نفي الإعجاز العلمي في حديث الذبابة
وجها إبطال الشبهة:
1) أثبتت الدراسات الحديثة وجود جراثيم على أحد جناحي الذبابة، وبكتريوفاج- قاتل للميكروبات- على الجناح الآخر، فإذا وقعت الذبابة في إناء فيه طعام أو شراب وجب أن تُغمس فيه؛ كي يقضي البكتريوفاج على الجراثيم التي في الجناح الآخر، ثم تخرج الذبابة من الإناء، وما تخلف إلا ميكروبات ميتة؛ ومن ثم لم تختلف معطيات العلم الحديث عما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا من أن عامل المرض وعامل الدواء محمولان على جناحي الذبابة: «فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء».
2) لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أحدًا بأن يأكل من الطعام الذي سقط فيه ذباب، فله أن يأكله، وله أن يتركه إذا عافته نفسه، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج؛ إذ إن الحديث لا يتعلق بأي أصل من أصول الدين.
التفصيل:
أولاً. أثبتت الدراسات الحديثة وجود جراثيم على أحد جناحي الذبابة، وقاتل للميكروبات على الجناح الآخر:
1) الحقائق العلمية:
أثبتت التجارب العلمية الحديثة أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب، هي: أنه يحول البكتيريا إلى ناحيته؛ ومن ثم فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام، وألقى الجراثيم([1]) العالقة بأطرافه في ذلك الطعام أو الشراب، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم هو “مبيد البكتيريا” الذي يحمله الذباب في جوفه قريبًا من أحد جناحيه؛ ولذا فإن غمس الذباب كله وطرحه كافٍ لقتل الجراثيم التي كانت عالقة به([2]).
الذبابة تقع على القاذورات والقمامة؛ ولذلك تعلق الجراثيم بأرجلها، فإذا وقعت
على طعام أو شراب لوَّثته بتلك الجراثيم وسبَّبت أمراضًا كثيرة
ولقد بدأت التجارب منذ بداية القرن العشرين في مجال المضادات الحيوية باستخدام الحشرات([3])، وكان من أغربها ما قامت به الدكتورة جوان كلارك في أستراليا، وذلك عندما خرجت بتجربة وجدت فيها أن الذباب يحوي على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج كثيرًا من الأمراض؛ أي إن الذباب فيه شفاء!
يحوي الذباب على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج كثيرًا من الأمراض
لقد استغرب كل من رأى هذا البحث، ولكن التجارب استمرت؛ إذ قام العلماء بعديد من الأبحاث في هذا المجال، ووجدوا أن الذباب الذي يحمل كثيرًا من الأمراض يحمل أيضًا كثيرًا من المضادات الحيوية التي تشفي من هذه الأمراض؛ ولذلك فإن الذبابة لا تُصاب بالأمراض التي تحملها!
وهذا أمر منطقي؛ لأن الذبابة تحمل كثيرًا من البكتيريا الضارة على جسدها الخارجي، ولكي تستمر في حياتها ينبغي أن تحمل أيضًا مواد مضادة للبكتيريا، وهذه المواد زوَّدها بها الله عز وجل؛ ليقيها من الفيروسات والأمراض.
والمفاجأة أن العلماء وجدوا أن أفضل طريقة لتحرير هذه المواد الحيوية المضادة أن نغمس الذبابة في سائل! لأن المواد المضادة للبكتيريا تتركز على السطح الخارجي لجسد الذبابة وجناحها.
إن هذه المعلومات لم تظهر إلا منذ سنوات قليلة، وعندما يتحدث عنها علماء الغرب أنفسهم، فإنهم يتحدثون بصيغة الاستغراب؛ لأنها معلومات جديدة بالنسبة لهم وغريبة
أيضًا، ففي إحدى الدراسات جاء في بداية المقالة ما يأتي :
The surface of flies is the last place you would expect to find antibiotics
وهذا يعني: “أن سطح الذباب هو آخر ما يتصور الإنسان أن يجد عليه مضادات حيوية”.
واليوم يحاول أطباء من روسيا تطوير علاج جديد بالذباب، فقد لاحظوا أن الذباب يحوي مواد كثيرة يمكنها المساعدة على الشفاء أكثر من الأدوية التقليدية، ويقولون: إن هذا العلاج الجديد سيشكل ثورة في عالم الطب.
