الطعن في حيائه صلى الله عليه وسلم
وجوه إبطال الشبهة:
1) كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أشد الناس حياء، فقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها، والمتأمل في سيرته – صلى الله عليه وسلم – يجد الكثير من الشواهد على هذه الحقيقة.
2) لم يتعمد النبي – صلى الله عليه وسلم – كشف عورته قبل البعثة، فالله حفظه حتى من التعري على سبيل الخطأ وهو صبي؛ وذلك بسقوطه – صلى الله عليه وسلم – على الأرض مما مكنه من شد إزاره – صلى الله عليه وسلم – على عورته.
3) إن استقبال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعثمان – رضي الله عنه – على غير الهيئة التي استقبل عليها أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما -، فإنما يدل على مراعاته لحياء عثمان، ولا يطعن في حيائه – صلى الله عليه وسلم – أو ينتقص من مكانة أبي بكر وعمر عنده صلى الله عليه وسلم.
4) ليس في لبس النبي – صلى الله عليه وسلم – لمرط السيدة عائشة أية منقصة لحيائه – صلى الله عليه وسلم – لأن المرط ليس معناه الثوب أو الفستان كما يتوهمون، بل هو الكساء غير المخيط، وهو مشترك بين النساء والرجال، وليس فيه خصوصية لأحد الجنسين، ويكون لبسه أن يلتحف به أو يفرش على الأرض.
التفصيل:
أولا. كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أشد الناس حياء:
الحياء قسمان: غريزي، ومكتسب، والحياء المكتسب: هو الذي جعله الشارع من الإيمان وهو المكلف به دون الغريزي، وقد يتطبع الشخص بالمكتسب حتى يصير كالغريزي، وقد جمع النوعان للرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها؛ وكان في المكتسب في الذروة العليا[2].
وخلق الحياء من أعظم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، ولأجل عظيم أثره، وشرف قدره، تصدر الحياء طليعة الخصائص الأخلاقية لهذه الملة الحنيفة؛ فقد روي عن زيد بن طلحة عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء» [3] [4].
لهذا لا نعجب إذا علمنا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان أشد الناس حياء حتى إنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه، عرفناه في وجهه». [5] ولهذا نجد مظاهر حيائه – صلى الله عليه وسلم – تبدو في عامة أحواله، وفي ذكر بعضها ما يدل على سائرها.
لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أعظم الناس حياء؛ لأنه أعظمهم إيمانا، وقد قال: «الحياء من الإيمان»،[6] وقد مر بنا حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد حياء من العذراء في خدرها»، ومن المعلوم أن المرأة العذراء، وهي البكر المستترة في خدرها أي من ناحية بيتها أو خيمتها، تكون شديدة الحياء، فلقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد حياء منها.
ومن حيائه صلى الله عليه وسلم:«أنه كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض».[7] عن بلال بن حرث: «أنه كان إذا أراد الحاجة أبعد»[8] أي: قصد مكانا بعيدا منعزلا[9].
فكيف يدعي هؤلاء أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان دائم التعري، أو أنه كان يكشف عورته للناس؟! إن هذا ما لا يقبله عقل إنسان راجح.
وقد جاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: «سألت امرأة النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف تغتسل من حيضتها؟ قالت: فذكرت أنه علمها كيف تغتسل، ثم تأخذ فرصة[10] من مسك فتطهر بها، قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: “تطهري بها، سبحان الله”! واستتر بيده على وجهه، قالت عائشة: واجتذبتها إلي، وعرفت ما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – فقلت: تتبعي أثر الدم» [11].
ومن حياء الرسول – صلى الله عليه وسلم – ما روي عن مالك بن صعصعة – رضي الله عنه – من تردد النبي – صلى الله عليه وسلم – ـ ليلة المعراج – بين ربه وبين موسى، وسؤال ربه التخفيف في الصلاة حتى جعلها خمسا، فقال له موسى عليه السلام: «ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم» [12] [13].
وورد أن بعض أصحابه – صلى الله عليه وسلم – كانوا – لفرط كرمه – يتناولون الطعام في بيته، ثم يأخذون في الحديث، فكان هذا يؤذي النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد يكون منه اضطراب في بيته، وإقلاق لراحة أهله، وضيق في ذات نفسه، ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستحيي من أن يأمرهم بالخروج، أو يطلبه منهم، أو يشير به بأي نوع من أنواع الإشارة حتى تولى الله – سبحانه وتعالى – تعليم المؤمنين الأدب في هذا المقام، وأعفى رسوله من أن يخالف قانون حيائه، فقال عز وجل: )يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق( (الأحزاب: 53).
