلك المؤرخون. وتعد مصر أوضح دليل على ذلك، فقد انتحلت مصر ما جاءها به العرب وحافظت عليه، ولم يستطع الفاتحون الذين سبقوهم إليها من الفرس والإغريق والرومان أن يقلبوا الحضارة الفرعونية القديمة فيها وأن يحملوها ما أتوها به “.
هذه شهادة قيمة من عالم أجنبي، وليس هو بفذ في أداء هذه الشهادة، فقد سبقه وتأخر عنه جم غفير من أعلام التاريخ. وليس لنا ملاحظة على ما قاله د. جوستاف لوبون إلا ما قاله من أن التسامح الديني كان بفضل الخلفاء الراشدين وهو في الواقع من حكمة الشريعة الإسلامية نفسها…
ونحن إنما نتشدد في هذا الأمر الذي قد يرى كثير من القراء أنه مما يحسن التسامح فيه، وخاصة لكاتب أجنبي أنصف الإسلام والمسلمين إلى حد لم يبلغ إليه غيره من كتاب الفرنجة، إنما نتشدد معه لأنه يرى أن القبائل العربية قبل الإسلام كانت متمتعة بكل الصفات الأدبية والاجتماعية التي تؤهلها لإحداث ما أحدثته من الانقلابات الخطيرة في العالم، وأن ما أتاها به الإسلام ينحصر في توحيد قبائلها وتوجيه جهودها، وإن كل ما ظهروا به مما بهر العالم من رقي العلوم والصناعات، وما بلغوا إليه من الشأن البعيد في الكمالات إنما كانت البواعث إليه كامنة فيهم وإنما منع ظهورها فيهم ما كانوا عليه من الفوضى والانقسام.
وهذا الكلام إن كان أنصف المسلمين باعتبارهم أمة، فإنه ظلم الإسلام باعتباره دينا؛ فإنه في اليوم الذي يثبت فيه أن لقيام الدولة الإسلامية وتبسطها في الأرض، وتوسعها في العلم، وتداركها للعالم من التدهور، ولمدنيته من الانحلال والدثور – عللا طبيعية، وأسبابا مادية، تسقط أعظم حجة للمسلمين في إلهية الدين الإسلامي، فإن معجزته الخالدة وآيته الكبرى – هي أنه أوجد أمة من العدم، وأنه ربي نفوسا في نحو ربع قرن تربية لم تبلغ شأوها العلل الطبيعية في قرون كثيرة، ثم دفع بها في مجال الحياة الاجتماعية فبلغت فيه درجة الزعامة في كل شأن من شئون الحياة الإنسانية، ولا يزال فيها من قوة الروح وسمو المبادئ وعوامل التطور – ما يدفع عنها الاسترداد، وكانت الأولى بين أرقى الأمم المعاصرة لو عاودت العمل بما رسمته لها شريعتها من الأصول الأولية.
إن د. جوستاف لوبون معذور في سلوكه هذا المسلك، لأنه كواحد من أكبر مفكري القرن التاسع عشر متشبع من الفلسفة المادية التي لا تذهب إلى ما وراء العالم المحسوس في سبيل تعليل أية ظاهرة من ظواهر الوجود المادي، فلا يستطيع – وهذه حالته النفسية – أن يبحث في شيء إلا تحت هذا البصيص من ضوء الفلسفة المادية “[4].
على أن الرؤية المادية – في الجملة – إنما تعالج التاريخ العام بتصور سابق على دراسة تفصيلات وقائعه؛ فلذلك قد لا تستقيم لهم طريقتهم عند التطبيق، فيبدو أن تأويل الوقائع أقرب متنأولا من مراجعة النظر في أصل المنهج، وهذا منشأ العسر أو التعثر الذي نجده في عديد من المواقع التاريخية التي أعمل فيها هذا المنهج المادي، وإعماله في فترة ظهور الدعوة الإسلامية وانتشارها هو مثال لهذا التعثر.
ويقول الأستاذ العقاد – رحمه الله -: “وآفة هؤلاء الماديين ضيق الأفق العقلي، أو ضيق حظيرة النفس في حالتي التصديق والإنكار، فهم ينكرون الرسالة النبوية؛ لأنهم لا يقدرون على تصورها في غير الصورة التي يرفضونها، ولعلهم يلذ لهم أن يتصوروها على هذه الصورة؛ لأنها تتمشى في طبائعهم مع شهوة الإنكار التي تتسلط على عقول المسخاء، ولا سيما المسخاء من أدعياء العلم والتفكير.
ولا يراد من هؤلاء أن ينبذوا العقل ليدركوا حق الإسلام، ولكن يراد منهم أن يوسعوا أفق العقل فيعلموا – من ثم – أن العقل لا يمنعهم أن يدركوا حق الإسلام، بل لا يمنعهم أن يقبلوا عقلا أنه وحي من عند الله”[5].
وإذن فلا موضع لإقحام صفة “العلمية” هنا على منهج يعالج التنوع اللافت للظواهر التاريخية بقوالب صماء من النظريات الذهنية التي قد تلاقي الواقع أو لا تلاقيه؛ فإن سلامة المنهج، إنما تقتضي أن يعالج التاريخ بتصور منتزع من حقيقته كما هي، لا أن تخلع عليه خصائص من خارجه، ثم يزعم بعضهم أنها “علمية”.
الخلاصة:
- إن تأسيس تصور تاريخي عن فترة ما على الانطباع الذاتي ليس منهجا في نفسه، ولا يصح أن يعتد بالنتائج التي يصل إليها؛ إذ هي بلا مقدمات أو شواهد، سيما وهذا الانطباع راجع إلى إرث ثقافي مختلف عن الإسلام وتاريخه.
- إن يكن أمرا ممتنعا أن تفرض ظاهرة اجتماعية مبتورة عن المؤثرات العرفية التي لابستها في أدوار تطورها، فإن هذه الحقيقة وحدها تدرأ هذا الزعم؛ فلسنا نجد – ولا الباحثون المنصفون يجدون – آصرة تصل مبادئ الرسالة الإسلامية، بما كانت تتعاهده البشرية في مجالات العقيدة والآداب والنظم الاجتماعية.
- التأويل المادي للتاريخ الذي ينتحل صفة العلمية – يفقد أصول الدرس العلمي بمجرد أن يقدم على التحليل التاريخي بتصور سابق على بحث وقائعه التفصيلية، التي ستلتوي عند التطبيق نصرة للمنهج الذي يجل عند معتقديه عن أن يعاد النظر في أصوله النظرية، وهذا منشأ التكلف والعنت في كثير من محاولات تطبيق المنهج المادي، ومنها تطبيقه على تاريخ الدعوة الإسلامية.
(*) قصة الحضارة، ول ديورانت، ترجمة: محمد بدران، دار الجيل، بيروت، 1418هـ/ 1998م.
[1]. فقه السيرة، د. محمد سعيد رمضان البوطي ، دار السلام، القاهرة، ط14، 2004م، ص21: 24.
[2]. محمد رسول الله، أتيين دينيه ،سليمان بن إبراهيم، ترجمة: د. عبد الحليم محمود، د. محمد عبد الحليم، دار المعارف، القاهرة، ط3، 1986م، ص362، 363.
[3]. ثورة الإسلام وبطل الأنبياء، محمد لطفي جمعة، عالم الكتب، القاهرة، 1423هـ/ 2002م، ص34.
[4]. مناقشات وردود، محمد فريد وجدي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1415هـ/ 1995م، ص38:35 بتصرف.
[5]. حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، عباس العقاد، مطبعة مصر، القاهرة، ط1، 1957م، ص301، 302.