يقول العلماء: إن الذباب يحمل أنواعًا كثيرة من البكتيريا والفيروسات والجراثيم الممرضة، ولكنه في الوقت نفسه يحمل على سطح جسده مواد مضادة لهذه الجراثيم، وإن أفضل طريقة لاستخلاص المواد الحيوية المضادة من الذبابة يكون بغمسها في السائل، وهذه اكتشافات حديثة حيرت الباحثين، ولم يكن متوقعًا أبدًا أن يجدوا الداء والدواء
في مخلوق واحد.
وها هو البروفيسور (juan alvaez bravo) من جامعة طوكيو، يقول: إن آخر شيء يتقبله الإنسان أن يرى الذباب في المشفى، ولكننا قريبًا سوف نشهد علاجًا فعالاً لكثير من الأمراض مستخرجًا من الذباب!
وهناك بعض الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا يحاولون إيجاد طرق شفائية جديدة باستخدام الذباب، ويؤكدون أن العلاج بالذباب هو أمر مقبول علميًّا في المستقبل القريب؛ فمنذ أشهر قليلة حصل باحثون من جامعة (auburn) على براءة اختراع لاكتشافهم بروتين في لعاب الذبابة، هذا البروتين يمكنه أن يسرِّع التئام الجروح والتشققات الجلدية المزمنة.
ومنذ أيام فقط أعلن الباحثون في جامعة ستانفورد أنها المرة الأولى التي يكتشفون فيها مادة في الذباب يمكنها تقوية الجهاز المناعي للإنسان.تقول الباحثة كلارك بالحرف الواحد: (but we are looking where we belieue no – one looked before)
أي: إننا نبحث عن المضادات الحيوية في مكان لم يكن أحد يتوقعه من قبل([4]).
- ما جاء في المراجع العلمية:
جاء في مجلة التجارب الطبية الإنجليزية، عدد 1307هـ/ 1927م، ما ترجمته: لقد أُطعم الذباب من زرع ميكروبات بعض الأمراض، وبعد حين من الزمن ماتت تلك الجراثيم واختفى أثرها، وتكوَّن في الذباب مادة سامة تُسمى “البكتريوفاج”، ولو عملت خلاصة من الذباب لمحلول ملحي لاحتوت على مادة البكتريوفاج التي يمكنها إبادة أربعة أنواع من الجراثيم المولدة للأمراض.
وقد ذكرت الأبحاث العلمية أن الأستاذ الألماني بريفيلد من جامعة هالي بألمانيا وجد في عام 1871م أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيل من جنس الطفيليات سماه “أموزاموسكي” من عائلة “انترموفترالي” من تحت فصيلة “سيجومايسيس” من فصيلة “فيكومايسيس”، ويقضي هذا الفطر حياته في الطبقة الدهنية داخل بطن الذبابة على شكل خلايا مستديرة، ثم يستطيل ويخرج عن نطاق البطن بواسطة الفتحات التنفسية، أو بين المفاصل البطنية، وفي هذه الحالة يصبح خارج جسم الذبابة، وهذا الشكل يمثل الدور التناسلي لهذا الفطر، وتتجمع بذور الفطر في داخل الخلية إلى قوة معينة تمكِّن الخلية من الانفجار وإطلاق البذور خارجها، وهذا يكون بقوة دفع شديدة لدرجة تطلق البذور مسافة حوالي 2 مم من الخلية بواسطة انفجار الخلية.
واندفاع السائل يكون على هيئة رشاش، ويوجد دائمًا حول الذبابة الميتة، والمتروكة على الزجاج مجال من البذور لهذا الفطر، ورءوس الخلية المستطيلة التي تخرج منها البذور موجودة حول القسم الثالث والأخير من الذبابة على بطنها وظهرها، وهذا القسم دائمًا يكون مرتفعًا عندما تقف الذبابة على أي مسند لتحفظ توازنها واستعدادها للطيران، والانفجار- كما ذكرنا- يحدث بعد ارتفاع ضغط السائل داخل الخلية المستطيلة إلى قوة معينة، وهذا قد يكون ناتجًا عن وجود نقطة زائدة من السائل حول الخلية المستطيلة، وفي وقت الانفجار يخرج من السائل والبذور جزء من السيتوبلازم من الفطر.