ومن مظاهر الحياء النبوي وعدم المجابهة من غير ضياع للحق، أنه كان إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لا يجابهه بأنه فعل ما يكره في الشرع ولا يحبه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل كان يقول: “ما بال أقوام يصنعون كذا أو يقولون كذا”، فينهى عن العمل ويستنكره ولا يسمي فاعله.
ومن مظاهر حيائه – صلى الله عليه وسلم – أن الفعل إذا كان يندر وقوعه، لا يجابه صاحبه – إذا وقع منه – بالنهي، بل يحث أصحابه على أن ينبهوه، وقد دخل عليه مرة رجل عليه ثياب معصفرة زاهية تبهر الأنظار، فرأى أن هذا لا يليق أن يكون لبسة الكاملين، ومع ذلك لم ينبهه النبي – صلى الله عليه وسلم – بل بعد أن خرج أمر بعض صحابته أن ينبهه، وقد دفع النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك حياؤه أولا، والرفق بالرجل من مرارة الإعلان ثانيا، وصونه من أن يلحقه خزي ثالثا.
ومن مظاهر حيائه – صلى الله عليه وسلم – ولطف مودته أنه كان إذا لقي الرجل بوجه لا يتجه بصفحة وجهه إلى جانب آخر، حتى يكون محدثه هو الذي ينصرف عنه، وروى أنس أنه كان إذا صافح رجلا لا ينزع يده منه، حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده، وإذا أراد رجل أن يسر إليه حديثا في أذنه، حنى رأسه له، واستمر حانيا رأسه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحيه.
وقد يقول قائل: ما للحياء والشمائل النبوية التي من شأنها أن تسهل دعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنه أدب شخصي ليس له صلة بالدعاية أو تبليغ الرسالة؟!!
ونقول إن خلق الداعي يجذب إلى موضوع الدعوة، فلو كان الداعي فحاشا، أو صخابا، أو يغلب عليه التقريع والتعنيف وغلظة العبارة لنفر منه الناس، وما استجاب له إلا أهل الحق الصرف الذين لا يهمهم لون الدعوة، بمقدار ما يهمهم لبها.
وإذا كان الخلق الطيب يجذب النفوس، ويوجهها نحو الحق، فإن الحياء أشد الأخلاق اجتذابا للنفوس، فإن الحياء يجعل صاحبه لا يفجأ الناس بما لا يسرهم بل يجيء إليهم من جانب ما يألفون، فلا تنفر النفوس، ولا تنشعب عن الحق، وإن عنف الداعي وتفحش قوله يعوق دعوته، ويكون استثقاله مؤديا إلى رده.
وإذا كان في الرجل مع الحياء لين في الطبع من غير ضعف، وقوة في الحق وصل إليه من مداخل سهلة لينة، ولقد قال علي بن أبي طالب في وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – إنه كان أوسع الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة.
ولقد كان لالتقاء الخلق الحسن، اللطيف المعشر مع الحياء، والاستمساك بالحق مزيج من أخلاق كريمة، جعله لا يترك التنبيه إلى الحق في رفق، وجعله يصل إلى ما يريد من إيغاله في القلوب.
ذكر بعض الذين أدركوه قصة تدل على جمع النبي – صلى الله عليه وسلم – بين لطف العشرة، والحياء والتأديب اللطيف. يقول خوات بن جبير: «نزلت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مر الظهر، فخرجت من خبائي[14]، فإذا نسوة يتحدثن، فأعجبنني، فرجعت فأخرجت حلة حبرة[15] فلبستها، ثم جلست إليهن، وخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من قبته، فقال: “يا أبا عبد الله، ما يجلسك إليهن”، فهبت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله، جمل لي شرود أبتغي له قيدا، قال: فمضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتبعته فألقى رداءه…. ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، ثم جاء فقال: “يا أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك”؟ ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني في منزل إلا قال لي: “السلام عليك يا أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك”؟
فتعجلت إلى المدينة، فاجتنبت المسجد، ومجالسة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلما طال ذلك تحينت ساعة خلو المسجد، فجعلت أصلي، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من بعض حجره، فجاء – صلى الله عليه وسلم – فصلى ركعتين خفيفتين، ثم جاء فجلس، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طول يا أبا عبد الله ما شئت فلست بقائم حتى تنصرف.
