الزعم أن سليمان عليه السلام قد فتن افتتانا لا يليق بنبوته
وجوه إبطال الشبهة:
1) آراء بعض المفسرين في تأويل هذه الفتنة وأقوالهم المنقولة عن أهل الكتاب وغيرهم لا تصح ولا تليق بمقام النبوة، ولا يستسيغها عقل راشد.
2) الادعاءات التي ذكرت في حق نبي الله سليمان – عليه السلام – لم يرد بها قرآن أو حديث صحيح، وهي ادعاءات يمجها العقل ويأباها، وقد ردها العلماء وفندوها.
3) وردت في السنة أحاديث قد تفسر هذه الفتنة تفسيرا يلائم مع النص القرآني، ويليق بمقام النبوة، ويقبله العقل السليم.
التفصيل:
أولا. نقل بعض المفسرين في تأويل هذه الفتنة عن أهل الكتاب وغيرهم أقوالا لا تصح ولا تليق بمقام النبوة:
“بعد حديث سليمان – عليه السلام – مع الخيل كما ورد في سورة (ص) جاء حديث آخر ينبئ عن اختبار آخر وقع فيه ثم تاب منه وأناب، واستغفر الله وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فاستجاب الله له وآتاه من خيري الدنيا والآخرة ما قرت به عينه وسر به قلبه؛ لأنه تميز بصفة هي من أعظم صفات العبودية، وهي الأوبة إلى ربه في كل ما يفعل وما يذر.
قال سبحانه وتعالى: )نعم العبد إنه أواب( (ص: 30)، والأوبة هي التوبة والإنابة، وإظهار كمال الافتقار إلى الله تعالى في كل شأن وفي كل حال. وقال سبحانه وتعالى: )ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب (34) قال رب اغفـر لي وهـب لي ملكــا لا ينبغـي لأحـد مـن بعـدي إنــك أنـت الوهــاب (35)( (ص).
وقد تخبط بعض المفسرين في تأويل هذه الفتنة ونقلوا عن أهل الكتاب وغيرهم أقوالا لا تصح ولا تليق بمقام النبوة، ولا تجد لها في العقل صدى ولا قبولا”[1].
ولقد فصل د. محمد أبو النور الحديدي القول في ذلك حيث قال: ونذكر الآن ما حكاه كثير من المفسرين عن ذنب سليمان – عليه السلام – وسبب وقوع هذا الذنب، المستقى من أقوال كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وبعض التابعين وتابعيهم، ثم نحكم على ذلك الذنب بما يتفق ومسلمات العقل السليم والنقل الصحيح، وأخيرا نذكر القول الصحيح في فتنة سليمان وأسباب اختياره.
القول الأول: أن الجسد الذي ألقي على كرسي سليمان – عليه السلام – عبارة عن شيطان تمثل له في صورة إنسان، ثم أخذ من سليمان خاتمه الذي كان يصرف به ملكه. وقعد ذلك الشيطان على كرسي سليمان، ولم يعد سليمان إلا بعد أن عثر على خاتمه. وقالوا في كيفية احتيال الشيطان على سليمان وأخذ خاتمه أقوالا شتى؛ فمن قائل: إن سليمان سأل الشيطان “آصف” كيف تفتنون الناس؟ فقال: أرني خاتمك أخبرك، فلما أعطاه إياه نبذه في البحر، فساح سليمان وذهب ملكه، وقائل: إن فتنة سليمان – عليه السلام – هي أخذ الشيطان خاتمه من تحت فراشه؛ لأن سليمان كان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فأخذه الشيطان. وقائل آخر: إن سليمان أعطى خاتمه لزوجته ودخل لحاجته فجاء الشيطان في صورته، وأخذ الخاتم، ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يوما، وساح سليمان أربعين يوما، وكان يستطعم الناس ويقول: أنا سليمان فيدفعونه ويكذبونه، حتى أعطى يوما حوتا أو سمكة يطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه، فتختم به، ثم جاء فأخذ بناصيته، فقال عند ذلك: )قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب (35)( (ص) [2].
القول الثاني: أن سبب فتنة سليمان – عليه السلام – هو سجود إحدى زوجاته وجواريها لتمثال أبيها في بيته أربعين ليلة وهو لا يعلم، ويحكون في ذلك حكايات مصطنعة؛ أن سليمان بلغه خبر مدينة اسمها “صيدون” بجزيرة في البحر فخرج إليها بجنوده تحمله الرياح فدخلها، وقتل ملكها وأخذ بنتا له اسمها “جرادة” من أحسن الناس وجها فاصطفاها لنفسه وأسلمت، فأحبها وكانت تبكي على أبيها أبدا، فأمر سليمان فمثل لها صورة أبيها فكستها بمثل كسوته، وكانت تذهب إلى هذه الصورة بكرة وعشيا مع جواريها يسجدون لها، فأخبر آصف سليمان بذلك، فكسر الصورة وعاقب المرأة، ثم خرج وحده إلى خلاء وفرش الرماد وجلس عليه تائبا إلى الله تعالى[3].