وقد ذكر الأستاذ لانجيرون في عام 1945م أن هذه الفطريات تفرز إنزيمات قوية تحلل وتذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض، ومن جهة أخرى فقد تم في سنة 1947م عزل مادة مضادة للحيوية بواسطة أدنشتين وكوك من إنجلترا ، ورولبس من سويسرا في سنة 1950م تُسمى “جافاسين” من فطر من الفصيلة نفسها التي ذكرناها، والتي تعيش في الذبابة، وهذه المادة المضادة للحيوية تقتل جراثيم مختلفة، من بينها الجراثيم السالبة والموجبة لصبغة جرام، وجراثيم الدوسنتاريا والتيفود.
وفي سنة 1948م عزل بريان وكورنيس وهيمخ وجيفيريس ومايكون من بريطانيا مادة مضادة للحيوية تُسمى “كلوتينيزين” من فطريات من فصيلة الفطر نفسه الذي يعيش في الذبابة، وتؤثر على الجراثيم السالبة لصبغة جرام من بينها جراثيم الدوسنتاريا والتيفود.
وفي سنة 1949م عزل كوكس وفارمر من إنجلترا، وجرمان ودوث وإتلنجر وبلاتنر من سويسرا مادة مضادة للحيوية تُسمى “أنياتين” من فطريات من صنف الفطر الذي يعيش في الذبابة، تؤثر بقوة شديدة على جراثيم جرام موجب، وجراثيم جرام سالب، وعلى بعض الفطريات الأخرى ومن بينها جراثيم الدوسنتاريا والتيفود والكوليرا.
ولم تدخل هذه المواد المضادة للحيوية بعد الاستعمال الطبي، ولكنها فقط من العجائب العلمية؛ لسبب واحد، وهو أنها بدخولها بكميات كبيرة في الجسم قد تؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات؛ إذ إن قوتها شديدة جدًّا، وتفوق جميع المضادات الحيوية المستعملة في علاج الأمراض المختلفة، وتكفي كمية قليلة جدًّا لمنع معيشة أو نمو جراثيم التيفود والدوسنتاريا والكوليرا، وما يشبهها.
أما بخصوص تلوث الذباب بالجراثيم المرضية؛ كجراثيم الكوليرا والتيفود والدوسنتاريا وغيرها التي ينقلها الذباب بكثرة، فمكان هذه الجراثيم يكون فقط على أطراف أرجل الذبابة أو في برازها، وهذا ثابت في جميع المراجع البكتريولوجية.
ويُستدل من كل هذا على أنه إذا وقعت الذبابة على الأكل فستلمس الغذاء بأرجلها الحاملة للميكروبات المرضية- التيفود أو الكوليرا أو الدوسنتاريا- أو غيرها، وسيتلوث الغذاء كذلك إذا تبرزت عليه.
أما الفطريات التي تفرز المواد المضادة للحيوية، والتي تقتل الجراثيم المرضية الموجودة في براز الذبابة وفي أرجلها- فتوجد على بطن الذبابة، ولا تنطلق مع سائل الخلية المستطيلة من الفطريات، والمحتوي على المواد المضادة للحيوية إلا بعد أن يلمسها السائل الذي يزيد الضغط الداخلي لسائل الخلية، ويسبب انفجار الخلية المستطيلة، واندفاع البذور والسائل([5]).
- من الناحية التطبيقية:
ومن الناحية التطبيقية قامت مجموعات من الباحثين المسلمين في كل من مصر والسعودية بإجراء عدد من التجارب على مجموعة من الآنية تحوي ماء وعسلاً، وعددًا من العصائر المختلفة، في تكرار متوازٍ، وتُركت تلك الآنية مكشوفة للذباب حتى يقع عليها، وفي بعضها غُمس الذباب، وفي مجموعة مماثلة لها لم يُغمس.
وعند الفحص المجهري تبين أن الشراب الذي لم يُغمس فيه الذباب قد أصبح مليئًا بالجراثيم والميكروبات، أما الذي غُمس فيه الذباب فكان خاليًا تقريبًا من ذلك.
وقد قام مجموعة من علماء الأحياء في جامعات القاهرة والملك عبد العزيز والأزهر بدراسات مختبرية لتحقيق الفرق بين تأثير السقوط والغمس للذبابة المنزلية على تلوث الماء والحليب والأغذية بالميكروبات والجراثيم، وقد أثبتت نتائج تلك التجارب التي كُرِّرت لعشرات المرات أن غمس الذباب في السوائل من مثل الماء والحليب والعصائر، وفي غيرها من المطعومات قد أدى إلى انخفاض واضح في كَمِّ الميكروبات عنه في مثيلاتها التي تُرك الذباب يسقط عليها ثم يغادرها، أو انتُزع منها دون أن يُغمس فيها؛ مما يوحي بأن غمس الذباب في السوائل محل البحث والدراسة قد أدى إلى إبراز عوامل مضادة للميكروبات.
