دعوى اقتباس الإسلام علم الأجنة من الأمم السابقة
وجوه إبطال الشبهة:
1)إن ما جاءت به الحضارات السابقة على الإسلام من تصورات تخص الجنين وتخلقه، هي في معظمها لا تعدو أن تكون خرافات وتخمينات لا تنبني على متابعة ودراسة لأطوار الجنين ومراحله؛ نظرًا لانعدام التقنيات العلمية الحديثة لديهم، ومن أوضح ما يدل على ذلك ما ذكره أبقراط وأرسطو وجالين من أخطاء، مثل إخبارهم بأن الجنين يتكون من دم الحيض ومنيّ الرجل، وأن اللحم يخلق قبل العظام، ثم جاء القرآن وقرر أن الجنين يتكون من النطفة الأمشاج التي تشمل نطفتي الرجل والمرأة، وأن العظام تخلق ثم تكسى باللحم، فلو كان القرآن قد استقى معلوماته من هذه الحضارات لما ساغ أن يأتي بخلافها.
2)لقد كان علم الطب في قوم النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته من أضعف العلوم عندهم، وإن اشتهر منهم الحارث بن كلدة والنضر بن الحارث؛ إذ كان مرتبطًا بالسحر، واقتصر على الوسائل البدائية؛ مثل الكي والبتر والفصد، أما علم الأرحام والأجنة فلم يعرف منه العرب إلا ما تعلموه من اليهود على ما به من اعتقادات خاطئة، فإذا كان هذا هو حال القوم الذين نشأ فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يستقي منهم أدق تفاصيل الجنين التي لم يُتوصل إليها إلا بأحدث الأجهزة والتقنيات في القرن السابق؟!
3)لقد نص الكتاب المقدس على أن الجنين يتخلق من دم الحيض؛ حيث يقوم المنيّ بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتحوله إلى جبن، ونص أيضًا على أن الجنين يخلق جلده ولحمه ثم بعد ذلك تخلق العظام، وقد خالف القرآن ذلك في عدد من المواضع، بالإضافة إلى أنه قضى على خرافة اليهود في أن إتيان المرأة من ورائها يجعل الولد أحول؛ فقال عزوجل: )نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم((البقرة: ٢٢٣)، كذلك لم يشر الكتاب المقدس إلى تقديم السمع على البصر، وفضل رضاعة الطفل من أمه لمدة حولين، وقد أثبت العلم الحديث إعجازًا علميًّا في هذين الأمرين.
التفصيل:
أولا. مخالفة القرآن والسنة للحضارات السابقة في علم الأجنة:
إن الباحث في تاريخ العلوم يقابل كثيرًا من النظريات العلمية التي آمن العلماء بصحتها زمنًا طويلًا، وخالفت ما جاء في القرآن والسنة، وجاء بعد ذلك زمن اكتشف العلماء فيه أن تلك النظريات لم تكن صحيحة البتة، وأن ما جاء في القرآن والسنة هو الحق والصدق واليقين؛ ومن أوضح الأمثلة على ذلك حقائق علم الأجنة([1]).
وقد شغل الإنسان منذ أن وطأت قدماه الأرض بقضية التناسل، وحاول تفسيرها بتصورات متعددة وجدت إشارات إليها في معظم الحضارات القديمة، ومن خلال هذه الإشارات يمكن دراسة تاريخ علم الأجنة وتطوره، لنتبين الصواب فيه من الخطأ، ولنعلم الفرق بين هذه النظريات وبين ما أخبر به القرآن الكريم والسنة النبوية من حقائق؛ لنقرر ما إذا كان القرآن قد اقتبس ما ذكره عن علم الأجنة من الأمم التي سبقته أم لا.
- تاريخ علم الأجنة:
تعود بداية علم الأجنة إلى أكثر من ستة قرون قبل الميلاد، وقسم علماء الأجنة هذا العلم إلى ثلاث مراحل أساسية؛ الأولى: المرحلة الوصفية، وتستمر منذ بدايته حتى القرن التاسع عشر الميلادي، والثانية: مرحلة علم الأجنة التجريبي، وتبدأ من نهاية القرن التاسع عشر حتى الأربعينيات من القرن العشرين، ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التقنية واستخدام الأجهزة، وهي التي نعيشها الآن.
والذي يعنينا من هذا التاريخ هو فترة ما قبل الإسلام، حتى تتبين لنا علاقة الإسلام بهذه الأمم السابقة عليه، ومدى اتفاقه أو اختلافه معهم فيما يخص علم الجنين.
- علم الجنين عند المصريين القدماء:
من الثابت قطعًا أنه لم يكن هناك في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قريبًا منه ما يمكن أن تستقى منه بالخبرة البشرية هذه المعلومات العلمية الخاصة بعلم الأجنة، والموجودة في القرآن والسنة، فلم يكن إلا بعض التخمينات والخرافات عن هذا العلم، والتي ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بأصوله، أو انتقال الصفات، أو حدوث التشوهات الجنينية.
وقد تكلم في ذلك الفلاسفة والأطباء والحكماء من الإغريق والمصريين القدماء وغيرهم، وكان كلامهم في ذلك ضربًا من التخمين والتخرُّ ص، انبنى على السحر والشعوذة أو قياس الجنين البشري على أجنة الحيوانات والطيور؛ فقد وجدت بعض السجلات المدونة من فترة السلالات الفرعونية الرابعة والخامسة والسادسة في مصر القديمة، وقد حمل ما لا يقل عن عشرة أشخاص متعاقبين اللقب الرسمي “فاتح مشيمة الملك”، واقتضت المراسيم فيما بعد أن تحمل راية تمثل “مشيمة الملك” أمام موكب الفراعنة.
راية تمثل “المشيمة الملكية” لفرعون (kleiss1964م)
وكانت تُعزى إلى خواص المشيمة قوى سحرية خفية في اختلاط ظاهر بين العلم والسحر، وكانت للنساء رقى وتمائم يتلونها عند الحمل والولادة، فلكي تضمن المرأة الحامل الحصول على ولادة سهلة وطبيعية كانت تستعين بتميمة تصور امرأة راقدة على سريرها في هدوء وراحة شديدتين، وإلى جوارها طفلها الذي وضعته في يسر وبلا معاناة، في تعلق واضح بالقوى السحرية والخفية، ودام ذلك الاعتقاد حتى عهد اليونانيين القدماء؛ حيث كان لعلم المنطق اليوناني أثره في فهم علم الأجنة.
وأقدم الوصفات المدونة للوقاية من الحمل، مدونة بالخط الهيري (لغة مصر القديمة قبل الهيروغليفية) على ورق البردي، ومن العناصر الأساسية المكونة للوصفة روث التماسيح إلى جانب عناصر أخرى([2]).
