دعوى عدم أحقية النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحكم على أحد بالكفر أو بالإيمان
وجوه إبطال الشبهة:
1) النبي – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، فهو حين يحكم على أحد بالكفر أو بالإيمان إنما يصدر حكمه عن وحي من الله عز وجل.
2) إن معنى الآية مناط الاستدلال لا تنفي أحقية النبي – صلى الله عليه وسلم – بالحكم على أحد بالكفر أو الإيمان، وإنما معناها: أن ما على النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا البلاغ والله – عز وجل – هو الذي يهدي من يشاء.
3) إذا علمنا أن هناك قرائن ودلائل يستطيع العلماء من خلالها أن يصدروا حكما بالكفر أو الإيمان على شخص ما بعد الاجتهاد والنظر. فما بالنا بصاحب النبوة – صلى الله عليه وسلم – الذي لا يصدر حكمه إلا عن وحي إلهي.
التفصيل:
أولا. كل ما يصدر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من حكم أو تشريع فهو وحي من الله عز وجل:
أجمع أهل العلم على “أن جميع ما صدر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو تقرير للتشريع أو الحكم، فهو وحي من عند الله – سبحانه وتعالى – إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد إقرار الله – عز وجل – عليه” [1]. قال عز وجل: )وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4)( (النجم).
فليس غريبا أن يصدر النبي – صلى الله عليه وسلم – حكما على أحد بالإيمان أو بالكفر؛ لأن كل ما يقوله إنما هو وحي من الله – سبحانه وتعالى – إليه، وكذلك الحال إذا بشر أحدا بجنة أو بنار، ولا عجب في ذلك، فالمعتاد بين الأنبياء أن يطلع النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه المقربين على ما ستئول إليه أوضاعهم، وذلك إكراما لهم من جهة، وتصديقا لنبوته من جهة أخرى.
ومن ذلك ما قاله – صلى الله عليه وسلم – لعمار بن ياسر: «حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه، ويقول: بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية» [2]، وبالفعل، قتل عمار بن ياسر في صفين على يد أهل الشام.
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي موسى الأشعري عندما استأذن رجل بالدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون، قال: فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان، قال: ففتحت وبشرته بالجنة، وقال: وقلت الذي قال، فقال: اللهم صبرا، أو الله المستعان» [3].
وقد كانت بلية عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن الغوغاء أرادوا خلعه من الخلافة، فرفض؛ فقتلوه إثما وعدوانا[4].
وكذلك بشر النبي – صلى الله عليه وسلم – أبا بكر، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – بالجنة,فعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال:«كنت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له، وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فحمد الله» [5] [6].
وكذلك أخبر – صلى الله عليه وسلم – ببقاء عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – على الإسلام حتى الموت، فعن قيس بن عباد قال: «كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة. قال: والله لا ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لـم ذلك، رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة – ذكر من سعتها وخضرتها – وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء. في أعلاه عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع فأتاني منصف[7] فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت في العروة، فقيل لي: استمسك، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة العروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت»[8] وقد تحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد عاش عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – ثلاثا وثلاثين سنة بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – فعاش في الإسلام إلى أن توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين من الهجرة وهو على الإسلام[9].
كذلك أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عن مصير بعض أعدائه الكافرين فقال: «بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما، فنفختهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي» [10]، وبعد وفاته – صلى الله عليه وسلم – ظهرت ردة مسيلمة حيث ادعى النبوة، وناصره ناس من قومه، لكنه ذبح وذبحوا معه، وكذلك الأسود العنسي الذي ادعى النبوة، وقام عليه أهل اليمن، وقتلوه وأتباعه[11].
على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لا يصم أي أحد بوصمة الكفر إلا أن يأتيه فيه وحي، فقد كان هناك قوم أظهروا الإسلام وأبطنوا غيره، وهؤلاء هم المنافقون، ومع أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سكت عن تكفيرهم، بل إنه – صلى الله عليه وسلم – قد استغفر لأحدهم وصلى عليه حينما مات.
قال عمر رضي الله عنه: «لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله: أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا: كذا وكذا، والقائل يوم كذا: كذا وكذا أعدد أيامه الخبيثة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبتسم حتى إذا أكثرت عليه، قال: أخر عني يا عمر، إني خيرت فاخترت: قد قيل لي )استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين (80)( (التوبة).
فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له زدت, ثم صلى عليه ومشى معه على قبره حتى فرغ منه، فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله، والله ورسوله أعلم، فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان: )ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون (84)( (التوبة) فما صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعده على منافق، ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل» [12] [13].