كما أثبتت هذه الدراسة ما يأتي:
o وجود عوامل مثبِّطة لنمو الكائنات الحية المسببة للعديد من الأمراض؛ كالفيروسات والميكروبات والجراثيم… وغيرها.
o أن هذه العوامل المثبِّطة تقلِّل من عدد الجراثيم في المشروبات والمطعومات التي يقع عليها الذباب إذا غُمس فيها، وتحد من تكاثرها ونموها.
o أن تأثير عملية الغمس على الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض هي أعلى منها على المجموع الكلي لتلك الكائنات.
o إذا تُرك الذباب يقع على الأشربة والأطعمة ثم يطير عنها، أو يُنزع منها دون أن يُغمس غمسًا كاملاً فيها يؤدي إلى تلوث تلك الأشربة والأطعمة بأعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة الناقلة للأمراض، ولكن إذا غُمست الذبابة في السوائل والأطعمة التي استخدمها الباحثون في التجربة، فإن أعداد تلك الكائنات الحية المجهرية تتناقص تناقصًا ملحوظًا إلى الحد الذي يجعل من شربها أو أكلها نوعًا من التطعيم عند العديد من هذه الكائنات المسببة للأمراض.
o وهذه النتائج التي تم التوصل إليها تشير بوضوح إلى أن غمس الذبابة المنزلية في مختلف أنواع السوائل- محل البحث والدراسة- لا يؤدي فقط إلى تقليل أعداد الميكروبات، ولكن يحد أيضًا من نموها([6]).
2) التطابق بين ما أثبته العلم الحديث وبين ما جاء به الحديث الشريف:
مما سبق تتبين لنا حقيقتان علميتان:
الأولى: أن السطح الخارجي للذباب يحوي مضادات حيوية تقتل الجراثيم والفيروسات.
الثانية: أن أفضل طريقة لتحرير هذه المضادات الحيوية هي بغمس الذباب في السائل.
وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن هاتين الحقيقتين في حديث واحد، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه؛ فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء»([7]). وفي رواية الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحد جناحي الذباب سُمّ والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام فامقلوه، فإنه يقدم السم، ويؤخر الشفاء»([8]).
وفي رواية أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء، وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء، فليغمسه كله»([9]).
وفي رواية النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله»([10]).
- الحديث صحيح وفي أعلى درجات الصحة (سندًا ومتنًا):
من مجموع الروايات السابقة يتبين لنا أن حديث الذبابة المطعون فيه حديث صحيح؛ فقد رواه سبعة من أئمة الحديث (البخاري وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والبزار)، وسند كل منهم صحيح؛ ومن ثم فالحديث صحيح وفي أعلى درجات الصحة من ناحية السند، فقد رُوي من طرق عدة، وعن غير واحد من الصحابة، ولم يُعرف لأحد من النقاد وأئمة الحديث طعنًا في سنده.
وأما من ناحية المتن فقد أثبت الطب الحديث- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الحديث صحيح في معناه([11]).
- دفاع العلماء عن هذا الحديث:
نقل الخطابي رحمه الله أن بعض من لا خلاق له تكلم في هذا الحديث، وقال: كيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة؟ وكيف يعلم الذباب حتى يقدِّم جناح الداء ويؤخِّر جناح الشفاء؟
قال: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل؛ فإن كثيرًا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة، وقد ألَّف الله بينها وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان، وأن الذي ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه، وألهم النملة أن تدخر قوتها أوان حاجتها، وأن تكسر الحبة نصفين لئلاً تستنبت- لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحًا وتؤخر آخر.
وقال ابن الجوزي: ما نُقل عن هذا القائل ليس بعجيب، فإن النحلة تعسل من أعلاها وتلقي السم من أسفلها، والحية القاتل سمها تدخل لحومها في الترياق الذي يُعالج به السم، والذبابة تسحق مع الإثمد- الكحل- لجلاء البصر، وذكر بعض حُذّاق الأطباء أن في الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه، وهي بمنزلة السلاح له، فإذا سقط الذباب فيما يؤذيه تلقاه بسلاحه، فأمر الشارع أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله تعالى في الجناح الآخر من الشفاء، فتتقابل المادتان فيزول الضرر بإذن الله تعالى([12]).