فقلت: والله لأعتذرن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولأبردن صدره، قال: فانصرفت، فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟ فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك منذ أسلمت، فقال – صلى الله عليه وسلم -: رحمك الله مرتين أو ثلاثا، ثم أمسك عني فلم يعد»[16].
انظر أيها القارئ الكريم لتأديب النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه من غير أن يكون فحشا، وفي حياء المؤمن، وأدب الهدي المحمدي، لقد لاحظ رجلا يرى جمعا من النسوة يعجبنه، فيلبس أحسن ثيابه، ويجلس إليهن، فيسأله فيكذب، فيراه يخطئ خطأين:
أولهما: أن يخرق حجاب الحياء فيجلس في مجلس النساء وذلك خدش لحيائهن، وتهجم عليهن، واختراق لحجاب الحياء في ذات نفسه.
ثانيهما: أن يكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويلح النبي ويومئ من طرف خفي إلى أنه لم يقل الحقيقة، فيكرر له ما اعتذر به وقتا بعد آخر بأناة، وذلك ليحمله على التوبة والاستغفار، إنه يريده على التوبة عن أصل ما ارتكب ثم عن الكذب، فأخذ يكرر السؤال في شبه مداعبة، وهو يقصد اللوم، إنه ما انتهى من تكرار القول، وهو يعرف مداه من القلب، حتى أقر بما ارتكب، وبأنه قد كذب على الرسول – صلى الله عليه وسلم – والإقرار بالذنب أول أبواب التوبة، وقد ندم على ما فعل؛ بدليل تهربه من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم [17].
ولم يكتف النبي – صلى الله عليه وسلم – ببلوغ قمة الحياء فحسب، بل حض المسلمين على التحلي بهذا الخلق الرفيع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الحياء كله خير».[18] وقال أيضا: «الحياء لا يأتي إلا بخير».[19] وقال أيضا: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار» [20].
وهكذا فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أشد الناس حياء، وكان حياؤه – صلى الله عليه وسلم – محمودا، لا يصده عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليه فإن أي قول يطعن في حيائه – صلى الله عليه وسلم – إنما هو قول باطل لا يقوم على أي دليل من الواقع، فما بالنا بوجود كثير من الأدلة التي تنفيه نفيا تاما، وتنزه حياءه – صلى الله عليه وسلم – عن أي مطعن؟!
ثانيا. عصمته – صلى الله عليه وسلم – من التعري قبل البعثة:
حينما أرادت قريش تجديد بنيان الكعبة بعد تصدعه، شارك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعمامه في البناء ونقل الحجارة؛ فقد روي عن جابر قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي – صلى الله عليه وسلم – وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم: «اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق فقال: “إزاري إزاري، فشد عليه إزاره»[21] [22].
إن الخبر يدل على أن الله – سبحانه وتعالى – كان يرعاه، وقد رباه على عينه، فلما أخذ بنصيحة عمه العباس، ووضع بعض ثوبه على رقبته انكشف بعض عورته، فطمحت عينه إلى السماء، وأصابته غشية اتصال بالملأ الأعلى، وسترت عورته، فقد كان في حراسة الله – سبحانه وتعالى – وحياطته.
إن المشككين إنما يهتمون – فقط – بفكرة تعري الرسول – صلى الله عليه وسلم – دون التفات منهم إلى كيفية هذا التعري، ودون التفات منهم إلى عصمة الله – عز وجل – له، ويصورون الأمر على أنه تعمد منه – صلى الله عليه وسلم – والصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يتعمد ذلك، فذلك من خوارم المروءة.
ثالثا. استقبال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعثمان على غير الهيئة التي استقبل عليها أبا بكر وعمر، ليس فيها ما يطعن في حيائه:
لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يجل أصحابه كلهم أيما إجلال، ولم يفرق بينهم في يوم من الأيام في معاملة أو في حديث أو غير ذلك.
وفي حديثنا السابق عن حياء النبي – صلى الله عليه وسلم – تبين لنا أنه كان أشد الناس حياء وأبعدهم عن الفحش في القول والفعل، وعلى الرغم من تسليمنا بهذه الحقيقة التي لا يماري فيها أحد، فإن بعض الناس يحلو لهم تشويه الحق، وقلب الحقائق، فيذهبون إلى تصوير النبي – صلى الله عليه وسلم – بصورة الرجل الذي لا حياء له، ولا يحترم أصحابه أو يتأدب معهم، ونحن إذا تتبعنا حجتهم في ذلك نجدها حجة واهية لا أساس لها.