وكان المصريون القدماء يجهلون دور المنيّ في تخلق الجنين، وإن كانوا يعتقدون أن هناك علاقة ما بين العضو الذكري والمنيّ والحمل، وكان الرأى العلمي لديهم أن المنيّ ينبع من الحبل الشوكي، وربما يكون مرجع ذلك إلى الكهنة الذين كانوا يذبحون القرابين، وكانوا يعتقدون أن قضيب الثور امتداد لعموده الفقري؛ ومن هنا كان اهتمامهم بالعظمة الموجودة في آخر أربع أو خمس فقرات من العمود الفقري، عند العجز باعتبار أنها المسئولة عن الحفاظ على منيّ الرجل.
- علم الأجنة عند الهنود:
وقد وجد ـ أيضًا ـ في مجال طب الأجنة الهندي رسالة سنسكريتية تعود إلى 1416 سنة قبل الميلاد، هذه الرسالة تسمى: غربها أوبانيشاد (Garbha Upanishad)، وتصف الأفكار القديمة المتعلقة بتطور الجنين.
وتشير هذه الرسالة إلى ما يأتي:
- من اتحاد الدم والمنيّ يأتي الجنين إلى الوجود.
- وبعد التزاوج الجنسي يصبح الجنين بما يسمى “كلادا” (Kalada)؛ أي جنين في اليوم الأول من عمره.
- وبعد مرور سبع ليال يصبح الجنين بذرة.
- وبعد مرور أسبوعين يصبح الجنين كتلة مستديرة.
- وبعد مرور شهر يصبح كتلة متماسكة.
- وبعد مرور شهرين يتخلق الرأس.
- وبعد مرور ثلاثة أشهر تظهر منطقة الأوصال.
وظاهر أن هذا يتنافى تمامًا مع الحقيقة، ويدل على دور الخيال في فهم مراحل تطور الجنين، وأن ما ذكره القرآن لا يمت إلى ذلك بصلة.
- علم الأجنة عند اليونانيين:
أما اليونانيون القدماء، فهم أول من ربط العلم بالمنطق بفضل تعليلهم لملحوظاتهم بالمنطق العقلي لا بالقوى السحرية الغامضة، ولكن مع هذا التقدم لم ينسجم منطقهم مع الحقائق الثابتة، وظلت التعليلات بعيدة عن الحقيقة؛ وذلك لأن العقل لا يستطيع وحده الوقوف على الحقائق، وإلا فإن الظنون تجتاحه ويتحول منطقه مملوءًا بالخرافات.
فكان أول من تكلم في هذا المجال أبقراط، ثم اشتهر أرسطو (384 – 322 ق. م) بأبحاثه عن علم الأجنة، ثم كان جالين في القرن الثاني بعد الميلاد.
وجاء بعض منكري الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، وادّعوا أن كل ما جاء به القرآن والسنة من معلومات حول علم الأجنة ما هو إلا إشارات مأخوذة من هؤلاء العلماء الذين سبقوا الإسلام، واستدلوا على ذلك بأن هؤلاء العلماء الثلاثة (أبقراط، أرسطو، جالين) ذكروا مراحل نمو الجنين وتطوره كما ذكرها القرآن؛ لذلك نذكرها كما ذكروها هم؛ حتى يتبين لنا الفرق بين ما ذكروه وما جاء به القرآن.
أولا. مراحل نمو الجنين فيما قبل الولادة عند أبقراط:
نص كلامهم
ترجمته باللغة العربية
Stage 1: sperm
المرحلة الأولى: الحيوان المنوي.
Stage 2: mother´s blood desceds around the membrane
المرحلة الثانية: دم الأم ينحدر حول الغشاء.
Stage 3: flesh,fed through umbilicus
المرحلة الثالثة: اللحم، يتغذى عن طريق السرة.
Stage 4: bones
المرحلة الرابعة: العظام.
ثانيا. مراحل نمو الجنين فيما قبل الولادة عند أرسطو:
نص كلامهم
ترجمته باللغة العربية
Stage1: sperm
المرحلة الأولى: الحيوان المنوي.
Stage2: Catamenia menstrual blood
المرحلة الثانية: دم الحيض.
Stage3: flesh
المرحلة الثالثة: اللحم.
Stage4: bones
المرحلة الرابعة: العظام.
Stage5: around the bones grow the fleshy parts
المرحلة الخامسة: حول نمو العظام أجزاء سمين([3]).
ثالثا. مراحل نمو الجنين فيما قبل الولادة عند جالين:
نص كلامهم
ترجمته باللغة العربية
Stage1: the two semens
المرحلة الأولى: مني من الاثنين.
Stage1(B): plus menstrual blood
المرحلة الأولى (ب): بالإضافة إلى دم الحيض.
Stage2: unshaped flesh
المرحلة الثانية: لحم غير مميز الشكل.
Stage3: bones
المرحلة الثالثة: العظام.
Stage3(B): flesh grows on and around the bones
المرحلة الثالثة (ب): نمو اللحم على العظام وحولها.
رابعا. مرحلة نمو الجنين في القرآن الكريم كما ذكر المدعي:
نص كلامهم
ترجمته باللغة العربية
Stage1: nutfa sperm
المرحلة الأولى: المني.
Stage2: alaga clot
المرحلة الثانية: الجلطة.
Stage3: mudagha piece or lump of flesh
المرحلة الثالثة: قطعة من اللحم.
Stage4: adaam bones
المرحلة الرابعة: العظام.
Stage5: dressing the bones with muscles
المرحلة الخامسة: كساء العظام بالعضلات.
وقبل الخوض في بيان الفرق بين مراحل هؤلاء العلماء الثلاثة ومراحل القرآن نبين أن المدعين قد اخترعوا مراحل ما أنزل الله بها من سلطان وزعموا أن القرآن ذكرها، ولكن مراحل الجنين ذكرها القرآن صريحة في أكثر من موضع، قال سبحانه وتعالى: ) ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14) ( (المؤمنون).