القول الثالث: أن سبب فتنة سليمان – عليه السلام – أنه ولد له ولد فخاف عليه من الشياطين، فأمر السحاب بحفظه وتغذيته، ولكن هذا الولد وقع ميتا على كرسي سليمان، فاستغفر سليمان ربه؛ لأنه لم يعتمد عليه في حفظ ابنه[4].
القول الرابع: أن فتنة سليمان – عليه السلام – هي مرضه الذي صار به على كرسيه من الضعف كأنه جسد بلا روح، ثم رجع إلى صحته، فقوله سبحانه وتعالى: )ولقد فتنا سليمان( ابتليناه وأمرضناه، وألقيناه على كرسيه ضعيفا كأنه جسد بلا روح )ثم أناب(، ثم رجع إلى صحته.
القول الخامس: أن السبب في فتنة سليمان – عليه السلام – قتله الخيل ظلما؛ فسلب ملكه[5].
إلى غير ذلك من الأقوال التي ذكروها في كتبهم، وهي أقوال لم يرد بها القرآن، ولا النقل الصحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا تدل على عقل ولا على حكمة، فهي حرية بالرد، وقد رد عليها العلماء بوجوه، وردها المحققون من العلماء؛ كابن كثير، والرازي، والبيضاوي.. وغيرهم من العلماء.
ثانيا. هذه الادعاءات في حق نبي الله سليمان – عليه السلام – لم يرد بها القرآن أو الحديث، يمجها العقل ويأباها، وقد رد عليها العلماء وفندوها:
- إن الله – سبحانه وتعالى – لم يبين في كتابه الفتنة ما هي، ولا الجسد الملقى على كرسي سليمان – عليه السلام – ما هو.
- قال أبو حيان: نقل المفسرون في هذه الفتنة وإلقاء الجسد أقوالا يجب براءة الأنبياء منها، يوقف عليها في كتبهم، وهي مما لا يحل نقلها، وهي إما من وضع اليهود، أو الزنادقة، ولم يبين الله الفتنة ما هي، ولا الجسد الذي ألقاه على كرسي سليمان[6]. وكذلك لم يرد عن نبينا – صلى الله عليه وسلم – حديث يبين ذلك على نحو ما جاء في تلك الأقوال، فما مستند أصحاب هذه الأقوال إذن فيما قالوه؟!
أغلب الظن أن مستندهم هو ما نسب إلى ابن عباس – رضي الله عنه – وغيره، وهو لا يكفي سندا في هذا الموضوع الخطير، فقد ذكر بعض العلماء الأجلاء أن صحة نسبة الخبر إلى ابن عباس غير مسلم بها، كما جاء عن ابن عباس نفسه أن ذلك من أخبار كعب الأحبار التي رواها عن كتب اليهود وهي زاخرة بالأباطيل.
- قال ابن كثير: والظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنه – إن صح عنه – من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان – عليه السلام – فالظاهر أنهم يكذبون عليه، وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف؛ كسعيد بن المسيب، وزيد بن أسلم.. وجماعة آخرين، وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب[7].
- ويرى الألوسي: أن نسبة الخبر إلى ابن عباس – رضي الله عنه – لا تسلم صحتها، وكذا لا تسلم دعوى قوة سنده إليه، وإن قال بها من سمعت، وجاء عن ابن عباس برواية عبد الرزاق وابن المنذر ما هو ظاهر في أن ذلك من أخبار كعب، ومعلوم أن كعبا يرويه عن كتب اليهود، وهي لا يوثق بها[8].
- لما أقسم إبليس بعزة الله ليغوين الناس أجمعين، أجابه الحق بقوله: )إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين (42)( (الحجر). وقد شهد الله لسليمان – عليه السلام – بمقام العبودية لله فقال عنه: )ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب (30)( (ص). فكيف تسلط الشيطان إذن على كرسي سليمان مع أنه لا سلطان له عليه[9].
- إن الشيطان لو قدر على التشبه في الصورة والخلقة بالأنبياء، فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء من الشرائع، فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة محمد وموسى وعيسى – عليهم الصلاة والسلام – ما كانوا أولئك، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة؛ لأجل إغواء الناس وإضلالهم، ولما كان ذلك باطلا؛ لأنه يؤدي إلى إبطال الدين بالكلية – كان ما أدى إليه باطلا بالكلية[10].