ومن ذلك أيضا إخباره – صلى الله عليه وسلم – عن قزمان بأنه من أهل النار، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: «شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: “هذا من أهل النار”، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إلى النار”، قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك فقال: “الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله”، ثم أمر بلالا فنادى في الناس: “إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»[14] ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قتل الرجل الذي تنبأ – صلى الله عليه وسلم – فيه أنه من أهل النار نفسه بسيفه ولم يصبر على جروحه التي أصابته؛ لأنه لم يكن يرجو عليها أجرا عند الله سبحانه وتعالى [15]، وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لا يحكم من تلقاء نفسه على أحد بالكفر أو الإيمان، وإنما كان يخبر بما يوحى إليه من ربه.
ثانيا. معنى الآية وسبب نزولها لا تعلق لهما بموضوع الدعوى:
أما قوله سبحانه وتعالى: )ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128)( (آل عمران) فلا يحمل أي معنى أو دلالة على عدم أحقية النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحكم على أحد بالكفر، أو الحكم لأحد بالإيمان. إنما هي كلمة حق أريد بها باطل، فقد أورد القرطبي سببين لنزول هذه الآية, وحكى الثاني منهما بصيغة التضعيف:
الأول: ثبت «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كسرت رباعيته يوم أحد، وشج رأسه، فجعل يسلت[16] الدم عنه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله تعالى”؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى: )ليس لك من الأمر شيء( (آل عمران: ١٢٨)»[17]. ويؤكد هذا ما قاله الضحاك: هم النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو على المشركين، فأنزل الله سبحانه وتعالى: )ليس لك من الأمر شيء(.
وقيل: استأذن في أن يدعو باستئصالهم، فلما نزلت هذه الآية علم أن منهم من سيسلم، وقد آمن كثير منهم كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم.
قوله صلى الله عليه وسلم: “كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم” استبعاد لتوفيق من فعل ذلك به. وقوله سبحانه وتعالى: )ليس لك من الأمر شيء(تقريب لما استبعده وإطماع في إسلامهم، ولما أطمع في ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون» [18].
الآخر: زعم بعض الكوفيين أن هذه الآية ناسخة للقنوت الذي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعله بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الصبح، واحتج بحديث ابن عمر أنه «سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول في صلاة الفجر بعد ما رفع رأسه من الركوع فقال: اللهم ربنا ولك الحمد”، ثم قال: “اللهم العن فلانا وفلانا»[19]. فأنزل الله سبحانه وتعالى: )ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم( (آل عمران: ١٢٨)[20].
وبذلك يتبين لنا أن سبب نزول الآية كما في الرأي الأول، هو أن الله – سبحانه وتعالى – أراد أن يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: “ليس لك يا محمد من الأمر شيء، إلا أن يتوب الله عليهم فتفرح بتوبتهم، أو يعذبهم، فلا يحزنك ذلك؛ لأنهم ظالمون أي ما عليك يا محمد إلا البلاغ فقط، أما هم فقد ظلموا أنفسهم بالكفر” [21].
وفي الرأي الثاني: أن الله – عز وجل – قد أراد بها نسخ القنوت الذي كان يقوم به النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الصبح، وعلى كلا الرأيين فتفسير الآية بعيد كل البعد عما فهمه مثيرو هذه الشبهة، من أن الله تعالى أراد بهذه الآية، أنه ليس للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أن يحكم على أحد بالكفر، أو يشهد لأحد بالإيمان,وبذلك يتبين بطلان ما زعموا؛ لأن دليلهم في غير موضعه.
ثالثا. هناك قرائن ودلائل يستطيع بها العلماء أن يصدروا حكما بالكفر أو الإيمان على شخص ما؛ فالأولى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الحكم على أحد بالكفر أو الإيمان ليس أمرا مقصورا على النبي – صلى الله عليه وسلم – وحده، وإنما يتعدى ذلك إلى العلماء الذين استنبطوا من آيات الله – عز وجل – ومن أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – القرائن والأدلة التي من خلالها يستطيعون الحكم على أحد ما بالكفر، كالجاحد معلوما من الدين بالضرورة، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، أو المستحل محرما كالزنا والسرقة وشرب الخمر وغيره، أو المستهزئ بالله وبرسوله وبالقرآن، أو الساب للرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام – رضي الله عنهم – أو الكاذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[22] [23].
وللإمام الطحاوي كلام رائع في هذا يحسن بنا أن نذكره، يقول: “ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله”. إلى أن قال: “الأمن والإياس ينقلان من ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة، ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه” [24].
وكذلك فإن هناك من القرائن والأحوال, التي جاءت في أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يجعل العلماء يشهدون لشخص ما بالإيمان، ومن ذلك أيضا ما روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول: «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجبت”، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجبت”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: “هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض» [25].