فالمرحلة الأولى من مراحل تكون الجنين هي “النطفة”، وهذه النطفة وصفها ربنا عز وجلفي موضع آخر، فقال) إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه( (الإنسان: ٢)، والنطفة الأمشاج هي اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، وهذا ما أثبته العلم الحديث؛ إذ صرح بأن الجنين يخلق من الحيوان المنوي للرجل عند تلقيحه بويضة المرأة، ثم تنغرس هذه النطفة الأمشاج في قرارها المكين في الرحم.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي “العلقة”، وتبدأ منذ تعلق النطفة الأمشاج بالرحم، وتنتهي عند ظهور الكتل البدنية التي تعتبر بداية المضغة، وسميت بذلك؛ لأنها تنشب وتعلق في جدار الرحم وتنغرز فيه، أو لأنها تشبه دودة العلق. ويكون بعد ذلك مرحلة “المضغة”، وسميت بذلك؛ لأن الجنين فيها يكون قطعة من اللحم كأنها ممضوغة، وكأن أسنانًا انغرزت في الجنين ولاكته ثم قذفته. ثم تخلق “عظام الجنين” بتحول هذه المضغة إلى عظام، وتظهر براعم الأطراف وعضلاتها ثم تكسى هذه العظام “لحمًا” بعد ذلك.
ودقة القرآن الكريم في وصف هذه المراحل جعلت علماء الأجنة في هذا العصر يعترفون بأن من يقول بهذا لا بد أن يكون نبيًّا يأتيه الوحي من السماء، وأشهرهم “كيث مور”([4]) أحد أكبر علماء الأجنة في العالم الذي يقول: “إن هذه المعلومات عن مراحل الجنين لم يعرفها العلماء إلا بعد أكثر من ألف عام بعد نزول القرآن”.
ويمكننا أن نوضح المراحل الصحيحة التي ذكرها القرآن بنصه مقارنة بما ادعاه هؤلاء على القرآن من اختلاق مراحل لم يأت بها القرآن، وذلك من خلال الجدول الآتي:
مراحل الجنين في القرآن كما ذكرها المدعي
مراحل الجنين في القرآن كما نص عليها القرآن
المرحلة الأولى: المني.
المرحلة الأولى: النطفة الأمشاج المكونة من مني الرجل وبويضة المرأة.
المرحلة الثانية: الجلطة.
المرحلة الثانية: العلقة.
المرحلة الثالثة: قطعة من اللحم.
المرحلة الثالثة: المضغة.
المرحلة الرابعة: العظام.
المرحلة الرابعة: العظام.
المرحلة الخامسة: كساء العظام بالعضلات.
المرحلة الخامسة: كساء العظام لحمًا.
ومن ثم يتبين لنا تسمية المدعي لمراحل نمو الجنين بأسماء من عنده لم يذكرها القرآن ولا تدل على الصفة الحقيقية لهذه المراحل؛ فالأولى ليست منيًّا للرجل فقط، وإنما هي اجتماع مني الرجل وبويضة المرأة، والثانية ليست جلطة، وإنما هي تجمع لعدد كبير من الخلايا نتيجة الانقسام المستمر للنطفة، وهي قطعة لحم معلقة بجدار الرحم، والثالثة ليست قطعة لحم فقط، وإنما هي قطعة من اللحم كأنها ممضوغة.
وبنظرة عجلى إلى المراحل التي وردت عند (أبقراط وأرسطو وجالين) نجدها تختلف تمامًا عن مراحل نمو الجنين التي جاء بها القرآن وطبقها العلم الحديث؛ فأبقراط جعل منشأ الجنين من دم الحيض وحده، وأرسطو خالفه وجعله من دم الحيض ومنيّ الرجل، وجالين خالفهما وجعله من دم الحيض ومنيّ الرجل ومنيّ المرأة، فأي شبه بين ذلك وبين ما جاء في القرآن الكريم من أن الجنين يخلق من كلا الطرفين؛ حيث النطفة الأمشاج المكونة من ماء الرجل وبويضة المرأة؟! ولا دخل لدم الحيض في تكون الجنين على الإطلاق([5]).
وبذلك يكون القرآن قد تخلى عن هذا الخطأ الفاحش الذي أجمع عليه هؤلاء الثلاثة، وكذلك الأحاديث النبوية جاءت تبطل ذلك، يقول ابن حجر: “وزعم كثير من أهل التشريح أن منيّ الرجل لا أثر له في الولد إلا في عَقْده، وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك”([6]).
ومن هذا المقولة يتبين لنا تصحيح القرآن الكريم والسنة النبوية لمفهومين غير صحيحين؛ أولهما: عدم مشاركة منيّ الرجل بذاته في تكوين الجنين، وثانيهما: تكون الجنين من دم الحيض.
وكذلك لم يذكر هؤلاء الثلاثة شيئًا عن المرحلتين اللتين تليان النطفة وتسبقان العظام، وهما (العلقة والمضغة)، فمن أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهما إن لم يكن من عند الله تعالى، لا سيما وهما وصف دقيق لهاتين المرحلتين؟
ثم يأتي الخطأ الثالث وهو تقديم خلق اللحم على العظام، وقد قال به كل من أبقراط وأرسطو، وهذا خطأ فاحش، والصحيح ما جاء به القرآن الكريم من تقديم العظام على اللحم، يقول الدكتور “كيث مور”:
During the seventh week, the skeleton begins to spread throughout the body and the bones take their familiar shapes. At the end of the seventh week and during the eighth week the muscles take their positions around the bone forms.
وترجمة هذا: أثناء الأسبوع السابع، يبدأ الهيكل العظمي بالانتشار خلال الجسم، وتأخذ العظام أشكالها المألوفة، وفي نهاية الأسبوع السابع وأثناء الأسبوع الثامن، تأخذ العضلات (اللحم) موقعها حول تكوينات العظام([7]).
أليس في ترك محمد صلى الله عليه وسلم لما جاء به أبقراط وأرسطو وجالين، والإتيان بما أثبت العلم حديثًا صحته ـ دليل على صحة ما جاء في القرآن والسنة؟!
وقد لـخص أرسطو في بحثه عن الأجنة معتقدات أهل زمانه ورأيه فيها، واعتبرها تندرج تحت نظريتين:
الأولى: وهي أن الجنين يكون جاهزًا في ماء الرجل، فإذا دخل ماء الرجل الرحم انعقد، ثم نما كما تنمو البذرة في الأرض ثم استمد غذاءه من الرحم.
صورة للحيوان المنوي بداخله جنين كما كان متخيلًا في القرن السابع عشر
الثانية: أن الجنين يتخلق من دم الحيض؛ حيث يقوم المني بعقده، مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتعقده وتحوله إلى جبن، وليس للمنيّ في إيجاد الولد دور قط، وإنما هو دور مساعد مثل دور الأنفحة في إيجاد الجنين.
وقد أيد أرسطو هذه النظرية الأخيرة ومال إليها، وقد كان أرسطو من المؤيدين لنظرية التخلق الذاتي التي تقول بتولد الدود والمخلوقات من العفونة والمواد المتحللة؛ ولذا تصور أن الجنين يتخلق من دم الحيض.