إن هذه الأقوال لو صحت لترتب عليها وقوع الممنوع عقلا وشرعا، وهو عدم الوثوق بالشرائع. وقد قامت الأدلة الصحيحة على صحة الشرائع والوثوق بها، وما يؤدي إلى الباطل ممنوع. والشيطان لا يتصور بصورة النبي – صلى الله عليه وسلم – في الرؤيا المنامية، قال صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيل بي»[11]، وإذا كان الشيطان ممنوعا من هذا في الرؤيا المنامية، فبالأولى هو ممنوع من التمثل بالنبي في حالة اليقظة، وما ثبت لنبي يثبت لغيره، إذ لا فرق، قال أبو حيان: ويستحيل عقلا وجود بعض ما ذكروه، كتمثيل الشيطان بصورة نبي حتى يلتبس أمره عند الناس، ويعتقدون أن ذلك المقصود هو النبي، ولو أمكن وجود هذا لم يوثق بإرسال نبي، وإنما هذه مقالة مسترقة من زنادقة السوفسطائية”[12].
- لو قدر الشيطان على سليمان – عليه السلام – فعامله هذه المعاملة، لقدر على مثلها من العلماء والزهاد ومزق كتبهم ومحاها وأثبت فيها شيئا آخر، ولما كان المشاهد خلاف ذلك وأنه لم يقدر من أحد منهم على هذا، وجب أن يكون سليمان ممن لا يقدر عليهم بالأولى[13].
- هذه الأقوال مبنية على أن ملك سليمان – عليه السلام – مرتبط بخاتمه، فما دام معه الخاتم فالملك ثابت مستقر له، وإن فقد الخاتم سلب منه الملك، وليس لهذا سند من العقل أو النقل، فالعقل يستبعد أن يرتبط ملك سليمان بخاتمه، كما أنه لم يرد عن الله – عز وجل – ولا عن نبيه – صلى الله عليه وسلم – ما يدل على أن ملك سليمان – عليه السلام – مرتبط بخاتمه، ولو كان في ذلك الخاتم السر الذي يقولون، لذكره الله – عز وجل – في كتابه[14].
- إن اتخاذ التماثيل يجوز أن يختلف باختلاف الشرائع، فقد كان الجن يصنعون لسليمان – عليه السلام – التماثيل: )يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل( (سبأ: 13). أما السجود للتماثيل – على القول بأن سبب فتنة سليمان هو سجود إحدى زوجاته وجواريها لتمثال أبيها في بيته أربعين ليلة، وهو لا يعلم – فإنه لم يأذن فيه، لعدم علمه به، وعلى ذلك فلا ذنب عليه، بل الذنب على تلك المرأة، وكيف يؤاخذ الله تعالى سليمان – عليه السلام – بفعل لم يصدر منه، ولم يأذن لغيره فيه؟!
- إن سياق الآيات شاهد على بطلان هذه الأقوال، فإن الآيات قبل ذكر الفتنة وإلقاء الجسد، والآيات بعده تدفع أن تكون الفتنة وإلقاء الجسد على نحو ما ورد في هذه الأقوال. فالآيات السابقة تحكي أمر الله – عز وجل – لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – بالصبر على ما يقوله كفار قريش وغيرهم، أن يذكر من ابتلي فصبر من إخوانه الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – كداود وسليمان وأيوب – عليهم السلام – ليتأسى بهم، ولا يتأتى التأسي إلا وقد صدرت عنهم الأعمال الفاضلة لا الأعمال المشينة.
- والزعم بأن الفتنة هي خوف سليمان – عليه السلام – على ابنه من مضرة الشياطين وأمره السحاب بحفظه وتغذيته.. فهذا قول تبدو عليه سمات الضعف من وجوه:
- يبعد أن يبلغ الخوف بنبي الله سليمان – عليه السلام – من مضرة الشياطين لابنه، إلى حد أن يأمر السحاب بحفظه وتغذيته، وهل الشياطين يعجزها بلوغ السحاب؟!
- أنه لا يستند إلى حديث صحيح مرفوع إلى نبينا – صلى الله عليه وسلم – حتى يقبل ويطمأن إليه.
- أن تسخير السحاب والريح كان بعد فتنة سليمان – عليه السلام – كما تدل الآيات.
- أما الزعم بأن فتنة سليمان – عليه السلام – هي مرضه الذي صار به على كرسيه من الضعف كأنه جسد بلا روح ثم رجع إلى صحته، فهو قول ظاهره الضعف لأمور:
- أنه لو كان المراد مرض سليمان – عليه السلام – لذكر المفعول، إذ ذكره يحدد المعنى، ولجاءت الآية هكذا: )ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب (34)( (ص).