وقال الذهبي: وقد نقل الأطباء أن الذباب يُسمى “الذراريح”، في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء. وقال ابن القيم: “وأما المعنى الطبي فقال أبو عبيد: معنى امقلوه: اغمسوه ليخرج الشفاء منه كما خرج الداء، يقال للرجلين: هما يتماقلان إذا تغاطّا في الماء، واعلم أن في الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه، وهي بمنزلة السلاح، فإذا سقط فيما يؤذيه اتقاه بسلاحه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقابل تلك السمية بما أودع الله عز وجل في جناحه الآخر من الشفاء، فيُغمس كله في الماء والطعام، فيقابل المادة السمية النافعة فيزول ضررها، وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج من مشكاة النبوة.
ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفَّق يخضع لهذا العلاج، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيَّد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية، وقد ذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذ دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعًا بينًا وسكنه، وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين، المسمَّى “شعرة”، بعد قطع رءوس الذباب أبرأه”([13]).
ولقد صدق القائل حين قال:
ومن العجائبِ والعجائبُ جمةٌ
قرب الشفاء وما إليه وصول
كالعِيسِ في البيداءِ يقتلها الظما
والماءُ فوقَ ظهورِها محمول
قال الشيخ الزنداني: أجرى الدكتور نبيه باعشري- عميد كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز- تجارب على الذباب رأيتها بعيني رأسي؛ حيث كان يرسل بعض المعيدين إلى مكان سوق السمك في جدة حيث الذباب، فيصطادون له ذبابًا، ويأتون به إليه، فيحبس الذباب، ثم يأتي بماء معقم وآنية معقمة، ويطرح الذباب في الأنبوبة، وينكسها على الماء؛ مما يضطر الذباب أن يسقط بنفسه، فإذا سقط غطَّى الأنبوبة، ثم يأخذ عينات من هذا الماء، فيزرع مزارع للجراثيم والبكتيريا، يزرع جزءًا من الماء في مزارع الجراثيم، ويزرع عُشْر مزارع للجراثيم، ثم يفعل ذلك للمرة الثالثة.
قال الشيخ الزنداني: كنت أرى بعيني رأسي مزارع الجراثيم التي أُخذت من سقوط الذباب بدون غمس، إذا بالجراثيم عبارة عن مستعمرات مختلفة بألوان مختلفة: أحمر، أسود، قاتم.
والمستعمرات الناتجة عن غمس الذباب مرتين أصغر، والتي نتجت من غمس الذباب ثلاث مرات أقل، أليس هذا دليلاً على أن الغمس أنزل مادة قضت على الجراثيم، ثم قال: هذه الجراثيم التي بقيت تنزل إلى المعدة، وفي المعدة إفرازات حمضية، هذه الإفرازات الحمضية تقتل الجراثيم، فتعالوا نضيف مواد حمضية مثل التي في المعدة، فأضاف المواد الحمضية فزاد التخلص من الجراثيم، ثم قال: هل تعرفون ما بقي من الجراثيم؟ كم يساوي؟ إنه جرثوم التطعيم، إذا دخل حث الجسم على صنع مواد مضادة تقتل الجراثيم، فتزيد الجسم صحة ووقاية. قال الدكتور باعشري: من قال للناس إن الذباب فيه داء؟!
كل الناس قبل الجراثيم وقبل اكتشاف الميكروسكوبات يرون الذباب حشرة صغيرة لا تضر أحدًا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فيه داء»، والآن اكتشفوا الداء، وبعد فترة اكتشفوا الدواء، أتدرون أين الداء؟! في جناح الذبابة الآخر، أليس في هذا إعجاز قوي؟ أليس هذا دليلاً على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أليس في هذا دليل على حفظ شرعة الرب العلي([14])؟!
ولقد فسر الدكتور مصطفى إبراهيم حسن- مدير مركز أبحاث ناقلات الأمراض بكلية العلوم جامعة الأزهر- نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة : «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء»- فقال: نجد أن حرف الفاء في “فليغمسه” يفيد السرعة، بينما “ثم” تفيد التراخي والبطء؛ لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بغمس الذباب بسرعة؛ لأنه يتعلق على سطح السائل لوجود التوتر السطحي، وكلمة “ثم” بعد الغمس تعطي فرصة للأنواع المفيدة من البكتيريا والفطريات؛ لكي تفرز المواد المضادة للحيوية “الدواء” لكي تقضي على البكتيريا الضارة “الداء”.