وقد ظلت هذه النظرية سائدة ردحا من الزمن حتى جاء لويس باستور([8]) وقضى عليها قضاء تامًا عام 1864م؛ حيث أثبت أن العفونات مصدرها مخلوقات دقيقة جدًّا (تدعى الميكروبات)، وقد أثبت غيره من قبله بسنوات أن المواد المتحللة والعفونات لا تولد الديدان ولا الحشرات، وإنما تتوالد هذه الحشرات نتيجة تجمع بيضها حيث ترميه الحشرات الطائرة أو الزاحفة، وتتولد اليرقات ثم تنمو اليرقات إلى حشرات.
ومنذ أن لـخص أرسطو النظريات السائدة في عصره بالنسبة لتخلق الجنين، استمر الجدل محتدمًا بين أنصار نظرية الجنين الكامل المصغر الموجود في ماء الرجل، وأنصار الجنين الكامل المصغر في بويضة المرأة، ولم يفطن أحد من هؤلاء الباحثين لمدة ألفي عام أن كلًّا من الذكر والأنثى يساهم بالتساوي في تكوين الجنين.
واستمرت هذه المعارك حتى عصر النهضة، بل إنها استمرت حتى بداية القرن العشرين، حيث شيّعت هاتان النظريتان إلى مثواهما الأخير، وذلك بعد أن تمكن “هيرتويج” (Hertwig)([9]) في عام 1875م من ملاحظة كيف يلقح الحيوان المنوي البويضة، وأثبت بذلك أن كلًّا من الحيوان المنوي والبويضة يساهم في تكوين البويضة الملقحة (الزيجوت)، وكان بذلك أول إنسان يشاهد عملية التلقيح هذه ويصفها.
وفي عام 1883م تمكن “فان بندن” (VanBeneden)([10]) من إثبات أن كلًّا من البويضة والحيوان المنوي يساهم بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة.
وهكذا يبدو بوضوح أن الإنسانية لم تعرف بواسطة علومها التجريبية أن الجنين الإنساني (أو الحيواني) يتكون باختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في أواخر القرن التاسع عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في القرن العشرين([11])، بينما سبق القرآن الكريم إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة) بين نطفة الرجل وبويضة المرأة، قال تعالى:)إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)((الإنسان).
وقد كانت هاتان النظريتان راسختين كأنهما حقيقتان ثابتتان لا جدال فيهما، لكن ذلك لم يمنع علماءنا الكرام من تقديم النص القرآني عليهما، ومنهم ابن حجر كما أشرنا منذ قليل، وابن القيم حينما قال: “الجنين يخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافًا لمن يزعم من الطبائعيين، أنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده”([12]).
وكذلك قال القرطبي: “بيّن الله تعالى في هذه الآية ـ يقصد قوله تعالى في سورة الحجرات: ) إنا خلقناكم من ذكر وأنثى( (الحجرات: ١٣) ـ أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى”([13])، وردّ على من قال بأن الخلق يخلق من ماء واحد، فقال: “والصحيح أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نص لا يحتمل التأويل”([14]).
ومن هنا نتساءل: إذا كان القرآن الكريم قد خالف الرأي السائد في عصره والعصر السابق عليه والتالي له أيضًا، في القول بأن الجنين يخلق من ماء الرجل والمرأة على السواء، فكيف يدّعي هؤلاء أن القرآن الكريم كان يقتبس معارفه عن علم الأجنة من الأمم السابقة عليه؟!
ثانيا. معارف قوم النبي صلى الله عليه وسلم عن علم الأجنة قبل الإسلام:
تفاوتت درجة العلوم التي انتشرت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي قومه قبل بعثته، فقويت العلوم التي كانت لها صلة ببيئتهم؛ مثل الشعر، وتحسس مخابئ الماء تحت طبقات الأرض وعلم الأنواء (تعرف أوقات نزول الغيث عن طريق حركة النجوم ومنازلها)، ومعرفة آثار الأقدام (القيافة) وعلم الأنساب، وضعفت العلوم الأخرى عندهم؛ مثل الطب ـ وإن كان فيهم أطباء معروفون؛ مثل الحارث بن كلدة ـ الذي كان مرتبطًا بالسحر، واقتصر على الوسائل البدائية؛ مثل الكي والبتر والفصد (الشق) والتداوي بالأعشاب والحجامة، وانتشرت بعض العلوم التي ليس لها ركائز منطقية؛ مثل دراسة الأجرام السماوية (التنجيم والكهانة) لمعرفة الأمور الغيبية من حاضر ومستقبل.
أما علم الأرحام عند العرب ـ وهو الذي يعنينا ـ فلم يكن أحسن حالًا من سائر العلوم الأخرى، وكان قائمًا حينئذٍ على ما تعلمه العرب من اليهود، على ما به من اعتقادات غير صحيحة سوف نوضحها في الوجه القادم إن شاء الله تعالى([15]).
وإذا كان هذا هو حال قوم النبي صلى الله عليه وسلم الذين عاش بينهم وتعلم منهم، فأنّى له صلى الله عليه وسلم المقدرة على كشف حقائق علمية بلغت أقصى الدرجات من الدقة، وقد كان صلي الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب؟!
وقد اقتصر علمه صلى الله عليه وسلم على المعرفة برعاية الغنم، وعلى بعض الأمور الحربية، وعلى بعض الأمور السياسية، وعلى بعض أمور التحكيم، وقد أتيح له السفر إلى اليمن أربع مرات في مهمات تجارية كان يقوم بها للاتجار بمال خديجة رضياللهعنها، ومرة واحدة إلى مدينة بصرى في بلاد الشام، وهي أبعد مكان رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ([16]).
وإذا كان صلى الله عليه وسلم معروفًا بين قومه بالصادق الأمين، فهل كان يترك الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل؟ بالطبع لا، لو كان هذا الكلام العلمي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم من الحارث بن كلدة والنضر بن الحارث أو غيرهما كما ادعى هؤلاء لأخبر أنه أخذه منهم، وكيف يأخذه منهم وهم لا يعلمونه؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.
فمن المعروف أن هؤلاء قد شاعت فيهم الأساطير والخرافات وكان كثير من معلوماتهم مشوبًا بالخطأ كما أثبت العلم الحديث، فإذا كان هؤلاء هم مصدر معلومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه ـ فكيف ميز بين هذه الأفكار المتباينة، فأخذ الصحيح وهو النادر، وترك الباطل وهو الغالب؟!