بيد أن المؤمن إذا أذنب وقال قولا أو فعل فعلا يعد في الشرع معصية لله – سبحانه وتعالى – لا يكون هذا بمفرده دليلا على خروجه من الإيمان – وإن لم يتب منه – إن لم يكن فيه ما يدل على نقضه الشهادتين أو إحداهما وهو في مشيئة الله، إن شاء عذبه بذنبه ومعصيته وأدخله النار، ثم مآله إلى الجنة لكثرة الأحاديث الصحيحة الدالة على أنه يخرج من النار من مات وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان، وإن شاء الله – سبحانه وتعالى – غفر له، ولم يعذبه وأدخله الجنة بغير عذاب في النار، فإن الله – سبحانه وتعالى – يقول: )إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48)( (النساء)[26].
واستنادا إلى ذلك نقرر أن العلماء لهم الحق في أن يصدروا حكما على أحد بالكفر أو الإيمان، اعتمادا على القرائن التي استنبطوها من آيات الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وهم لا يوحى إليهم, فما بالنا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي لا ينطق إلا عن وحي, حتى لو اجتهد كان ينزل الوحي إما بإقراره أو تصويبه.
الخلاصة:
- من حق النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يحكم على أحد بالكفر، أو يشهد لأحد بالإيمان؛ لأن كل ما يقوله – صلى الله عليه وسلم – وحي من عند الله، بل وينسحب ذلك الحق ويعطى للعلماء المجتهدين الذين يعتمدون على القرائن والأحوال المستنبطة من آيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيكون لهم الحق في أن يصدروا حكما على أحد بالكفر، أو يشهدوا له بالإيمان، وإذ ثبت هذا الحق للعلماء، فهو ثابت في حق الرسول – صلى الله عليه وسلم – من باب أولى، مما يبطل دعوى المغرضين بعدم أحقيته – صلى الله عليه وسلم – بالحكم بالكفر أو بالإيمان على أحد.
- لقد اختص الله – عز وجل – الأنبياء – عليهم السلام – بالإخبار بأشياء غيبية حسبما أطلعهم الله – عز وجل – عليه من علم الغيب، وقد شهد النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه بالإيمان، بل وبشر بعضهم بالجنة، كما أنه – صلى الله عليه وسلم – حكم على بعض الناس بالكفر، وأخبر أنهم من أهل النار، كما أخبر عن قزمان الذي قاتل مع المسلمين يوم أحد، وأبلى بلاء حسنا ثم لما آلمته جراحه قتل نفسه، وليس في قوله عز وجل: )ليس لك من الأمر شيء( (آل عمران: 128) ما يعارض هذا؛ لأنها نزلت حين أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو على بعض كفار قريش بالهلاك، فأخبره الله – عز وجل – أن مهمته – صلى الله عليه وسلم – هي البلاغ، وأن الهداية بيد الله عز وجل.
(*) تأملات في سورة مريم: محاضرة مسجلة، أبو إسحاق الحويني.
[1]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، د. عماد السيد الشربيني، دار اليقين، القاهرة، ط1، 1423هـ/ 2002م، ج1، ص456.
[2]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (7504).
[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لو كنت متخذا خليلا” (3471)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (6365).
[4]. قوانين النبوة، موفق الجوجو، دار المكتبي، دمشق، ط1، 1423هـ/ 2002م، ص236: 238 بتصرف.
[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لو كنت متخذا خليلا” (3471)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (6365).
[6]. فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، د. علي محمد الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص86.
[7]. المنصف: الخادم.
[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن سلام (3602)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه (6536).
[9]. نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تحقق منها وما يتحقق، محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي، دار السلام، القاهرة، ط2، 1412هـ/ 1991م، ص119، 120.
[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3424)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (6074).
[11]. قوانين النبوة، موفق الجوجو، دار المكتبي، دمشق، ط1، 1423هـ/ 2002م، ص250.
[12]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين (1300)، وفي موضع آخر.
[13]. فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص42.
[14]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر (2897)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (319).
[15]. نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم، محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي، دار السلام، القاهرة، ط2، 1412هـ/ 1991م، ص31، 32.
[16]. يسلت: يمسح.
[17]. أخرجه البخاري في صحيحه، معلقا بصيغة الجزم، كتاب المغازي، باب قوله تعالى: ) ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128) ( (آل عمران) قبل حديث (3842)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (4746).
[18]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: ) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ( (الكهف: 9) (3290)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (4747).
[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب قوله تعالى: ) ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128) ( (آل عمران) (3842)، وفي مواضع أخرى.
[20]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج4، ص199، 200 بتصرف.
[21]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1991م، ج3، ص1738.
[22]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يكره من النياحة على الميت (1229)، ومسلم في صحيحه، المقدمة، باب في التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
[23]. زوابع في وجه السنة قديما وحديثا، صلاح الدين مقبول أحمد، دار عالم الكتب، الرياض، د. ت، ص291.
[24]. عقيدة أهل السنة والجماعة، د. أحمد فريد، مكتبة فياض، القاهرة، 2005م، ص13.
[25]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت (1301)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى (2243).
[26]. عقيدة أهل السنة والجماعة، د. أحمد فريد، مكتبة فياض، القاهرة، 2005م، ص14 بتصرف يسير.