وفيما يأتي نذكر القصة التي يستدلون بها لتمحيصها وإظهار وجه الحق فيها كما رواها الإمام مسلم:
فعن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله وسوى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش[23] له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال: ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة» [24].
وفي رواية: «فقالت عائشة: يا رسول الله، مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته”، أي: يستحيي فيخرج من غير أن يطلب حاجته التي جاء من أجلها» [25] [26].
والمتأمل في هذا الحديث لا يجد أي قدح في حيائه – صلى الله عليه وسلم – كما يزعمون؛ لأنه لا توجد أية غضاضة في أن يضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بيته كاشفا جزءا يسيرا من فخذيه أو ساقيه، بين صاحبيه المقربين أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – ولا توجد أية غضاضة أيضا لو لم يسو النبي – صلى الله عليه وسلم – ثيابه عندما دخل عليه عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ولكنه – صلى الله عليه وسلم – فعل ذلك من باب الفضل لا من باب الواجب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد خشي – صلى الله عليه وسلم – أن يمنع الحياء عثمان – رضي الله عنه – عن طلب حاجته، فجلس بعد أن كان مضطجعا، وسوى ثيابه بعد أن كان كاشفا فخذيه، وقد جازى – صلى الله عليه وسلم – عثمان – رضي الله عنه – من جنس عمله فاستحيى النبي منه لما علم من حيائه – رضي الله عنه – فقد كان عثمان – رضي الله عنه – أشد الناس بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – حياء.
يقول المناوي: “مقام عثمان مقام الحياء، والحياء فرع يتولد من إجلال من يشاهده، ويعظم قدره، مع نقص يجده في النفس، فكأنه غلب عليه إجلال الحق – عز وجل – ورأى نفسه بعين النقص والتقصير، وهما من جليل خصال العباد المقربين، فعلت رتبة عثمان لذلك، فاستحى منه خلاصة الله من خلقه صلى الله عليه وسلم” [27].
ومن ثم فإن ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – من تسوية ثيابه واعتداله في جلوسه هو من باب تكريم عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ويعد من مناقبه رضي الله عنه.
ولكن لا يظن ظان أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يفعل ذلك مع أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – لدنو منزلتهما عن منزلة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – فهذا لم يقل به أحد، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يجل أصحابه، ويحترم قدرهم ويكافئ كلا منهم بما يستحق، ولعله من الأجدر أن نذكر طرفا من أحاديث ومواقف النبي – صلى الله عليه وسلم – التي تعدد مناقب أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة، ليفهم هؤلاء كيف تعامل النبي – صلى الله عليه وسلم – مع أصحابه كل على طريقته.
من ذلك ما روي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر».[28] [29] وروي عن علي – رضي الله عنه – قال: «كنت عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأقبل أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – فقال: يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين»[30].
إذن فالحديث – السالف الذكر – لا يدل على نقص في حيائه – صلى الله عليه وسلم – إنما يدل على تقدير النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه، ومكانة أصحابه عند الله – عز وجل – رفيعة، فأبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة، ولو كان نبي بعد رسول الله لكان عمر.
ولعل في هذا ما يلجم أفواه أولئك الذين يأكل الحقد أفئدتهم على الإسلام ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته.
رابعا. المرط كساء مشترك بين الرجال والنساء:
ليس في لبس النبي – صلى الله عليه وسلم – مرط السيدة عائشة أية منقصة لحيائه – صلى الله عليه وسلم – لأن المرط – كما يقول علماء اللغة ـ هو الكساء غير المخيط، وهو مشترك بين الرجال والنساء، وليس فيه خصوصية لأحد الجنسين، ويكون لبسه أن يلتحف به أو يفترش على الأرض.
ويتأكد ذلك من خلال شرح الحديثين اللذين ينقلان الموقف:
«عن يحيى بن سعيد بن العاص عن أبيه أنه أخبره أن عائشة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله وهو مضطجع على فراشه لابسا مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك، فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله: “إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته» [31].
وواضح من الحديث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان مضطجعا في فراشه لابسا مرط عائشة، فلما حضر عثمان لم يرد الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يراه عثمان هكذا لما يعرفه من حياء عثمان وخجله، فأعطى المرط لعائشة وجلس، وقال لها: اجمعي عليك ثيابك، وباقي التفاصيل واضحة في الحديث.
والمرط ليس فستانا ولا ثوبا خاصا، بل هو كساء من صوف أو خز يضعه الرجل عليه كما تضعه المرأة، ويلتحف به الرجل والمرأة سواء، كما في جامع الترمذي، فمثلا خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات غداة وعليه مرط من شعر أسود.