ولقد أثبت الدكتور مصطفى إبراهيم حسن أنه لو أكل الإنسان أو شرب من الإناء فإن المادة الفعالة تظل نشطة في أمعاء الإنسان؛ لأن هذه البكتيريا في حالة معايشة في أمعاء العائل، كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية؛ أي إن الذباب حتى ولو سقط في إناء به طعام أو شراب ساخن أو بارد، فإن البكتيريا المفيدة- الدواء- تظل نشطة، وتفرز المادة الفعالة القاتلة لأنواع الميكروبات الأخرى بأقل تركيز وهو 5 ميكرو جرام، أي إن 5 جم من المادة كافية لتعقيم 1000 لتر من اللبن أو أي سائل أو طعام.
ولعل عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر بغمس الذباب تتضح في ميكانيكية إفراز المادة الفعالة؛ إذ إن إفراز أنواع البكتيريا النافعة والفطريات لهذه المواد لا تتم إلا في وجود وسط، وهو- هنا- الطعام أو الشراب الموجود داخل الإناء؛ حيث يسمح هذا
الوسط لأن يتقابل كل من الداء والدواء وجهًا لوجه دون عوائق، ويتم الالتحام، وعند ذلك تقوم الكائنات المفيدة بالقضاء على الكائنات الضارة.
ولقد وُجد أن المادة المضادة للحيوية والتي تقتل البكتيريا سالبة أو موجبة الجرام لا تتحرر من الخلايا الفطرية إلا إذا امتصت السائل، وعند ذلك فإنه بواسطة خاصية الضغط الإسموزي تنتفخ ثم تنفجر، وتطلق محتوياتها التي تُعتبر كالقنابل، وتقوم بالقضاء على البكتيريا الضارة([15]).
3) وجه الإعجاز:
لقد حقق العلماء بأبحاثهم تفسير الحديث النبوي الذي يؤكد ضرورة غمس الذبابة كلها في السائل أو الغذاء إذا وقعت عليه؛ لإفساد أثر الجراثيم المرضية التي تنقلها بأرجلها أو ببرازها، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أشار الحديث إلى أن في أحد جناحي الذبابة داء، وهو يحمل جراثيم تسبب المرض، وفي الآخر شفاء، وهي المواد المضادة للحيوية التي تفرزها الفطريات الموجودة على بطنها، والتي تخرج وتنطلق بوجود سائل حول الخلايا المستطيلة للفطريات.
ثانيًا. لم يأمر الحديث الشريف أحدًا بأن يأكل من الطعام الذي سقط فيه الذباب، فله أن يأكله وله أن يتركه.
يدندن أعداء السنة- قديمًا وحديثًا- حول هذا الحديث ويدَّعون أنه مناقض للعقل، يأباه الطبع، وإننا نتساءل:
- ألسنا نستعمل البنسلين إذا مرضنا؟! مع أنه مصنوع من العفن!
- ألم نتداو بالستربتومايسين؟ مع أنه مصنوع من طفيليات العفن وجراثيم المقابر!
ومع ذلك فإن الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم: «فليغمسه كله»، وفي قوله: «ثم ليطرحه»، إنما هو للإرشاد والتعليم وليس على سبيل الوجوب.
فليس في الحديث أمر بالشرب من الشراب، ولا أمر بالأكل من الطعام بعد الغمس والإخراج، بل هذا متروك لنفس كل إنسان، فمن أراد أن يأكل منه أو يشرب بعد الغمس فله ذلك، ومن عافت نفسه ذلك فلا حرج عليه، والشيء قد يكون حلالاً، ولكن تعافه النفس؛ وذلك كالضب، فقد كان أكله حلالاً، ومع ذلك عافته نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يأكل منه؛ لأنه لم يكن بديار قومه، ثم أليس فيما أرشد إليه المشرع الحكيم صلى الله عليه وسلم، والموحَى إليه من رب العالمين ما يُعتبر حفظًا من الإضاعة؟ بلى والله([16]).
إن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تنزل لطبقة من الناس دون غيرها، ولكنها نزلت تخاطب الناس جميعًا على اختلاف مستوياتهم العلمية والفكرية والاجتماعية، والفقراء منهم والأغنياء، وكذلك نزلت تخاطب الناس في كل العصور، كل عصر يفهم من الحديث النبوي الشريف على قدر فهمه وتقدم العلم فيه.