إن القرآن الكريم ليس كتاب علم من العلوم، وإنما كتاب هداية وإرشاد، ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن يتضمن إشارات من باب الإعجاز العلمي لم يكن لها في زمن تنزيل القرآن الكريم أي أثر في نشر الدعوة، ولم يكن لوجودها في ذلك الوقت أية مساهمة في نشر الإسلام، ولم ينقل إلينا أن أحدًا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسلم من أثر الآيات التي نسميها الآن بمواضع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إن كل من أسلم في زمن الرسالة كان بسبب ما جاء به الإسلام من عقيدة التوحيد الصافية النقية التي تخاطب الفطر السليمة، وبما دعا إليه من أخلاق وآداب فاضلة، قال تعالى:)واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا (36)( (النساء)
وإن كان لا أثر لهذه الإشارات العلمية في نشر الدعوة في زمنه صلى الله عليه وسلم ، فما الحاجة إلى أن يكذب ويأخذ هذه العلوم من غيره؟ إن العقل السليم يأبى ذلك.
ثالثا. علم الأجنة بين القرآن والكتاب المقدس:
إن نظرة عجلى إلى ما يوجد في التوراة والإنجيل من معلومات غير صحيحة مأخوذة من النظريات البشرية التي كانت منتشرة حين جمعت أسفار هذه الكتب ـ لتدل على أن الإسلام لم يأخذ منها شيئًا، وإنما جاء بعلم لا يمكن أن يأتي إلا من عند رب عليم خبير.
ولنضرب لذلك أمثلة عدة توضح مخالفة القرآن لـما ذكر في الكتاب المقدس من معلومات عن علم الأجنة، من ذلك ما يأتي:
مراحل خلق الجنين:
ماذا قال الكتاب المقدس عن مراحل خلق الجنين؟ قال العهد القديم: “يداك كونتاني وصنعتاني كلّي جميعًا. أفتبتلعني. اذكر أنك جبلتني كالطين. أفتعيدني إلى التراب، ألم تصبني كاللبن وخثّرتني كالجبن، كسوتني جلدًا ولحمًا فنسجتني بعظام وعصب…” (أيوب 10: 8)، والمعنى: أنك صببتني كاللبن؛ أي: دم الحيض سائل، وحين يلتقي به الحيوان المنوي يخثره كما تخثر الأنفحة الحليب (اللبن) فتجعله جبنًا.
وكما أن المادة الرئيسة في تكوين الجبن هي الحليب (اللبن)، وما الأنفحة إلا عامل مساعد في التخثير، فإن الحيوان المنوي ـ بحسب تلك النظرية المغلوطة ـ ليس له إلا دور ثانوي في تكوين الجنين([17]).
وبالنظر إلى ما ذكره أرسطو من النظريات التي كانت سائدة في عصره عن مادة تكوين الجنين، نجده رجح النظرية القائلة بأن الجنين يتخلق من دم الحيض؛ حيث يقوم المنيّ بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتحوله إلى جبن.
ومن هنا يتبين أن ما ذكر في الكتاب المقدس مأخوذ من هذه النظرية التي كانت منتشرة في عهد جمعه، وإذا أضفنا إلى ذلك الخطأ الثاني الوارد في هذا النص، وهو كسوة الجنين جلدًا ولحمًا، ثم بعد ذلك خلق العظام والعصب، وهذا خطأ فادح أثبته العلم الحديث ـ تبين أن هذا من وضع بشر وليس من كلام رب العالمين.
وأين التشابه بين ما ذكره الكتاب المقدس وما ذكره القرآن في أكثر من موضع، مثل قوله تعالى: )ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14) ((المؤمنون).
هذه هي مراحل تكوين الجنين في القرآن (النطفة ـ العلقة ـ المضغة ـ العظام ـ اللحم)، وهي حقائق علمية أكدها الطب الحديث كما أوضحنا آنفا.
1.تصحيح الإسلام لاعتقاد اليهود الغير صحيح في إتيان المرأة من ورائها:
ثم نأتي إلى قضية ثانية تثبت يقينًا أن الإسلام لم يستق معلوماته في علم الأجنة من الكتب السابقة، بل تثبت تصحيحه لأخطائها التي تمسكوا بها سنين عددًا، وهذه القضية هي اعتقاد اليهود أن الرجل إذا جامع امرأته من ورائها جاء الولد أحول، روى البخاري في صحيحه عن جابر رضى الله عنه قال: «كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت)نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ( (البقرة: ٢٢٣)»([18]). فجاء القرآن مصححًا لهذه الخرافات المنتشرة بين اليهود، وليس حاكيًا لها.
2.تقديم السمع على البصر في القرآن:
لقد جاء ذكر السمع قبل البصر في القرآن الكريم، وذلك بإحكام شديد، فلم يذكر البصر قبل السمع إلا في آيات قلائل جاءت في معرض الحديث عن العذاب أو الإنذار به أو وصف00 الكفار والمشركين دون إشارة إلى خلق الحاستين، أما الآيات التي تحدثت عن خلق الحاستين، فقد قدمت السمع على البصر في جميعها؛ حيث ترافقت كلمتا السمع والبصر في 38 آية كريمة، كما في قوله تعالى) ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ( (السجدة: ٩)، وقوله تعالى: )وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة ( (المؤمنون: ٧٨)، وقوله تعالى:)وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدة ( (الأحقاف: ٢٦)، وقوله تعالى:)إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)( (الإنسان).
فلماذا تقدّم السمع على البصر في القرآن؟ هل في ذلك حكمة وإعجاز علمي؟
الإجابة: لا بد من سبب لذلك، وإلا لقدم البصر مرات وقدم السمع مرات، وقد أثبت عدد كبير من العلماء الإعجاز العلمي في تقديم السمع على البصر، ومنهم: الأستاذ الدكتور صادق الهلالي، والدكتور حسين اللبيدي، والدكتور عدنان الشريف، والدكتور محمد علي البار، والدكتور عبد السلام المحسيري، وجمع الدكتور زغلول النجار هذه الحقائق التي توصل إليها هؤلاء العلماء فيما يأتي:
أ- أن الأذن الداخلية للحميل تصبح قادرة على السمع في شهره الخامس تقريبًا، بينما العين لا تفتح ولا تتكون طبقتها الحساسة للضوء إلا في الشهر السابع من عمره، وحتى في هذا الوقت لا يستطيع الحميل أن يرى لعدم اكتمال تكون العصب البصري، ولكونه غارقًا في ظلمات ثلاث.
ب-يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بعد بضعة أيام من ولادته، وذلك بعد امتصاص كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطى والمحيطة بعظيماتها، أما حاسة البصر فتكون ضعيفة جدًّا أو معدومة، وتتحسن هذه الحاسة بالتدريج في الشهرين الثالث والرابع بعد الولادة وحتى الشهر السادس، وتستمر حاسة البصر في النمو عند الوليد حتى سن العاشرة.