وقد اتفق علماء الحديث الذين شرحوا هذه الروايات، وعلماء اللغة الذين بينوا معاني كلام العرب، أن المرط هو الكساء، قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “لابس مرط عائشة: هو بكسر الميم، وهو كساء من صوف، وقال الخليل: كساء من صوف أو كتان أو غيره”، وقال ابن منظور في “لسان العرب”: “المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان، وجمعه مروط. الواحد: مرط يكون من صوف، وربما كان من خز أو غيره يؤتزر به، وفي الحديث: «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي للصبح، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس».[32] [33] والمرط: كل ثوب غير مخيط ” فهذا الكساء ليس بمخيط كما اتضح من كلام أهل اللغة، وهو مشترك بين الرجال والنساء فليس فيه خصوصية لأحد الجنسين، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعقل أن يقال: إن المرط هو ثوب المرأة؟!
ومن ناحية أخرى فإن الكساء غير المخيط يكون لبسه عند العرب أن يلتحف به أو يفترش على الأرض، فكيف يكون لبس النبي – صلى الله عليه وسلم – لمرط عائشة معيبا؟!
وقد جاء في الحديث على لسان أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لطعام صنعته فأكل منه، ثم قال: «قوموا فأصلي لكم، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم».[34] أي: من طول ما جلس عليه تلف الحصير، فمعنى كلمة “لبس” أعم في لغة العرب، فهي تشمل وضع الرداء أو اللحاف على الجسد، بل والجلوس على الحصير أو أي بساط ونحوه.
والقصة واضحة لا إشكال فيها، فقد كانت السيدة عائشة في ناحية البيت، ومتحجبة بالحجاب الشرعي، والنبي – صلى الله عليه وسلم – مضطجع وعليه مرط، هو في الأصل ما تلتحف به عائشة، ولكنه وضعه عليه وهو مضطجع، ثم دخل أبو بكر ودخل عمر والنبي – صلى الله عليه وسلم – على هذه الحال، وعائشة على حجابها، ثم لما دخل عثمان – وهو شديد الحياء – خشي أن يشعر عثمان أنه قد أحرج النبي – صلى الله عليه وسلم – فيمتنع من قول حاجته، فأمر – صلى الله عليه وسلم – عائشة أن لا تكتفي بالحجاب ولكن تجمع عليها ثيابها أكثر حتى يبدو أهل البيت في حال استقبال الناس، وأما هو فجلس له وتهيأ، حتى لا يمنعه الحياء من سؤال حاجته.
هذا هو المعنى المستفاد من الحديث لا أكثر، ولهذا رواه أهل الحديث، وتلقاه المسلمون من غير استنكار؛ لأنه ليس فيه ما يستنكر، أما من يوهمون ويتوهمون ما ليس يدل عليه سياق الحديث ولا لغته، وهو أنه كان يلبس ثوب عائشة وهي بلا ثوب، ثم لما دخل أبو بكر وعمر كان على هذه الحال، ثم لما دخل عثمان نزع ثوب عائشة لتلبسه هي – نقول أما هؤلاء فقد جانبهم الفهم الصواب لدلالة الحديث[35].
الخلاصة:
- لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أشد الناس حياء، فقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها، والمتأمل في سيرته – صلى الله عليه وسلم – يجد الكثير من الشواهد على هذه الحقيقة، ومن ذلك حياؤه – صلى الله عليه وسلم – من أصحابه الذين كانوا يطيلون عنده الجلوس للحديث بعد تناول الطعام، وكان – صلى الله عليه وسلم – يستحيي أن يأمرهم بالخروج؛ فأعفى الله رسوله من أن يخالف حياءه وتولى تعليم المؤمنين أدب الجلوس في بيت النبي صلى الله عليه وسلم: )يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق( (الأحزاب: 53).
- خبر انكشاف عورة النبي – صلى الله عليه وسلم – أثناء بناء الكعبة قبل البعثة، خبر صحيح، يدل على عصمته ولا يطعن فيها كما توهم الواهمون، فهو يدل على أن الله – عز وجل – كان يرعاه، وقد رباه على عينه، فإنه لما وضع بعض ثوبه على رقبته انكشف بعض عورته، فطمحت عينه إلى السماء، وأصابته غشية اتصال بالملأ الأعلى وسترت عورته، فقد كان – صلى الله عليه وسلم – في حراسة الله – سبحانه وتعالى – وحياطته.