ولعل هذا الحديث الشريف نزل للفقراء من الناس الذين لا تجد الأسرة منهم طعامًا إلا إناء فيه طعام، أو إناء فيه شراب، وكل أعضاء الأسرة يجتمعون إلى هذا الإناء ويأكلون ما فيه، وليس لديهم غيره، فإذا وقعت ذبابة في هذا الإناء أو ذاك، وأخرجوها منه، وعافتها نفوسهم، ولم يأكلوا منها، فسوف تبيت الأسرة كلها على الطوى، ولن تجد بيتًا من بيوتهم خاليًا من الذباب، ومعنى هذا حدوث مجاعة في هذه الطبقة من الناس، فلا مناص أمامهم من تناول طعامهم وشرابهم الذي ليس لديهم غيره، إذا سقطت فيه ذبابة وأخرجوها منه([17]).
إن كثيرًا من الناس في البيئات الفقيرة لا يريقون الشراب ولا الطعام الذي سقط فيه الذباب، وإنما يخرجونه، ثم يشربون منه، ويأكلون ولا يرون في ذلك حرجًا، ولا تعافه نفوسهم؛ لأنهم لم يحصلوا على هذا الشراب أو الطعام إلا بعد الكد والتعب والعرق، ونحن نرى بأعيننا من يفعل ذلك، وهو راضٍ بما صنع قرير العين بطعامه وشرابه.
ومما ينبغي أيضًا أن نوضحه وننبه إليه أننا حينما ننتصر للحديث الشريف الصحيح رواية ومعنى، ليس معنى هذا أننا لا نحض الناس على مقاومة الذباب، وتطهير البيوت والمنازل، والشوارع والطرقات، وعلى حماية طعامهم وشرابهم منه، كلا وحاشا.
فالإسلام دين النظافة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، ودين الوقاية من الأمراض والشرور، وقد جاء الإسلام بالطب الوقائي كما جاء بالطب العلاجي، وسبق إلى بعض ما لم يُعرف ولم يُتوصل إليه إلا في العصور الحديثة.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خمِّروا الآنية- يعني غطُّوها- وأَوْكوا الأسقية- يعني اربطوا أفواهها حتى لا يتقذر الماء، أو تدخل فيه بعض الحشرات الضارة- وأجيفوا الأبواب- أغلقوها- وأكفتوا صبيانكم عند العشاء»([18])؟ فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى صيانة أطعمتنا، وصيانة أوعية مياهنا، والمحافظة على أولادنا الصغار من ظلمة الليل، وما عسى ينالهم في الظلمة من أذى أو شر([19]).
ومن ثم فالحديث النبوي لم يدع أحدًا إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء، ولم يشجع على ترك الآنية مكشوفة، ولا على الإهمال في نظافة البيوت والشوارع، ولا يتعارض مع الحماية من أخطار انتشار الذباب بأي صورة، ولم يُجبر من وقع الذباب في إنائه واشمأز من ذلك على تناول ما فيه: )لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها( (البقرة: ٢٨٦).
وهذا الحديث لا يمنع أحدًا من القائمين على صحة الناس، ولا من الأطباء من التصدي للذباب ومقاومته بالوسائل المختلفة. ولا يمكن أن يتبادر إلى الذهن- ذهن علماء الدين أو غيرهم- أن هذا الحديث يدعو إلى إقامة مزارع للذباب، فليس معنى الحديث أن نربي الذباب لنستعمله في علاج الأمراض، لا، ولكن الحديث يذكر حالة معينة، وهي سقوط الذباب في إناء، ويذكر أنه لا ضرر من أكل ذلك الطعام بعد إخراج الذبابة منه، وعلل ذلك بأسباب أثبتت الدراسات العلمية الحديثة صحتها.
وإذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يدع أحدًا إلى وضع الذباب في الإناء عنوة، أو إلى الشرب أو الأكل من الإناء الذي وقع فيه الذباب، إلا أنه صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى أن لكل داء دواء، ويدفعنا الحديث في آخره إلى البحث عن الدواء أو الشفاء في جناحي الذباب؛ لمعالجة الأمراض التي ينقلها الذباب؛ بل إن العلم أثبت أن المادة المضادة للحيوية المعزولة من جناحي الذبابة تستطيع أن تقضي على كثير من المسببات المرضية الأخرى غير المتواجدة على الذباب.
o وأخيرًا نستطيع أن نجمل وجوه الاستفادة من هذا الحديث في النقاط الآتية:
- أن الذباب ناقل للأمراض، فنتحرز منه ما أمكن.