ج- إن المنطقة السمعية في المخ تتكامل عضويًّا قبل المنطقة البصرية في مراحل الحميل وحتى بعد الولادة([19]).
من هذا يتبين أن تقديم السمع على البصر في هذه المواضع العديدة يدل على أن هذا الكلام من عند علام الغيوب وليس من اختراع بشر.
ولكن هل أخذ القرآن الكريم هذا الإعجاز من الكتاب المقدس؟ لننظر ماذا قال الكتاب المقدس عن حاستي السمع والبصر، وهل قدم السمع على البصر على اعتبار خلقه أولا كما ذكر القرآن؟
يقول الأستاذ عبد الوهاب الراوي: “بمراجعتي كتب التوراة والإنجيل لم أجد إشارة إلى هذه الحقيقة العلمية ـ تقديم السمع على البصر ـ سوى إشارة واحدة في كتاب الأمثال: “الولد أيضا يعرف بأفعاله هل عمله نقي ومستقيم؟ الأذن السامعة والعين الباصرة الرب صنعهما كلتيهما… افتح عينيك تشبع خبزًا” (الأمثال 20: 11 ـ 13)، فتجد هنا السمع يسبق البصر الذي يذكر بالإفراد وليس بالجمع كما في القرآن؛ على حين لا ذكر للأفئدة، أضف إلى ذلك أن هذه الإشارة لا تتكرر في مواضع أخرى من الكتاب المقدس، وهذا يؤدي بنا إلى استنتاج أن هذه الإشارة أتت عابرة، القصد منها بيان أن الأذن تسمع والعين تبصر، هذا أمر بدهي… فأين إذًا المعجزة العلمية في هذا النص التوراتي، ثم اعلم بأن تتابع السمع والبصر في هذا النص ينعكس في نص آخر في كتاب إشعياء وإرمياء مثل: “ولا تحسر عيون الناظرين وآذان السامعين تصغى” (إشعياء 32: 3). “حتى متى أرى الراية وأسمع صوت البوق؟” (إرميا 4: 21)”([20]).
ومن هنا يتبين أن معجزة السمع والبصر في القرآن الكريم لا يمكن مقابلتها مع الذي ورد في كتب التوراة والإنجيل، وإذا كان ذكر السمع والبصر في التوراة والإنجيل لا يتطابق مع روح المعنى الذي أريد منه في القرآن الكريم لهذه النعم، إذن يمكن القول أن كتبة التوراة والإنجيل فاتتهم هذه الحقيقة العلمية المعجزة، والذي يهمنا في هذا الأمر أن القرآن جاء بأمور لم يأت بها الكتاب المقدس.
4.)والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين(:
ونأتي إلى قضية أخرى لها علاقة وثيقة بالجنين ألا وهي قضية الرضاعة؛ حيث إنها من الإعجاز العلمي البليغ في القرآن الكريم، ولا إشارة إليها في الكتاب المقدس، يقول تعالى: )والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ( (البقرة: ٢٣٣)؛ أي إن الإرضاع الأمثل يتحقق من لبن الوالدة الأم، وليس من لبن المرضعة أو من الإرضاع الاصطناعي، وذلك لمدة سنتين كاملتين.
وقد أوحيت هذه الآية الكريمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا قبل أن يثبت ويتأكد للطب الحديث أن إرضاع الطفل من ثدي والدته هو الطريق الأقوم لنمو الطفل سليمًا من ناحية الصحة الجسدية والنفسية، وارتباط الطفل وتعلقه بأمه، وبالتالي تثبيت أركان العائلة التي هي النواة الأساسية في الإسلام.
وجاء الطب الحديث ليبين أن هذه الآية معجزة طبية؛ فقال مجلس الصحة الدولي ـ عام 1992م ـ: “لن يلبي المتطلبات الغذائية للطفل الرضيع أي نوع من الطعام والشراب حتى الماء؛ سوى لبن الوالدة الأم”.
ونشرت المجلة البرازيلية سوبرنترسانت (Superinteressante) أن نصف الأمهات البرازيليات يتوقفن عن إرضاع أطفالهن بعد الشهر الثاني من الولادة؛ ولهذا يموت الأطفال من الإسهال الذي كان بالإمكان وقايتهم منه لو استمر الأطفال في الرضاعة.
وعرضت كل من قناتي التلفاز (بي ـ بي ـ سي) و (آي ـ تي ـ في) في 17 تموز 1999م هذا الخبر: “أظهرت دراسة علمية ألمانية أجريت على 9357 طفلًا بعمر 5 و 6 سنوات بأن نسبة عالية من مجموعة الأطفال الذين لم ترضعهم والداتهم أصيبوا بالبدانة؛ بينما مجموعة الأطفال الذين أرضعتهم والداتهم لفترة طويلة لم يصابوا بهذا الداء، وعليه أكدت الدراسة ضرورة إرضاع الطفل من ثدي والدته ولفترة طويلة نسبيًّا”.
وقام الدكتور “هيوغ جولي” (Hughjolly) بعمل مسح ميداني على عدة أمهات، تأكد له منه أن فترة الرضاعة المـثلى هي سنتان، يقول: “كنت أتصور في البدء أن السنة الأولى من عمر الطفل تعتبر حيوية لتغذيته من لبن أمه، على حين وجدت من المسح الميداني أن عدة أمهات استمررن على رضاعة أطفالهن حتى السنة الثانية، فكان الأمهات يرضعن أطفالهن في الصباح الباكر وقبل موعد النوم، إن عناصر التغذية في لبن الأم متوازنة وأقل سمنة من لبن البقر الذي يحدث أضرارًا في صحة الطفل”.
إذًا أثبتت هذه المكتشفات العلمية ـ التي ذكرنا بعضًا منها ـ أن إرضاع الأم لطفلها فترة طويلة ـ عامين كاملين حسب ذكر القرآن الكريم ـ من شأنه إنشاء طفل صحيح العقل والبدن، لا يعاني من كثرة الأمراض والأوبئة.
فهل أخذ القرآن هذه المعلومة الإعجازية من الكتاب المقدس؟ لننظر ماذا قالت التوراة والإنجيل في الرضاعة، يقول الأستاذ عبد الوهاب الراوي: جاء في التوراة ذكر الرضاعة والفطام بصيغ عابرة تخلوها الدقة وتخص مناسبات رضاعة لأشخاص معينين، في حين لم يأت في الإنجيل ذكرهما أبدًا، وهذه أمثلة عن الرضاعة والفطام من نصوص التوراة، منها: “ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك ـ المقصود يعقوب عليه السلام” (إشعياء 49: 23)، “فأخذت نعمى الولد (عبيد) ووضعته في حضنها وسارت له مربية” (راعوث 4: 16)، “ألِلْمفطومون عن اللبن، للمفصولين عن الثدي” (إشعياء 28: 9)، “فكبر الولد وفطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق” (تكوين 21: 8)، “وماتت ديورة مرضعة رفقة” (تكوين 35: 8).