- لم يكتف – صلى الله عليه وسلم – ببلوغ قمة خلق الحياء، بل كان يأمر أصحابه بالتحلي به، ولا توجد أية غضاضة في أن يضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – كاشفا شيئا من فخذه في بيته مع صاحبيه أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -، وما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – من جلوسه وتسوية ثيابه عند دخول عثمان بن عفان – رضي الله عنه – إنما هو من باب التكريم لعثمان رضي الله عنه، فقد جازاه النبي – صلى الله عليه وسلم – من جنس عمله، فقد كان – رضي الله عنه – أشد الناس حياء بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – وهذا ليس فيه نقص من قدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقدرهما في الإسلام لا ينكره أحد.
- لا توجد أية منقصة لحياء النبي – صلى الله عليه وسلم – في لبس مرط زوجه عائشة؛ فليس المرط ثوبها كما يظنون، بل هو كما يقول علماء اللغة: كساء غير مخيط يلتحف به الرجل والمرأة على السواء، وليس مختصا بالنساء كما يتوهمون.
(*) موقع الكلمة. www.alkalema.net. موقع طريق الإيمان. www.Imanway.com
[1]. المرط: كساء غير مخيط يلتحف به.
[2]. موسوعة من أخلاق الرسول، محمود المصري، دار التقوى، مصر، ط1، 1428هـ، ص527 بتصرف يسير.
[3]. صحيح: أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الجامع، باب ما جاء في الحياء، وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب الحياء (4182)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (940).
[4]. موسوعة من أخلاق الرسول، محمود المصري، دار التقوى، مصر، ط1، 1428هـ، ص525.
[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب (5751)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (6176).
[6]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الحياء من الإيمان (24)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شعب الإيمان (163)، واللفظ له.
[7]. صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الطهارات، باب من كره أن ترى عورته (1139)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب كيف التكشيف عند الحاجة (14)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1071).
[8]. صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب التباعد للبراز في الفضاء (336)، والنسائي في المجتبى، كتاب الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة (16)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1159).
[9]. محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإنسان الكامل، محمد بن علوي المالكي الحسيني، دار الشروق، جدة، ط3، 1404هـ/ 1984م، ص144 بتصرف.
[10]. الفرصة: قطعة مشقوقة من الثوب.
[11]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحيض، باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض وكيف تغتسل وتأخذ فرصة (308)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك (774)، واللفظ له.
[12]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج (3674)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إلى السماوات وفرض الصلوات (429)، واللفظ للبخاري.
[13]. موسوعة من أخلاق الرسول، محمود المصري، دار التقوى، مصر، ط1، 1428هـ، ص 531.
[14]. الخباء: بيت من وبر أو شعر أو صوف.
[15]. الحبرة: ثوب من قطن أو كتان مخطط كان يصنع باليمن.
[16]. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، باب الخاء، خوات بن جبير الأنصاري بدري يكنى أبا عبد الله ويقال أبو صالح (4146)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب المناقب، باب ما جاء في خوات بن جبير رضي الله عنه (16105)، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة.
[17]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، مصر، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص187: 190 بتصرف يسير.
[18]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شعب الإيمان (166).
[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الحياء (5766)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شعب الإيمان (165).
[20]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (10519)، والبخاري في الأدب المفرد، كتاب آداب عامة، باب الجفاء (1314)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (495).
[21]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب بنيان الكعبة (3617)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة (797)، واللفظ للبخاري.
[22]. السيرة النبوية، د. محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، ط8، 1427هـ/ 2006م، ج1، ص228.
[23]. اهتش: اهتم وطرب له.
[24]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان (6362).
[25]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان (6363).
[26]. أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، محمود المصري، دار التقوى، القاهرة، ط1، 1413هـ/ 2002م، ص167، 168.
[27]. أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، محمود المصري، دار التقوى، القاهرة، ط1، 1413هـ/ 2002م، ص168.
[28]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم (23293)، والترمذي في سننه، كتاب المناقب، باب من مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (3662)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1233).
[29]. شمائل المصطفى، د. وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص416.
[30]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه (602)، وابن ماجه في سننه، فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (95)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (824).
[31]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (6363).
[32]. الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح.
[33]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر (553)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب استحباب التكبير بالصبح في أول وقتها وهو التغليس (1491).
[34]. أخرجه البخاري في صحيحه، أبواب الصلاة في الثياب، باب الصلاة على الحصير (373)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة والصلاة على حصير وخمرة وثوب (1531)، واللفظ له.
[35]. رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، مصر، 2008م، ص62: 64.