- قوله سبحانه وتعالى: )ثم أناب( فإنه يدفعه؛ لأن الأنسب في لفظ الإنابة عقيب ذكر الفتنة أن يكون معناه: الرجوع إلى الله عز وجل.
- قول سليمان – عليه السلام – بعد ذلك: )رب اغفر لي( دال على أن الذي صدر منه من قبيل ترك الأفضل، وليس المرض من هذا القبيل[15].
ثالثا. وردت في السنة أحاديث قد تفسر هذه الفتنة تفسيرا ينسجم مع النص القرآني ويليق بمقام النبوة:
ولعل الأرجح في ذلك والصحيح الذي ينسجم مع النص القرآني، ويليق بمقام النبوة ولا ينكره العقل السليم، هو ما جاء عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله. فلم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله؛ لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون»[16].
صحيح أن هذا الحديث ليس فيه ما يدل على أنه تأويل لمعنى هذه الآية، والبخاري ومسلم لم يضعاه في كتاب التفسير، ولكنه يستأنس به على ما ذكره العدول من المفسرين من أن هذا الشق من المولود جاءت به القابلة على كرسيه، فكانت الفتنة فيه، وهي خيبة أمله فيما عزم عليه حين لم يقل: إن شاء الله[17].
فهذا الحديث قد يبين المراد بالفتنة في الآية، وأنها ترك الاستثناء، وكـان نسيانــا، واستغفـاره منهـا هــو قولــه: )رب اغفر لي(؛ لأنه ترك الأولى، والأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – يستغفرون من ترك الأولى؛ نظرا لسمو مقامهم. والجسد على هذا هو شق الولد الذي ولد له، وإلقاؤه على كرسيه هو وضع القابلة له عليه ليراه. وهذا القول يرجح بأمرين:
الأول: أنه يستند إلى حديث صحيح مرفوع إلى نبينا – صلى الله عليه وسلم – وأصح التفسير ما كان بالحديث المرفوع.
الثاني: أن ما يلحق سليمان – عليه السلام – هو ترك الأولى، وترك الأولى لا يقدح في عصمة الأنبياء، ولا سيما أن الذنب المنسوب إلى سليمان – عليه السلام – كان نسيانا – كما في رواية مسلم – ولا طعن على الأنبياء في صدور الصغائر غير الحسية عنهم سهوا[18].
الخلاصة:
- لقد تخبط المفسرون في تأويل هذه الفتنة، ونقلوا عن أهل الكتاب وغيرهم أقوالا لا تصح، ولا تليق بمقام النبوة، ولا تجد لها في العقل صدى ولا قبولا.
- هذه الأقوال والادعاءات في حق سليمان – عليه السلام – لم يرد شيء عنها في القرآن ولم ينص عليها، ولم ينقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حديث يبين الفتنة، ويثبت ما قد أورده هؤلاء على جهة القطع واليقين، ويترتب على صحة هذه الأقوال وقوع الممنوع عقلا وشرعا وهو عدم الوثوق بالشرائع، وقد قامت الأدلة الصحيحة على صحة الشرائع والوثوق بها، وما يؤدي إلى الباطل فهو باطل.
- الحديث الذي ورد في صحيح البخاري، وصحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يوضح أن المراد بالفتنة هي ترك الاستثناء والأولى، وكان ذلك نسيانا، ثم إنه استغفر منه بعد ذلك، ويرجح هذا المراد أنه يستند إلى حديث صحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأن ما يلحق بسليمان – عليه السلام – هو ترك الأولى، وترك الأولى لا يقدح في عصمة الأنبياء.
(*) عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.
[1]. قصص القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص285.
[2]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص385، 386.
[3]. قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط1، 1985م، ص385.
[4]. قصص القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص387.
[5]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص387، 388.
[6]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص388.
[7]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، دار الفكر، بيروت، 1401هـ، ج4، ص36.
[8]. روح المعاني، الألوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت، ج17، ص342.
[9]. مدرسة الأنبياء: عبر وأضواء، محمد بسام الزين، دار الفكر، بيروت، ط2، 1419هـ/ 1999م، ص291.
[10]. قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط1، 1985م، ص389: 391.
[11]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب من رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام (6592)، ومسلم في صحيحه، كتاب الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من رآني في المنام” (6056)، واللفظ له.
[12]. انظر: عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.
[13]. قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط1، 1985م، ص390، 391
[14]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص391.
[15]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص391: 394.
[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (6148)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الاستثناء (3124)، واللفظ للبخاري.
[17]. قصص القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص286.
[18]. عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص395، 396.