- أنه يحمل الجراثيم في أحد جناحيه.
- أنه حينما ينزل في طعام أو شراب فإنه يضع جناحه الحامل للمرض، كما في رواية الإمام أحمد: «… فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء».
- أن الجناح الآخر فيه دواء يقضي على المرض الناتج عن جناحه الممرض.
- أن ضرر الذباب إنما يتقى بغمسه في الإناء الذي وقع فيه.
- في الحديث دعوة نبوية شريفة بعدم إهدار الطعام الذي وقع فيه الذباب، خاصة للفقراء.
- في الحديث رد على كل من يدَّعي أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالأساطير؛ إذ كل كلمة نطق بها هي الحق من عند الله تعالى.
(*) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق. وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، مرجع سابق.
[1]. الميكروب أو الجرثومة Germ: تركيب ينمو في الكائن العضوي أو في عضو منه، ويُطلق اللفظ أيضًا على أصغر عضو يسبب المرض. وفي تعريف آخر يُعرَّف الميكروب أو الجرثومة بأنه: جنين البذرة أو الجسم العضوي الذي يولد كائنًا حيًّا كالبوغ والبكتيريا والميكروبات التي تعيش وتولد أحياء شبيهة بها.
والخلية الجرثومية Germ cell: تطلق على الخلية التكاثرية التي تحتفظ بالاستمرارية على الرغم من التغيرات الحادثة في الخلايا الجسمية، فقد تصاب الخلايا الجسمية بالأذى دون أيِّ آثار على الخلايا الجرثومية، وهذه الخلايا في حال طبيعتها مستعدة للاقتران أو التزاوج Conjugation.
[2]. انظر: موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص899.
[3]. العلاقة بين الميكروبات والحشرات قد تكون علاقة حمل (Phoresy) أو تكافلية أو معايشة، وقد تمت دراسة دور الميكروبات المصاحبة للحشرات في نقل المرض أو إفساد الغذاء بواسطة عديد من العلماء، وكذلك ناقش علماء آخرون علاقة المعايشة بين الميكروبات والأنواع المختلفة من الحشرات.
[4]. الذباب فيه شفاء، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس: عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.
[5]. دفاع عن السنة ورد شُبَه المستشرقين والكُتّاب المعاصرين، د. محمد أبو شهبة، مكتبة السنة، القاهرة، ط2، 1428هـ/ 2007م، ص368: 370 بتصرف.
[6]. الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص900، 901. وانظر: آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة، عبد الرحمن سعد صبي الدين، مرجع سابق، ص148، 149.
[7]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: بدء الخلق، باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه؛ فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء، (6/ 414)، رقم (3320).
[8]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي سعيد الخدري، رقم (11661). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (39).
[9]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الأطعمة، باب: في الذباب يقع في الطعام، (10/ 231)، رقم (3846). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (3844).
[10]. صحيح: أخرجه النسائي في سننه، كتاب: الفرع والعتيرة، باب: الذباب يقع في الإناء، رقم (4279). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي برقم (4262).
[11]. انظر: دفاع عن السنة ورد شُبَه المستشرقين والكُتّاب المعاصرين، د. محمد أبو شهبة، مرجع سابق، ص350: 359.
[12]. ضلالات منكري السنة، د. طه حبيشي، مطبعة رشوان، القاهرة، ط2، 1427هـ/ 2006م، ص366.
[13]. زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، ج4، ص112، 113.
[14]. الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. أحمد مصطفى متولي، مرجع سابق، ص1016، 1017.
[15]. الداء والدواء في جناحي الذباب، د. مصطفى إبراهيم حسن، بحث منشور بمجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (27)، جمادى الأولى 1428هـ، ص13 بتصرف.
[16]. دفاع عن السنة ورد شُبَه المستشرقين والكُتّاب المعاصرين، د. محمد أبو شهبة، مرجع سابق، ص372، 373.
[17]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج6، ص71 بتصرف.
[18]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: بدء الخلق، باب: خمس من الدواب فواسق يُقتلن في الحرم، (6/ 409)، رقم (3316).
[19]. دفاع عن السنة ورد شُبَه المستشرقين والكُتّاب المعاصرين، د. محمد أبو شهبة، مرجع سابق، ص373.