5.من خلال هذه النصوص لا نجد في التوراة والإنجيل ذكرًا للتأكيد على أهمية الرضاع من الأم وليس من غيرها، وأن يستمر الرضاع مدة عامين كاملين، كما أكد القرآن على ذلك في قوله تعالى:(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين( (البقرة: ٢٣٣)، وقوله تعالى: )وفصاله في عامين( (لقمان: ١٤)، وقوله تعالى: )وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا( (الأحقاف: ١٥) ـ وإنما نجد ذكرًا عابرًا للرضاعة والفطام في مواضع من حكايات التوراة، ونلاحظ أن المربيات هن اللائي يقمن بالرضاعة وليس الأمهات([21]).
وإذا كان قد اجتمع عندنا أمران مهمان؛ الأول منهما أن القرآن بيّن خطأ الكتاب المقدس في ذكره أن الجنين يتكون من دم الحيض مع منيّ الرجل، وهدم خرافات اليهود التي من أشهرها أن إتيان الرجل زوجته من ورائها يجعل الولد أحول، والثاني أنه أتى بأشياء كثيرة شهد العلم الحديث بصحتها فكانت إعجازًا علميًّا، وهذه الحقائق لا نجد لها إشارة في الكتب المقدسة السابقة، بل ذكرت ذكرًا عابرًا دون نص على الحقيقة ـ نقول: إذا كان الأمر كذلك فكيف يدعى أن الإسلام أخذ علم الأجنة ممن سبقه؟!
الخلاصة:
وبعد هذا العرض لتوضيح أن ما ذكره القرآن عن علم الجنين من عند الله تعالى، وليس مأخوذًا من كلام البشر ـ نرى أنه من المفيد أن نورد تلخيصًا سريعًا يجمل ما سبق:
- قسم العلماء علم الأجنة إلى ثلاث مراحل أساسية؛ الأولى: المرحلة الوصفية، وتستمر منذ بدايته حتى القرن التاسع عشر الميلادي، والثانية: مرحلة علم الأجنة التجريبي، وتبدأ من نهاية القرن التاسع عشر حتى الأربعينيات من القرن العشرين، والثالثة: هي مرحلة التقنية واستخدام الأجهزة وهي التي نعيشها الآن.
- لم يكن هناك في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قريبًا منه ما يمكن أن تستقى منه بالخبرة البشرية هذه المعلومات العلمية الدقيقة والموجودة في القرآن والسنة.
- فعند المصريين القدماء انتشرت الخرافات والتخمينات فيما يخص علم الجنين؛ فكانت خرافة مشيمة الملك، وتلاوة النساء رقى وتمائم عند الحمل والولادة لتسهيل عملية الولادة إلى غير ذلك من الخرافات التي لا تمت إلى العلم بصلة.
- واعتقد الهنود قديمًا أن الجنين يتكون من اتحاد الدم والمنيّ، وذكروًا مراحل لنمو الجنين تتنافى تمامًا مع الحقيقة، وتدل على دور الخيال في فهم هذه المراحل لديهم.
- أما اليونانيون فهم أول من ربط العلم بالمنطق، ورغم ذلك ظلت تعليلاتهم بعيدة عن الحقيقة؛ فقالوا بخلق الجنين من منيّ الرجل ودم الحيض، وقدموا خلق اللحم على العظام، وكلها أخطاء بين بطلانها القرآن، ثم جاء الطب الحديث فأكد بطلانها أيضًا.
- أكد علماء الإسلام قديمًا أن القرآن خالف ما كان سائدًا في تلك العصور عن خلق الجنين، ومن هؤلاء العلماء ابن حجر وابن القيم والقرطبي.
- كان علم الطب في قوم النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته ضعيفًا جدًّا، وإن كان فيهم أطباء معروفون مثل الحارث بن كلدة؛ إذ كان مرتبطًا بالسحر، واقتصر على الوسائل البدائية، مثل الكي والفصد والبتر، وأما علم الأرحام والجنين فلم يعرف منه العرب إلا ما تعلموه من اليهود على ما به من اعتقادات غير صحيحة.
- إذا كان هذا هو حال القوم الذين نشأ فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن أين له هذه العلوم وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب؟ بالإضافة إلى أن الذي اشتهر بالصدق والأمانة ما كان له أن يترك الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل.
- إن هذه الإشارات العلمية في القرآن الكريم لم يكن لها أي أثر في الدعوة إلى الإسلام في عهد نزوله، فما الحاجة إليها عند النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العهد حتى يقوم بتأليفها؟! وهذا دليل كافٍ على أنه من كلام الله رب العالمين.
- إن نظرة عجلى إلى ما يوجد في الكتاب المقدس من معلومات غير صحيحة مأخوذة من النظريات البشرية التي كانت منتشرة حين جمعت أسفار هذا الكتاب ـ لتدل على أن الإسلام لم يأخذ منها شيئًا، وإنما جاء بعلم لم يكن ليأتي إلا من عند رب عليم خبير.
- ذكر العهد القديم أن الجنين يتكون من دم الحيض السائل، وليس للسائل المنوي إلا دور ثانوي في تكوين الجنين، وذلك في قوله: “… ألم تصبني كاللبن، وخثرتني كالجبن…”، وهذه هي نظرية أرسطو التي كانت سائدة في عصره، والتي قالت بأن الجنين يتخلق من دم الحيض حين يقوم المنيّ بعقده، مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتحوله إلى جبن.
- جاء القرآن مخالفًا لكل هذا وأكد أن الجنين يتكون من النطفة الأمشاج التي تجمع بين نطفتي الرجل والمرأة، ولا علاقة لدم الحيض بالجنين، بالإضافة إلى أن القرآن ذكر بقية المراحل بدقة بالغة، وهي (النطفة ـ العلقة ـ المضغة ـ العظام ـ اللحم)، ولم ترد أية إشارة إليها في الكتاب المقدس، فأين التشابه إذًا بين الكتاب المقدس والقرآن؟!
- ذكر العهد القديم أن خلق الجلد واللحم يكون قبل العظام والعصب؛ فقال: “كسوتني جلدًا ولحمًا فنسجتني بعظام وعصب”، بينما قال القرآن (فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا((المؤمنون :14) ، وهذا ما أثبته العلم الحديث، فأين ما أخذه القرآن من الكتاب المقدس في هذا الأمر؟!
- كانت اليهود تظن أن الرجل إذا جامع امرأته من ورائها ـ أي: في قبلها ـ جاء الولد أحول، فنزل قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم((البقرة: ٢٢٣)، فقطع بذلك دابر هذه الخرافة بعد بيان بطلانها.
- إن في تقديم السمع على البصر في القرآن الكريم إعجازًا علميًّا يتضح بعد أن أثبت العلم الحديث أسبقية خلق السمع على البصر، فهل أخذ القرآن الكريم هذا الإعجاز من الكتاب المقدس؟ بالطبع لا، فلم يرد تقديم السمع على البصر إلا في موضع واحد من الكتاب المقدس لا يثبت ترتيبًا، وإنما هو إشارة عابرة، القصد منها بيان أن الأذن تسمع والعين تبصر، أما الباقي فقدم البصر على السمع فيها.
- لقد أثبت العلم الحديث أن إرضاع الطفل من أمه لمدة طويلة (عامين) تحمي الطفل من كثير من الأمراض التي قد تؤدي إلى وفاته، وأنه أفضل غذاء للطفل في هذه الفترة، وذلك تحقيقًا لقوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين( (البقرة: ٢٣٣)، ولم يرد في الكتاب المقدس إشارة إلى فائدة لبن الأم، وإنما هي إشارات عابرة تفتقد الدقة، تخص مناسبات رضاعة لأشخاص معينين، غالبهم من المربيات وليس الأمهات.
(*) رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة، د. مصطفى عبد المنعم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.
[1]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، نهضة مصر، القاهرة، ط1، 2003م، ج2، ص87.
[2]. علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة، عبد المجيد الزنداني وآخرون، من أبحاث المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، باكستان، 25 ـ 28 صفر، 1408هـ/ 18 ـ 21 أكتوبر، 1987م، ص4، 5.
[3]. رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة، د. مصطفى عبد المنعم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.
[4]. كيث مور: أستاذ علم التشريح والأجنة بجامعة تورنتو بكندا، وهو من أكبر علماء التشريح والأجنة في العالم، في عام 1984م، استلم الجائزة الأكثر بروزًا في حقل علم التشريح في كندا (جي ـ سي ـ بي) جائزة جرانت من الجمعية الكندية والأمريكية لاختصاصيِّ التشريح ومجلس اتحاد العلوم الحيوية، وكيث مور صاحب أشهر كتاب في علم الأجنة (The Developing human)، والذي تُرجم لأكثر من خمس وعشرين لغة من لغات العالم، ويُدرَّس في معظم كليات الطب في العالم.
[5]. رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة، د. مصطفى عبد المنعم، بحث منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.quran-m.com.
[6]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، ج11، ص489.
[7]. الرد على شبهات حول طور العظام، مقال منشور بمنتديات: أتباع المرسلين www.ebnmaryam.com.
[8]. لويس باستور (Louis Pasteur) (1822م ـ 1895م): كيميائي وبيولوجي فرنسي، عَقَّم اللبن تعقيمًا جزئيًّا بحرارة تقتل المعتضيات الضارة من غير أن تُحدث في المادة المعقمة تغييرًا كيميائيًّا جوهريًّا، وهو ما يُدعى اليوم بـ “البسترة”.
[9]. هيرتويج (1849م ـ1922م): عالم الأجنة والخلايا الألماني، كان أول من أدرك أن انصهار نواتي الحيوان المنوي والبويضة هو حدث مهم وضروري في عملية الإخصاب، ومن بين أبحاثه المهمة ـ دراساته في الناقلية النووية للصفات الوراثية، ونظرية الوراثية الحياتية، وأيضًا تأثير إشعاعات الراديوم على الخلايا الجسمية والتناسلية، كما قام هيرتويج مع أخيه ريتشارد بالتحقيق في تكوُّن فتحة الجسم وتشكلها، وكتب عدة أبحاث في نظرية الطبقة التناسلية، متسائلًا عما افترضته من أن كلًّا من الأعضاء والأنسجة مشتقة من تنوع في طبقات الأنسجة الثلاثة.
[10]. فان بندن (1846م ـ 1910م): عالم الأجنة والخلايا البلجيكي، المشهور باكتشافاته المركزة على الإخصاب وعدد الكروموسومات (الجسيمات الملونة) في الخلايا الجنسية والجسدية، وفي خلال سنواته الأولى عمل بندن مع والده البروفيسور في علم الحيوان في الجامعة الكاثوليكية في لوفاين، والذي قدَّم ملاحظاته لابنه في دراسته عن الحيوانات الأولية والديدان الخيطية ومجموعات متعددة من الحيوانات الأخرى، فقام فان بندن الأصغر بالتوسع في تلك الدراسات لتشمل مجموعة من الكائنات الشبيهة بالديدان والمتميزة بإنجابها نوعين من الأجنة.
ومنذ عام 1883م قام فان بندن بنشر سلسلة من المقالات والأبحاث العلمية حول بيضة الإسكارس (الدودة المعوية عند الخيول)، في هذه الدراسات أظهر فان بندن أن الإخصاب متضمن للالتحام الضروري بين نصفي نواتين ـ واحدة من الذكر (الحيوان المنوي) والأخرى من الأنثى (البُييضة) ـ وكل واحدة تتألف من نصف عدد الكروموسومات في خلايا الجسم، واكتشف أن لكل فصيلة ونوع من الكائنات الحية عددًا معيَّنًا من الكروموسومات يختلف عن غيره من الفصائل، وكذلك عمل على تطوير نظرية تكوُّن الجنين في الثدييات، والتي أصبحت ـ لاحقًا ـ قانونًا علميًّا مقياسيًّا.
[11]. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار، الدار السعودية، السعودية، ط3، 1402هـ/ 1981م، ص184: 188.
[12]. تحفة المودود بأحكام المولود، ابن القيم، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، مكتبة دار البيان، دمشق، ط1، 1391هـ/ 1971م، ص277.
[13]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج16، ص342.
[14]. المرجع السابق، ج16، ص343.
[15]. إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، كريم نجيب الأغر، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1425هـ/ 2005م، ص42، 43.
[16]. المرجع السابق، ص44.
[17]. تكوُّن الجنين: دراسة مقارنة بين القرآن الكريم والعهد القديم، د. عبد الرحيم الشريف، بحث منشور بموقع: منتديات أتباع المسيح عليه السلام: www.atba-almaseeh.com.
[18]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: التفسير، باب: ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ( (البقرة : 223 ) (8/ 37)، رقم (4528).
[19]. خلق الإنسان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1429هـ/ 2008م، ص541، 542.
[20]. معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، دار العلوم، عمان، ط1، 1429هـ/ 2008م، ص149.
[21]. المرجع السابق، ص114: 130.